الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 08:01

هذيان ما قبل عملية الولادة القيصرية/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 10/11/21 07:34

الأرض حبلى، السماء حبلى، مياه البحر حبلى، أوراق الأشجار حبلى.
رائحة البارود تزكُم الأنوف الطويلة، وسحب الدخان "تنفُرُ" من بين الأشواك الضحلة القصيرة.
والولادة مُتعسّرة!!
الماء عكرٌ سابت راسب هامد ثابت.
لم تعد الجداول تجري ولا الأنهار تُهرّول ولا المزاريب "تهمر وتزمر وتنهمر".
الجدب يعمّ والقحط يتمّ، وتكثر السُحُب العاقرة وتختفي غيوم الشتاء الحبلى بالغيث، بل تزدهر تلك المدبوزة برذاذ مطر من النحاس والرصاص.
القبيلة إنقسمت منذ زمن.
تباعدت وتضاربت مضاربها، مضارب في الشمال ومضارب في الجنوب، لا ودّ بينها لا زرع لا ثمر ولا حُبوب.
كلّ "نصف" قبيلة لها خيمتها.
خيمة الوطن أصبحت خيمتان متوازيتان متناحرتان متجاذبتان، قّطبي مغناطيس لا يلتقيان إلا في مواسم حصاد اللقاءات والتعهّدات والإلتزامات الفضفاضة المُتكرّرة المُتكوّرة المُتحوّرة المدوّرة:
الخيمة القديمة الكبيرة العتيقة المعتّقة "السرمدية حُلماً" تتدفّى على "قرامي" قديمة، صناعة وإنتاجات محلّية ومُستوردة، هبات ومساعدات وهدايا.
قبيلتها ساهمة في ملكوت الله تتلهّى بقص شعر أبناء القبيلة وتقليم الأظافر.
تُفتّش في الدفاتر العتيقة عن بقايا مجد ساد وكاد باد.
تفتّش عن سنابل القمح في ثنايا شُبّابات القصب.
تبحث عن "سندويش" جبنة عفنة في حقيبة تلميذ مُنع من الوصول إلى مدرسته المحاذية لمستوطنة جديدة.
بينما الخيمة "الجديدة" يطول عمودها ويرتفع تتدفّى على "وهج المنجنيق".
شيخها "يصول ويجول" بين مضارب العرب والعجم وحتى الفنيقيين، حاملا راية خضراء "تُنافس" الراية الصفراء وتُحاول أن "تستحوذ وتستولي" على الراية "المُشتركة" ذات الألوان الأربعة.
في تثبيت خيمتها هذه لم تتوانى ولم تتورّع "نصف القبيلة" إيّاها، في سبيل رفع رايتها الخضراء عليها، من "عمل السبعة وذمّتها" قتلا وقمعا وسحلا وسحقا في أبناء جلدتهم حليقي الذقون والشوارب.
الآن تدّعي الفضيلة كلّها، من بحرها لبرّها.
تأتيها "النقود الخُضر" بشوالات "أبو حز أحمر" على جناح الحمام الزاجل المسافر مباشرة من الخليج.
الكُلّ يدّعي الفضيلة كُلّها "من ساسها لراسها"، والحفاظ على المشاعر الإنسانية.
الكلّ يدّعي أنّه لا يحذف الشعب إلا بالورود وبعد تأكّده من نزع شوكها، لكن الشعب ينزف دما ... أكيد من الإحتلال الإسرائيلي الغادر وفقط من الإحتلال الغادر!!!
الأرض حبلى والسماء حبلى والغيوم السوداء تسيطر على لبّ السماء ولا غيث بل مطر خطر عُسر.
والولادة الطبيعية مُتعسّرة.
أصبحت اليمامات الكنعانيّات لا تجرؤن الدنوّ من الساحات لأن "خفافيش الليل" تبرز في وضح النهار تلبس قمصانا ناصعة البياض، مستوردة ومصنوعة من قطن بلاد وادي النيل طويل التيلة عالي الجودة، كطول وجودة "النبابيت" التي تتزيّن قبضاتهم بها.
هل وُلدت اليمامات وترعرعت وتربّت وكبرت في كنف عائلاتها لتُجابه بورود جورية بيضاء أم لتُجابه بالنبابيت؟؟!!
النبّوت المرسوم عليه ألوان العلم الأربعة وليس النجمة السداسيّة؟؟!!
الأرض حبلى والسماء حبلى والولادة الطبيعية مُتعسّرة ...
 

مقالات متعلقة