الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 15:02

متنفس عبر القضبان (42)/ بقلم: حسن عبادي

حسن عبادي
نُشر: 15/11/21 10:20,  حُتلن: 10:36

بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019؛ ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة؛ عقّبت الكاتبة نبيهة راشد جبارين: "الحرية للأسيرات والأسرى ! لم يُخلق الإنسان ليُسجن ! دمتَ بوفاء وعطاء".
وعقّبت الصديقة المقدسيّة رندة شرف: "نجدد التحية والشكر لعملك المتميز فأنتم جسور تواصل بين الاسرى والاهل خارج السجون، تحية تقدير لك ودعوات صادقه بأن يهون عليهم ظلام السجون وأن يفك اسر جميع الاسرى. إنهم قلوبنا تنبض داخل السجون".

رضوان ينتظر
التقيت صباح الخميس 28 تشرين أوّل في سجن النقب الصحراويّ –كتسيعوت- (أنصار 3) بالأسير أحمد حمامرة بعد أن غادرت مدينة حيفا الخامسة والنصف صباحًا (رافقني الصديق مصطفى نفاع مسافة 263 كم) لألتقيه وابتسامته الواثقة رغم اعتقاله إداريًا منذ 17.08.2020.
صوّر لي تفجير باب منزله في الخامسة صباحًا، عريس جديد، والعذاب الذي تعرّض له مباشرة بعد الاعتقال، وقراره الاضراب عن الطعام وصورة رفيقه الأسير كايد الفسفوس (المضرب عن الطعام) ومصيره تلاحقه كلّ الوقت.
وُلد بِكره رضوان يوم 08.12.20 ولم يحظَ باحتضانه بعد، رضوان يتوق لعناقه الأوّل، وحُرم من مرافقة زوجته ساعة الولادة ومتابعة نموّه في أشهره الأولى، حال الحرمان الذي يعانيه أبناء شعبنا.
حدّثني عن اعتقاله دون توجيه تهمة له، وأمر الاعتقال الإداري جاهز وموقّع يومان قبل الاعتقال، والإجراءات صوريّة، تبعتها محاولات مراوغة وإغراءات مرفوضة للإيقاع به.
حدّثني مطوّلًا عن قراره تعليق إضرابه عن الطعام في الأوّل من أيلول وتبعاته والاتفّاق الذي سبق فكّ الإضراب بتعهّد السطات عدم تجديد الاعتقال الإداري ومدى قانونيّته، ونقله من زنزانة إلى أخرى ومن سجن لآخر بمحاولة للنيل من معنويّاته وصموده وكسر شوكته دون جدوى.
"قدّيسات فلسطين"

بعد لقائي بأحمد أطل الصديق الأسير هيثم جمال علي جابر وأمطرني بوابل من الأسئلة للاطمئنان على العائلة وأصدقاء مشتركين، عبير وفراس وغيرهم.
حدّثته عن انطباعاتي من المشاركة في معرض الكتاب الدولي في عمان ومبادرة "أسرى مبدعون" بالتعاون مع دار فضاءات.
حتلنته بآخر التطوّرات حول إصداره الجديد عن دار الرعاة، وعن النشاطات التي تخصّ أدب الحركة الأسيرة من إصدارات وندوات ومبادرة "أسرى يكتبون" وطلب إيصال التعازي للصديق محمد مشّة بوفاة زوجته.
تناولنا براءة خرّيجي الانتفاضة الأولى وتفاعلهم مع القضايا الاجتماعيّة خارج السجن وحبّ العطاء دون حدود.
تحدّثنا عن الكتابة خلف القضبان، فالكتابة مزاج، والكتابات معرّضة للمصادرة في كلّ لحظة ومسودّاته أغلى ما يملك وفي الأحداث الأخيرة أودعها أمانة في شنطة كبيرة لدى وميل في قسم آخر.
أطلعني على مشروعه الأدبي القادم، مجموعة قصصيّة تتناول قدّيسات فلسطين ونضال المرأة الفلسطينيّة وتضحياتها، زوجات أسرى وزوجات شهداء... وأمّهات.
أوصلته تحيّات التحالف الأوروبي لنصرة أسرى فلسطين له وللحركة الأسيرة والمؤتمر الذي سيُعقد في مالمو/السويد في شهر ديسمبر القادم.
داهمنا الوقت مسرعًا والسجّان يصرّ على انتهاء فترة اللقاء ...
لكما عزيزاي أحمد وهيثم أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك الأحرار.
 

مقالات متعلقة