الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 20:01

القتل لأتفه الأسباب

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 11/11/21 07:41,  حُتلن: 10:40

قتل شاب في قرية العيسوية بسبب نباح كلب، وقتل شاب آخر في مخيم شعفاط بسبب موقف سيارة في منطقة القدس،  وقتل شاب في مكان آخر لأنه نظر إلى أخته , على ماذا كل هذا القتل على ماذا , الم يقل نبينا محمد صل الله عليه وسلم : عند الله اهون ان تهدم الكعبة قبلة الاسلام حجرا حجرا من قتل انسان مؤمن ؟؟؟ أينكم من كلام الله ورسوله من احترام الجار والجيرة ؟؟؟ لماذا تهدمون حياتكم وتدمرون مستقبل ابنائكم لأتفه الأسباب ؟؟؟
للأسف لا يمر أسبوع دون وقوع جرائم قتل في مجتمعنا وتتبعها وقوع شجارات عائليه يذهب ضحيتها شباب ورجال, ونتيجة لذلك وترمل النساء وتيتم الأطفال وتحرق البيوت والسيارات ويدمر الاقتصاد وتشتت العائلات ويعيش من يقع في دائرة الجريمة حياة الجحيم .
ان ظاهرة الشجارات والنزاعات والقتل في مجتمعنا اليوم تعيد الى ذاكرتنا ما كان يحصل في العصر الجاهلي عندما كانت القبائل المتناحرة على الزعامة ومصادر المياه والكلأ تقتتل وتأخذ بالثأر , فلا قانون يحكمها ولا قاعدة , والقوي يأكل حق الضعيف , وكان استعمال القوة اسلوب حياه عندهم , وللأسف هذا الأسلوب ما زال سائدا في مجتمعنا الى يومنا هذا , لا نعد للعشره ولا نتروى , والمزاجية وعدم التفكير في نتيجة التصرفات وكذلك النعرات والتعصب العائلي هي التي تحكم تصرفات الشباب والناس .
لقد تطور المجتمع وأصبحت قوانين تنظم العلاقات بين الأفراد والجماعات وهناك علم وثقافة وحضارة ووعي , فإذا حصل خلاف بين اثنين وعسر وصعب الحل بينهما يجب ان يحتكما إلى القانون أو إلى أهل الخير والإصلاح وليس اللجوء إلى أسلوب العنف والقوة في حل المشكلة , لان العنف والقوة ولا تحل المشاكل والخلافات بل تعقدها وتزيد الطين بله , لذا يجب علينا إن نرتقي بعلاقاتنا مع بعضنا البعض الى الأساليب الحضارية والحوار والتروي والحكمة التي تليق ببني البشر في حل مشاكلنا وتعاملنا مع بعضنا البعض .
إن ابتعادنا عن قيمنا وضعف الوازع الديني وابتعادنا عن عاداتنا الأصيلة وإهمال تربية الأولاد من قبل الأهل والمدرسة ومؤسسات المجتمع جعلت شبابنا يتأثرون بما تبثه محطات التلفاز الهابطة وتعلمهم أنماط تصرفات العنف التي لا تتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا , وهذا احد أسباب المهمة للعنف والفوضى والانفلات الموجود في مجتمعنا .
كما هو معروف فان الشجارات العائلية والاقتتال نتائج مدمرة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية على الأفراد , بالإضافة إلى ذلك لها تأثير كبير على نفسية الأطفال والأجيال الصغيرة لان الانفعال والتوتر والقلق والحزن التي تعيشها العائلة في فترة الشجار ينعكس سلبا ويؤثر تأثيرا كبيرا على نفسية الأطفال وشخصيتهم وتطويرهم النفسي وعلى تصرفاتهم مستقبلا ويكتسبون نمط استعمال القوة والعنف كأسلوب حياة من أهلهم منذ الصغر وبهذا ينتقل العنف من جيل الى جيل و نبقى في دوامة العنف .
يا أهلنا إذا بقي الوضع على ما هو عليه اليوم , واذا لم نغير ما في أنفسنا وعقليتنا ومفاهيمنا وتصرفاتنا فسوف نغرق ونعيش كلنا في مستنقع الجريمة وحياة الجحيم ,فحتى نضع حدا لهذه الظواهر الجاهلية والسلبية علينا أن نعود الى رشدنا ونطبق عقيدتنا السمحة ونجمع شملنا ونوحد صفنا ونحترم بعضنا في قرانا ومدننا ونعيد المحبة والاحترام والتسامح بيننا , ونكرس كل جهودنا الى تعليم أولادنا قيمنا وعاداتنا لنضمن لهم مستقبلا أفضل خالي من العنف والعصبيات العائلية البغيضة وتعقيدات الماضي ورواسبه وأحفاده .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة