الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 23:02

بناء مشفى في سخنين الآن وليس غدًا/ بقلم: شير نوساتسكي

شير نوساتسكي
نُشر: 11/11/21 18:00,  حُتلن: 23:28

احدى البشائر الّتي وردت في الموازنة العامة للدولة هي بناء مشفيين جديدين في البلاد. هذا بالفعل حَدث هام وأمر طارئ، لكن لم أستطع أن أتجاهل الإشكال الّذي يكمن في المواقع الّتي تم اختيارها لبناء المشفيين.

يوجد 11 مشفى حكومي في اسرائيل، ومع المشفيين الجديدين سنصل الى 13 مشفى، والحقيقة الموجعة هي أنه لا يوجد ولا حتى مشفى واحد في بلدة عربيّة. تقريبًا مليونيّ مواطن عربي، خُمس المواطنين في البلاد، ومعظمهم يسكنون في البلاد العربية، لكن حكومات اسرائيل ما زالت تحرمهم من حقهم بالحصول على خدمات طبيّة أساسية من خلال إقامة مشفيات في بلداتهم.

على ما يبدو أن المشفى الحكومي الجديد الّذي أقرّت الحكومة الجديدة بناءه في الشمال سيبنى في بلدة كريات آتا، وسينضم الى قائمة المشفيات الحكومية الموجدة في البلدات اليهودية فقط.

اقتراح القانون الّذي تقدمت به القائمة المشتركة والّذي ينص على بناء مشفى عربي في مدينة سخنين هو اقتراح عادل وعلى الحكومة أن تتبناه. أقرب مشفى حكومي لسكان البطوف وسخنين يتواجد على بُعد 40 كم منهم، الأمر الّذي يتطلب ساعة سفر للوصول من بلدات البطوف الى المشفى!

آن الأوان لمحاولة إصلاح هذا الغبن بحق البلدات العربية، وبالذات بعد عامين من الكورونا، عامان تعلمنا خلالهما أننا، يهودًا وعربًا، شركاء في المصير. الاطراء على الطواقم الطبية العربية والمتفانية في عملها لم يعد أمرًا كافيًا. المطلوب الان بناء مستشفى في بلدة عربية لخدمة المواطنين، وليس فقط المواطنين العرب، بل ايضًا المواطنين اليهود الّذين يسكنون على مقربة من البطوف.

من الجائز ان تتوصل الحكومة الى خلاصة مهنية مفادها أن المشفى الحكومي لا يجب أن يكون في سخنين، لكن هنالك بلدات عربية عديدة ملائمة لبناء المشفى الجديد فيها، والأهم في هذا السياق هو اتخاذ قرار لا رجعة فيه: المشفى القادم يجب أن يُبنى في مدينة عربية! هذا هو القرار الصائب الوحيد. هذا الامر صائب على الصعيد الأخلاقي، لكنّه ايضًا صائب على المستوى السياسي.

جميعنا رأينا في الانتخابات الأخيرة الغزل ما بين منصور عباس ونتنياهو، حيث إنطلق منصور عباس آنذاك من نقطة مفادها أن لا يوجد فارق ما بين اليمين واليسار في اسرائيل بكل ما يتعلق بتعاملهم مع المجتمع العربي. هذا التوجه الجديد كسر ما كان مألوفًا سابقًا، أن شراكة المجتمع العربي مع اليسار وليس اليمين هي الأمر الطبيعي.

أحزاب اليسار رددت شعار المساواة على مدار السنوات، ورغم أن التزامها تجاه مساواة المواطنين العرب كان منقوصًا، الا أننا لا نستطيع تجاهل الفروقات ما بين ميري ريچيف وتمار زاندبرغ على سبيل المثال، لكن آنذاك كانت أحزاب اليسار في المعارضة ولم تستطع أن تفعل الكثير في سبيل ذلك، لكن الآن إختلفت الوضعية، خاصة مع دخول ممثلين عن اليسار الى وزارات حكومية، الآن بالذات عليهم أن يثبتوا أن شعاراتهم ليست مجرد حبر على ورق.

الحقيقة هي أنه لولا عنصرية سموتريتش ورفضه للشراكة مع الموحدة لكنا قد رأينا حزبًا عربيًا مركزيًا يتحالف مع اليمين بدلًا من اليسار. هذا الأمر ينبع من يأس المواطنين العرب وعدم إيمانهم بمصداقية رؤساء أحزاب معسكر اليسار.

خلال عقد ونيف، سعى نتنياهو لتوثيق شراكته مع أحزاب اليمين الأرثوذكسي "الحريديم" ومع الصهيونية الدينية، الأمر الّذي سمح له بالوصول الى سدة الحكم مرارًا وتكرارًا - ربما على اليسار في اسرائيل التعلّم من هذا الأمر من أجل توثيق شراكتهم مع المجتمع العربي، وهذا يتم من خلال العمل لصالح المجتمع العربي وتعزيز مكانته.

بعد عشرات السنوات في المعارضة، عاد حزب ميرتس الى الحُكم، ولذلك فحزب ميرتس مُطالب بالعمل الفعلي من أجل المساواة وليس ترديد هذا الشعار، ولا يوجد طريقة لإثبات ذلك أفضل من إقامة مستشفى في بلدة عربية لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين العرب الّذين يعانون من التمييز. 

الكاتبة المديرة العامة لجمعية "هل رأيت الأفق مؤخرًا؟"

مقالات متعلقة