الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 06:01

الأخوان عباس وغانتس.. ادعاءات وتبجح في عشيرة الائتلاف/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 12/11/21 10:55,  حُتلن: 17:38

أعرف أن العنوان ملفت للنظر، والمقصود بـ "الإخوان" سياسياً كونهما جزء من عشيرة الائتلاف الحاكم. وهذان الإخوان في ائتلاف حكومة بينيت وللحق ـــ وأنا أعترف بذلك ـــ هما نشيطان في التصريحات، وأقوالهم تثير الاهتمام ليس لإيجابيتها طبعا بل لغرابتها. ففي يوم الثلاثاء الماضي طلع علينا وزير الدفاع الجنرال غانتس أحد قتلة أبناء غزة، بتصريح ناري من العيار الثقيل لفت إليه الاعلام العبري والعربي.


ففي تغريدة له على حسابه الرسمي في "تويتر"، وحسب الخبر الذي نشره موقع العرب الثلاثاء الماضي، قال غانتس صاحب حزب (أزرق أبيض) "انه لن يسمح لحزب الله اللبناني بحيازة أسلحة تضر بإسرائيل، أو بحيازة أسلحة تضر بالتفوق النوعي لبلاده". وعلى فكرة اسم الحزب مأخوذ من لوني علم دولة منصور عباس، هذا العلم الذي وضعه الشيخ منصور على يمينه وعلى يساره عند إلقاء أول خطاب له في يوم الكذب (الأول من نيسان) الماضي بعد انتخابات الكنيست الأخيرة.
غانتس شمّر عن ساعديه ووجه كلامه إلى غزة وحزب الله وإيران بالقول:" ان إسرائيل مستعدة لكل سيناريوهات محتملة، سواء في الجنوب أمام قطاع غزة، أو الشمال أمام حزب الله اللبناني، فضلا عن إيران". هذه التصريحات ليست بجديدة. فقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، لبنان في السادس والعشرين من شهر مايو/أيار هذا العام بأن لبنان "سيتلقى ذات مصير قطاع غزة في حال فكر حزب الله بمهاجمة إسرائيل". وقد جاء تهديد غانتس بمناسبة ما يسمى تأبين ضحايا الجليل حيث قال: "في حال انفتح الشر من الشمال، سيرتجف لبنان، كما أثبتنا في عملية (حارس الأسوار)، فإن المنازل التي ستكون فيها أسلحة وإرهابيون ستتحول إلى خراب ودمار إذا لزم الأمر".
ويبدو أن يوم الثلاثاء الماضي كان يوم التصريحات عسكرياً وسياسياً. فقد صرح الجنرال أفيف كوخافي، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، إن بلاده تكثف استعداداتها للقيام بهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. وقال كوخافي، حسب خبر أورده موفع "ايمز أوف إسرائيل" الرسمي أن الجيش الإسرائيلي يكثف خطواته العسكرية لاستعداد للتعامل مع التهديد النووي الإيراني، مؤكدا أن بلاده وافقت على ميزانية يمكن من خلالها أن تجعل من التعاطي مع مجموعة مختلفة من التهديدات. طبعاً هذه الميزانية التي وافقت عليها مجموعة منصور عباس في في عشيرة الائتلاف.
كوخافي أدلى بهذه التصريحات أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي الثلاثاء، الماضي والتي ركز فيها على أن بلاده "تواجه تحديات أمنية على ست جهات مختلفة، وأن إسرائيل ما تزال تواصل العمل ضد أعدائها، سواء في مهمات سرية أو عمليات أخرى".
ولكن ماذا قال رئيس القائمة العربية الموحدة في يوم التصريحات؟ في مقابلة تلفزيونية مع القناة الإسرائيلية 12 أشاد عباس بنشاط الشرطة بالمجتمع العربي، إذ صرح قائلًا: "أحيي الشرطة على نشاطها في المجتمع العربي"، ولماذا هذه الإشادة؟ يجيب عباس:" لأن شرطة إسرائيل قامت باعتقال أكثر من 70 مشتبهًا عربيًا بتجارة الإسلحة من 25 بلدة ومدينة عربية ". يا عيني "شو هالعملية الكبيرة جداً لـ(مشتبهين) ولم يثيت عليهم بعد أي شيء، في وقت يعاني المجتمع العربي من حوادث قتل لا تعرف عنها الشرطة أي شيْ، صحيح أن هناك من يقول وحسب المثل الشائع:" إحنا بدنا نوكل عنب أونقاتل الناطور؟" لكن يبدو أننا لن نأكل عنباَ.
نقطة سياسية مهمة لا بد من الإشارة إليها في مقابلة منصور عباس مع القناة الإسرائيلية. فقد ذكر مراسل القناة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحاول منذ أشهر لقاء النائب منصور عباس، ومن ناحيته عقب النائب عباس أنه "ليس هذا الوقت المناسب لإثارة العواصف".
جواب منصور عباس يرمز إلى أمر في غاية الأهمية. ومن حقنا أن نحلل الحدث كما نفهمه: وهو أن عباس المحمود فعلاً يريد لقاء عباس المنصور والأخير يتجاهل. وتجاهله هذا كما أعتقد يأتي إرضاءً لرئيس حكومته بينيت وإرضاء لوزيرة الداخلية شاكيد اللذين يرفضان لقاء الرئيس الفلسطيني. يعني هناك نقطة تلاقي بين منصور الفلسطيني وبينيت وشاكيد اليهوديان، ولا توجد نقطة تلاقي بين العباسين الفلسطينيين.
والسؤال المطروح: لماذا يصر الرئيس الفلسطيني منذ شهور عديدة وراء عضو كنيست مثل منصور عباس للإجتماع به ومنصور غير مهتم، كما يتضح من جوابه؟ ويبدو أن لقاء منصور عباس مع ابن جلدته محمود عباس لن يتم إلاّ بضوء أخضر من سيده بينيت كون منصور في الائتلاف . بمعنى "لما بينيت بقلو روح قابل الرئيس الفلسطيني" يهرول إلى رام الله متل الولد الشاطر. للأسف هذا هو الواضح.


 

مقالات متعلقة