الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 21:01

العرب المنسيون

عائلة الجرابعة تواجه الهدم؛ الطفل صالح: عدت لبيتي فوجدت ملابسي وكتبي مدفونة

ياسر العقبي
نُشر: 09/11/21 10:37,  حُتلن: 17:21

تقرير خاص بـ"كل العرب": مر أسبوع على هدم أربعة منازل لعائلة الجرابعة في ضواحي تل السبع. أسبوع من الحزن والأسى ولكن مع روح نضالية وصامدة، تأبى أن تستجيب لمخططات سلطة توطين البدو، التي تريد ترحيلهم عن أراضيهم لمسافة مئات الأمتار - كجزء من سياسة تريد فصل الإنسان عن أرضه – وذلك بذريعة بناء منطقة صناعية، رفض مكان اقامتها رئيس المجلس عمر أبو رقيق والأعضاء.


عائلة الجرابعة تتكون من 200 نسمة، غالبيتهم من الأطفال والشبان تحت سن الـ18. على مسافة أمتار من ركام البيوت هناك أكثر من 200 شجرة زيتون شاهدة على صلة الأهل بأرضهم، وعدد من المواشي والخيل والحمير تؤكد أن هذه العائلة تعتاش بغالبيتها على الزراعة وتربية المواشي. بالقرب من المنزل وجدنا أم سمير الجرابعة، تعيش مع أبنها وزوجته وأحفادها السبعة في خيمة بسيطة. "لن نرحل! صحيح أنه كان دمار وخراب عندنا، ولكن نقول الحمد لله رب العالمين. هم يهدموا ونحن سنعمر. هم هدموا بيوتنا وسنبني خيمة ونسكن فيها حتى نبني منازلنا من جديد"، هذا ما لخصته بعد أن روت في حديث لمراسل "كل العرب" ما حدث صباح يوم الأربعاء، حين دمرت أنياب الجرافات بيوت العائلة.
في الخيمة المتواضعة التي لن تقوى على تحمل رياح وعاصفة الشتاء، يجلس شاب ثلاثيني من ذوي الإعاقة. "لا يتكلم وبحاجة إلى بيت لوحده"، يقول لي الأهل هناك.
صالح الجرابعة، طفل في الـ11 من عمره، عاد إلى المنزل فوجد أن بيتهم هُدم. "أنا حزين"، يقول وبراءة الأطفال في عينيه. "جزء من كتبي وملابسي وحذائي دُفن مع البيت". ثم يتابع: "هذه أرضنا، أرض أجدادنا. ما لنا إلا هذه الخيمة".

الله يرحمك يا سعيد

د. سمير الجرابعة، أحد الناشطين في القرية، طبيب متواضع يحاول بكل قوته أن يمثّل الأهل على أحسن وجه. "الله يرحمك يا سعيد (الخرومي). كان الوحيد الذي يتواجد في علاقة مباشرة مع الأهل ودائم الاتصال بنا"، يقول بحرقة وألم. "منذ هدموا بيوتنا، لم يطرق باب بيتنا لا مسؤول ولا عضو كنيست. نحن منسيون والأهل هنا بسطاء، وبحاجة إلى توجيه من جمعيات مدنية وحقوقية، لأنهم مصرون على ترحيلنا".
تعيش عائلة الجرابعة على أراضيها داخل الخط الأزرق التابع لبلدة تل السبع، ولكن كجزء من سياسة السلطات تهجير أصحاب الأرض. بقي اليوم العشرات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. ليس الرجال فحسب، بل النساء والأطفال يرفضون أيضا هذا المخطط. ملعب الأطفال الوحيد هو أنقاض البيوت.
ناجح الجرابعة يقول: "نحن نسكن هنا قبل قيام الدولة، وليس من المعقول أن نعيش في أرض الآخرين. لا نستطيع أن ندخل إلى أرض الغير، لأن هذا متبع عند عرب النقب. هذه أرضنا وأرض أجدادنا وقد ولدنا كلنا هنا".
راجي الجرابعة يضيف: "نريد من السلطات الإسرائيلية أن تخلينا في حالنا. نبني في أرضنا ولا تتدخل فينا. أحد البيوت التي تمّ هدمها هنا لسيدة لها ثلاثة أولاد معاقين. هؤلاء يعيشون في الخلاء، ولا يوجد لهم مكان للسكن – تحت الشمس والمطر".

قصة الزيتون والطابو

نحو 250 شجرة زيتون يافعة في أرض الجرابعة. هذه الأشجار لها قصة خاصة أيضا. ويروي ناجي الجرابعة: "زرعنا أشجار الزيتون عام 1980 وكانت زراعتها شاقة، حيث الأرض بدون ماء، وكنا ننقل المياه مع والدي رحمه الله من قرية حورة بالصهاريج على التراكتور. كنا نرويه كأنه طفل في كل يوم حتى نمت الأشجار. بالنسبة لنا الشجر هو الطابو".
د. سمير الجرابعة يلخص الوضع المأساوي قائلا: "هذا ليس أول هدم ولا آخر هدم في مجتمعنا. دائما يعاني مجتمعنا العربي في النقب من هدم بيوت. في العام 1985 هدموا بيت والدي رحمه الله، وها نحن كبرنا وخرجنا وتعلمنا وعدنا إلى نفس المأساة –فلم يوقفوا الهدم".
ويضيف قائلا: "ما يتم هنا عبارة عن ابتزاز. يحضر موظفو السلطات إلى السكان ويسلمونهم أرقام هواتف، وحين نتحدث معهم يقترحون علينا حلول تعجيزية – اذهبوا على أرض ناس آخرين، وكله كذب في كذب!".
وتنهي أم سمير رسالة الأهالي في عرب الجرابعة بالقول: "ليس من الوارد أن نتخلى عن بلادنا. قلعوا أشجارنا وهدموا بيوتنا، ولكننا سنزرع وسنعمر وسنعيش في البيوت. سنبقي في أرضنا حتى نموت فيها". 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
242069.97
BTC
0.52
CNY