الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

حرب التهديدات بين جنرالات إسرائيل وإيران.. مسرحية بدون مشاهدين/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 02/11/21 10:23,  حُتلن: 12:18

في الثامن عشر من شهر شباط/فبراير عام 2002 قال الجنرال عوزي دايان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن إيران ليست عدوا لإسرائيل وبالتالي يجب عدم تهديدها. لكنه في الوقت نفسه أعرب عن قلق إسرائيل إزاء علاقة طهران بحزب الله. وقال الجنرال دايان في تصريحات نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي "يجب ألاّ نهدد إيران, لأنها من وجهة نظرنا ليست دولة عدوة, لكن علينا العمل على ألاّ تتمكن من التزود بأسلحة الدمار الشامل". فما الذي تغير؟ إيران الآن الشغل الشاغل لإسرائيل بسبب نقدمها خطوات في السعي من أجل الحصول على قنبلة نووية، ولذلك تغيرت اللهجة الإسرائيلية من عدم التهديد إلى تهديد.


في هذه الفترة نعيش حالة من حرب التهديدات المتبادلة بين جنرالات إسرائيل وإيران، وكل جنرال يشمّر عن ساعديه ويلوح بيده تهديداً، علماً بأن هذه التهديدات بإلغاء الآخر لم تتجاوز دائرة التصريحات والظهور الإعلامي .الجنرال الإسرائيلي السابق يتسحاق بريك، ذكر في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في الخامس عشر من شهر يونيو/حزيران العام الماضي أن "إيران تسعى منذ سنوات لنشر عدد هائل من الصواريخ والقذائف حول إسرائيل، وهناك أكثر من 200 ألف صاروخ موجهة في الوقت الحالي على أماكن إقامة الإسرائيليين، والأهداف الاستراتيجة لتل أبيب، وأن البنية التحتية العسكرية والمدنية الحيوية جميعها ضمن دائرة التهديد الصاروخي لإيران.
الجنرال بريك يرى أن إيران تخدع الساسة الإسرائيليين وتحاول تضليلهم، وأن "القيادة السياسية والأمنية بإسرائيل سقطت في نوم عميق، وتحاول إقناع الجمهور بما تسميه (الحملة بين الحروب)، والمتمثلة بالضربات الجوية على سوريا، لمنع التمركز الإيراني".
الإيراني لم يلتزم الصمت بل استخدم نفس الأسلوب. فبعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال بني غانتس بأن الجيش الإسرائيلي يعمل طيلة الوقت على تحديث الخطط الخاصة باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومستعد للعمل بصورة مستقلة، وأن إسرائيل تقوم بتحديث خططها لضرب المواقع النووية الإيرانية، رد عليه وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، في السابع من شهر مارس ىذار الماضي بالتهديد بتدمير تل أبيب وحيفا، في حال تعرض بلاده لقصف إسرائيلي محتمل. وقال "إذا ارتبكوا خطأ فادحا، فسوف نسوي تل أبيب وحيفا بالأرض". وأشار حاتمي إلى أن فصائل المقاومة المدعومة من قبل بلاده في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تمثل القوة الناعمة لإيران ضد إسرائيل.
جنرال إسرائيلي آخر يدعى يعقوب عميدرور وهو رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق صرح للقناة العبرية 12 في الحادي عشر من شهر مارس/آذار هذا العام، أن الجيش الإسرائيلي عليه الاستعداد جيداً لمواجهة محتملة مع إيران، لعدم وجود بديل سوى الحل العسكري. وأفاد بأن هناك مواجهة مرتقبة بين إسرائيل وإيران، رغم يقينه بأن الحرب بينهما غالية ومكلفة جدا، وستكون خطيرة، خاصة في حال هجوم إسرائيل بالمقاتلات الحربية على المنشآت النووية الإيرانية.
نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، كان قد هدد إسرائيل في وقت سابق ليس بالانتصار عليها فحسب بل بمحوها عن خارطة العالم كلياً. ففي مقابلة له مع التلفزيون الرسمي الإيراني قال : "نعلن أنه في حال قررت إسرائيل أن تقوم بأمر من شأنه أن يقود إلى حرب، ستكون هذه هي الحرب نفسها التي ستشهد محوها، وسيتم استرجاع جميع المناطق المحتلة". وأضاف سلامي قائلا: "هدفنا هو أن نمحي إسرائيل جيوسياسيا، وتصرفات إسرائيل الخبيثة تشير إلى الاقتراب من هذه الحقيقة".
جنرال إسرائيلي آخر إسمه طال كلمان المكلف بالملف الإيراني، أدلى أيضا بتصريحات في اتجاه ضرب إيران ومنشآتها النووية. لكن هذه التصريحات لم يدل بها الجنرال لوسيلة إعلام عبرية بل لصحيفة عربية يومية اسمها (الأيام) كبرى صحف مملكة البحرين الدولة التي قامت مؤخراً بالتطبيع مع إسرائيل .
ففي مقابلة له مع الصحيفة البحرينية نشرتها أول أمس الأحد، صرح كلمان "بأن إسرائيل تستعد لسيناريوهات أخرى إذا فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة، في إشارة على ما يبدو إلى ضربة عسكرية محتملة. وقال كلمان إن برنامج إيران النووي يمثل تهديدا ليس فقط على إسرائيل وإنما على العالم بأسره أيضا. لكنه لم يشرح كيف ستهدد ايران العالم.
والسؤال المطروح: لماذا تريد إسرائيل بأي ثمن عرقلة حصول إيران على سلاح نووي، وهي نفسها وفقا لتقارير أجنبية، تحتفظ بالترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ فهل يحق لها ما لا يحق لغيرها؟ وعلى أي أساس؟ هل توجد قوانين دولية تحرم دولاً من الحصول على سلاح نووي وتحلله لدول أخرى؟

 

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة