الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 05:02

اجنحوا للسلم فالصلح سيد الأحكام/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 10/11/21 07:15,  حُتلن: 07:26

عندما تكون مشكلة بين اثنين او عائلتين في بلد ما ، والمسؤولون والعقلاء وجهات الإصلاح يبذلون جهودا كافية لحلها ، والطرفان يفشلان هذه المساعي والجهود لحل الخلاف بسبب تعنت طرف او الطرفين او لاسباب اخرى ، ولا ينصاعون لحل وتطبيق قرار رجال الاصلاح ، وهذه المشكله اذا بقيت بدون حل فإنها تحمل في طياتها حدوث شر كبير وأحداث جسام لا يعلمه إلا الله ، وهناك أمثلة لتعنت العائلات التي رفضت الحل السلمي أدت بالنهاية الى وقوع القتل وخسائر جسدية ومادية بينهم ، وعلى الجميع الاتعاظ وتعلم الدرس من تجارب الغير وتجارب الماضي لتجنب الوقوع بنفس الأخطاء المميتة .
ففي حالات تعنت وتصلب موقف الطرفان المتخاصمان والانصياع لنداء السلم والصلح ، يدعو الطرفين الى السلطة المحلية ويدعى وجهاء البلد واقرباء الطرفين ويضغطون على العائلتين بكل وسائل الإقناع للجنوح نحو السلم وقبول الصلح ، وإذا لم يذعنوا لنداء الصلح ، السلطة المحلية ووجهاء البلد والاقرباء كلهم يحملون الطرفين المسؤولية التامة لما يحدث بينهما ، وإذا حدث لا سمح الله شر بين الطرفين مستقبلا يتحملان كامل المسؤولية دون تدخل عائلي او حمايلي مع الطرفين وليأخذ القانون مجراه .
ليكن معلوما للجميع ان العنف لا يولد الا العنف والويلات ، ونتائج استعمال العنف وخيمة ومدمرة لمن يستعمله ، وأن العنف لا يحل المشاكل بل يعقد الامور ويزيد الطين بله ، وليعرف كل انسان ان حياة وروح الفرد اغلى من كل كنوز الارض .
إن أحداث العنف والشجارات بين العائلات تؤثر سلبا على تربية اولادنا في بلداتنا وقرانا وتغرس بهم العنف والعصبية العائلية والطائفيه منذ الصغر وتؤثر عليهم تأثيرا سلبيا ، وهكذا يبقى مجتمعنا يدور في دوامة العنف ونزيف الدم ، فلا يعقل ان يبقى مجتمعنا في مستنقع الجريمة يعاني الأمرين بسبب مواقف البعض المتعنتة والحاقدة .
إن الأخلاق الدينية للدين الاسلامي والمسيحي لم تدع جانبا من جوانب الحياة إلا ورسمت له المنهج الأمثل في السلوك الرفيع في التعامل الإنساني ، فتعالوا نطبق ما أمرنا به الله وأنبيائه نجنح للسلم والصلح في حل خلافاتنا وننبذ العنف والعداوة ونزيل من قلوبنا الحقد والكراهية ، تعالوا نحترم بعضنا بعضا ونحترم انسانيتنا ، تعالوا نحترم الجيرة والجيران ، تعالو نرسم مستقبلا افضل لاولادنا بعيدا عن العنف وكل الظواهر السلبية ، واعلموا علم اليقين ان الصلح هو سيد الاحكام ، ومن يرفضه يندم ويخسر ، فكونوا مغاليق للشر و مفاتيخ للخير .
 

مقالات متعلقة