الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

أربعة كتب جديدة للشاعر والناقد د. منير توما/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 15/11/21 10:09,  حُتلن: 10:12

أهداني مشكورًا الصديق الشاعر والأديب ابن بلدة كفر ياسيف د. منير توما، كتبه الأربعة الجديدة، الصادرة عن مطبعة عالم الطباعة، وهي ثلاثة دواوين شعر: "زنابق ورياحين، قصائد رشيقة، ونفحات عطرية"، وكتاب "دراسات وترجمات فكرية وأدبية".

الدكتور منير توما هو شاعر وكاتب وناقد واسع الاطلاع، موسوعي الثقافة، غزير العطاء، بيدره الادبي وفير، ونبعه فياض وثر تتدفق مياهه دون انقطاع. وما من كتاب أدبي، إن كان في الشعر أو النثر، يجد طريقه إليه يفتح له قلبه ويشرعه على مصراعيه، ويلقى الترحاب والاحتضان، ويغمره بالحب والدفء والاحتفاء. فله تاريخ حافل في مواكبة ومتابعة الأدب المحلي والعربي، وحتى العالمي، وتحليل الأعمال الأدبية الإبداعية للشعراء والأدباء، ما يستحق الاحترام والتقدير.

وكما عودنا د. منير توما فإنه يكتب شعره بإحساسه وبعطر ومداد من رحيق، يحلّق في عالم الرومانسية والخيال المجنح الواسع، وفي بواطن الأساطير والغنائيات والعشق الإلهي الصوفي، وكل ذلك بأسلوب شاعري سلس وجذاب، ومعانٍ تتسم بالصدق والشفافية الجميلة والبوح الرهيف. ويستمد توما أفكاره ومعانيه في قصائده من تجربة صادقة وعاطفة جيّاشة قوية، ولا ريب في ذلك فهو الإنسان الإنسان مرهف الإحساس، صاحب الموهبة الشعرية الفذة، الذي يبوح بمشاعره ويسكبها على ورق الورد بسيل متدفق من رقه شعوره وعذوبة حروفه وصفاء كلماته.

وقد جاءت قصائده في هذه الدواوين، كما في دواوينه السابقة، مفعمة بالحب، متناغمة مع بعضها البعض، رقيقة، متينة، موحية وعميقة في معانيها، واسعة في مدلولاتها، متكئة على لغة رشيقة تتصف بالطلاوة والعذوبة والسلاسة والتلقائية. ويبدو فيها توما من خلالها محبًا للطبيعة، عاشقا حد الثمالة، جياش المشاعر، فياض العواطف، مسكونًا بهموم وطنه وشعبه وأمته ومجتمعه.

ومن أجواء قصائده:

أهواكِ صيفًا وشتاءً،

ليلًا ونهارًا

بنسائمِ عِطْرِكِ

تفوحُ من جَسَدٍ رهيفْ

فأسكرُ بِخَمْرِ شَهْدِكِ

يا مَنْ فتنتني بِقَّدٍّ لطيفْ

وريقِ ثغْرٍ معسولٍ شفيفْ

حين تعانقنا في مساءٍ

نورُهُ خفيفْ

أضفيتِ فيهِ هالةَ إشراقٍ

على نَفْسٍ إشتاقتْ

إلى لمساتٍ قلبًا ضعيفْ

فهيّا تَفَضّلي الى رحلةِ عشقٍ

تكونينَ أنتِ ضَيْفتي

وأنا المضيف.

د. منير توما شاعر مقتدر، يجري في شعره، وينساب كالماء رقراقًا، كأنما هو الطبيعة المدهشة الخلابّة في سحرها وعفويتها وسهولة مجراها، وتنبثق في قصيدته الصور البراقة الزاهية، وتطغى عليها الأجواء الرومانسية الحالمة. فله الحياة ونرجو له الصحة والعافية والمزيد من العطاء والإبداع والتألق والتوهج الشعري.  

مقالات متعلقة