الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

أبدًا على هذا الطّريق/ بقلم: محمد علي طه

محمد علي طه
نُشر: 28/10/21 13:29,  حُتلن: 17:11

أيظنّ هؤلاء السّادة أن يقف النّائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، متفرّجًا وهو يرى الكهانيّ الأزعر بن غفير يعبر ردهة مستشفى كبلان متّجهًا الى سرير السّجين الاداريّ الفلسطينيّ، مقداد القواسميّ، المضرب عن الطّعام منذ واحد وتسعين يومًا وأن يتركه يسرح ويمرح بوقاحة وسفالة وعنصريّة أمام عينيّ سجين يصارع الموت من أجل الحرّيّة؟
أيمن عودة نائب عربيّ فلسطينيّ وطنيّ في كنيست إسرائيل، نشأ وترعرع في مدرسة الصّمود والبقاء والنّضال، ورضع الكرامة الإنسانيّة والعزّة القوميّة من قصائد الزّيّاد والدّرويش والقاسم ومن اسبوعيّات اميل حبيبي ومن أبحاث اميل توما ومن خطابات توفيق طوبي.


وأيمن عودة مثقّف فلسطينيّ يحفظ عن ظهر قلب قصائد شعراء المقاومة وقصائد الجواهريّ ومظّفر النّوّاب ونزار قبّاني كما يحفظ في صدره أشعار عبد الرحيم محمود ومعين بسيسو والمتنبّيّ وأبي فراس الحمدانيّ ولوركا واراغون.
وأبو الطّيّب ايمن عودة يعرف تاريخ الإسلام وتاريخ العرب ومسيرة الأمام عليّ وثورة القرامطة وتراث ابن خلدون والمعرّيّ ولينين. ويعيش يوميًّا أوجاع شعبه وأحلام شعبه ولن يقف مكتوف اليدين أمام من يودّ أن يمسّ شعرة من كرامة هذا الشّعب.
يؤكّد أبو الطيب أيمن عودة على أنّ قمّة الوقاحة أن تتمّ زيارة مريض رغمًا عنه فكيف إذا كان هذا الزّائر بن غفير الّذي يعلّق صورة المجرم باروخ غولدشتاين في مكتبه وهو نائب في الكنيست عن قائمة الصّهيونيّة الدّينيّة ومن رموزها سموطرتش ايّاه وقد لملم هذه القائمة ووحّدها المحرّض الأكبر نتنياهو قبل الانتخابات البرلمانيّة الأخيرة لغاية في نفس يعقوب.
حينما وقف أيمن عودة بجسده الشّاب وصوته الجهوريّ ليمنع هذا الارهابيّ الأرعن من الوصول الى سرير السّجين القواسميّ فعل ذلك باسم أبناء شعبه الصّامدين المنغرسين في تراب هذا الوطن الصّغير الجميل.
ما فعله أيمن عودة هو تأكيد المؤكّد وتوضيح الواضح لما يحمله هذا النّائب الشّجاع في عقله وقلبه وفي فكره التّقدميّ.
فاجأني الموقف اللاإنساني وغير القانونيّ لمدير مستشفى كبلان مثلما فاجأني موقف الصّحف العبريّة والاعلام العبريّ والحملة الشّعواء الّتي تنادي بمحاكمة أيمن عودة وطرده من البرلمان بل اغتياله أو إعدامه في ساحة المدينة... ولو.. ما هذا الجنون؟
وللحقيقة لم يفاجئني موقف الوزير ابن البلد الذّبيح الا بشيء واحد فقط فقد نسي معاليه أن يطلب من النّائب أيمن عودة أن يحمل باقة ورد من شقائق النّعمان الّتي نبتت وتفتّحت في تراب المزلقان في كفر قاسم ويهديها للنّائب بن غفير.
أيّها الصّحافيون وأيّها الإعلاميون في قنوات التّلفزيون والمواقع العبريّة سوف يأتي يوم -وأرجو أن يكون قريبًا-وتشكرون النّائب أيمن عودة على موقفه الانسانيّ.الّذي فقدتموه!!
يا أيمن عودة. شعبك معك، والشّرفاء من الشّعب الاخر معك.
كتبت لك قبل سبعة أعوام " يا ولدي"
واليوم أقول لك "يا أخي" لأنّ أجدانا قالوا: "اذا كبر ابنك خاويه!".

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة