الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 07:02

البناء الصحيح للإنسان هو الضمان لعلاج العنف وحل المشاكل الاجتماعية/ د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 14/11/21 07:38

البناء الصحيح للإنسان وتعليمه وتربيته الصحيحة في الصغر هي المفتاح لحل المشاكل الاجتماعية وتقليص العنف الى حد كبير عند الكبر، وعلى الاسرة والمدرسة والسلطة المحلية بناء خطة تربوية لتحقيق هذ الهدف السامي لتنشئة جيل متعلم ومثقف يفي بهذا الغرض، فالإنسان المتعلم يستعمل عقله ومعرفته وتجاربه المتراكمة للتعامل مع الحياة ومع زوجته وأولاده والمجتمع من حوله بالطرق الصحيحة وبالمعاملة الحسنة وبلطف وحكمه وتروي ويمتنع عن استعمال القوة والعنف في تعامله اليومي بحل المشاكل، اما اذا كان الانسان جاهلا وتنقصه المعرفة والتجربة سوف يرتكب الأخطاء في التعامل مع افراد عائلته وافراد المجتمع من حوله، وهناك احتمال ان واجهته مشكله يحلها بالعنف، فالعنف هو وسيلة يستعملها الشخص الجاهل والضعيف ثقافيا وتعليميا عندما يكون جاهلا بطرق التعامل والسلوك الصحيح اللازم لتحقيق أهدافه وحل مشاكله، ولذا الجهل وضعف المعرفة وضعف الخبرة هو أصل وسبب ارتكاب الانسان الأخطاء والعنف والجرائم، فالعنف الاسري على سبيل المثال، يحصل بسبب عدم معرفة الزوج الجاهل أساليب التعامل مع زوجته وعدم فهما واحترام شخصها وكذلك لا يعرف كيفية التعامل مع أولاده وطرق تربيتهم، فيقوم بضربهم واستعمال القسوة معهم باعتقاده ان هذه الطريقة هي الأمثل بتربية الأبناء وردعهم، مما يسبب لهم الاضرار الجسدية والعقلية والنفسية ودفعهم الى الانحراف او ترك البيت واصطحاب رفاق السوء والطريق عندها تكون قصير لوصولهم الى الانحراف والجريمة، وكذلك معاملته لزوجته بقسوة واهانتها يجعل حياتها جحيما مما يجعلها تضطر الى الطلاق وهدم اركان الاسرة، فلو كان الزوج متعلما ومثقفا وعنده المعرفة في كيفية معاملة زوجته وحل مشاكله معها دون استعمال العنف لقل تورطه بالعنف الأسري وكذلك العنف مع الأولاد والمجتمع وبنى اسرة سليمه خالية من المشاكل، وبناء اسرة سليمه معناه بناء مجتمع سليم وخالي من العنف والجريمة.
وأسوأ ما يكون هذه الأيام هو الإهمال التربوي والتركيز على التعليم وليس على التربية في مدارسنا حيث أصبح التعليم يقتصر على تهيئة الطلاب لسوق العمل والحصول على شهادة علامات خالية من رصيد علمي ومعرفي وتربوي وخاليه من القيم والأخلاق وتعليم المعايير الاجتماعية والعادات العربية الأصيلة كالشهامة والنخوة ومساعدة الغير والتسامح والعفو وغيرها من قيم مهمة، وللأسف انعدام التركيز من قبل عائلاتنا ومدارسنا على بناء الإنسان وصياغة شخصيته إيجابيا وتهيئته للحياة بشكل سليم، وعلينا ان نعرف أن بالعلم والتثقيف والتربية الصالحة نزيل الجهل عند الإنسان وجعله إنسانا صالحا في المجتمع وبعيدا عن كل ظواهر العنف والجريمة .  

مقالات متعلقة