الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 02:02

المقاومة اعلنتها انتم جزء من صفقتها!!/ د.شكري الهزيل

د.شكري الهزيل
نُشر: 16/09/21 19:27,  حُتلن: 19:29

الدفتر العتيق يشير الى مكان وزمان وتاريخ يؤرخ لواقعة مقارعة بين رموز العدوان والمدافعين عن المكان "يوم صعدت الجرافات التلة صباحا لهدم بيتنا...كنا اطفالا تلهو بلعبة"البنانير".فجأة تغير كل شئ واصبحنا وسط الميدان في صفوف المدافعين باستماتة وبسالة عن وجودنا المهدد بوجود هؤلاء الغزاة..صار البيت عبر القوة الغاشمة ركاما نبتت من وسطة زهور الوعي بان الحديث يدور حول وعن احتلال غاشم...ما زالت التلة صامدة شامخة تعج باجيال ما بعد الركام وما زال شعبنا صامد من جنين ومرورا بكامل الوطن الفلسطيني وحتى غزة هاشم الابية على الانكسار..." المقاومة اعلنتها انت جزء من صفقتها" هذا العنوان لهذه المقاله لم اختارة انا لابل انه من انتاج واخراج الشعب الفلسطيني من ابناء الناصرة الجليلية الفلسطينية اللذين هتفوا للثوار ا من امام المحكمة لتشجيع اسرى نفق الحرية الذي اعاد الاحتلال اعتقالهم وعرضهم على المحكمة في الناصرة لتمديد فترة اعتقالهم وكان النصراويون والنصراويات"ابناء وبنات مدينة الناصرة الفلسطينية" في انتظارهم امام المحكمة ليهتفون للابطال والمقاومة ويبشرونهم ببشرة ان شعبهم معهم وان اسرهم لن يطول...


المتغطي بالايام والاحتلال وامريكا والكيان عريان, وهاهو شعبنا الفلسطيني ومعه ابناء وبنات امتنا العربية وطنا ومهجرا يقف في صف واحد مع اسرى "نفق الحرية" الابطال وكلهم وجلهم يقولون الشئ نفسة: قلوبنا معكم وارواحنا فداءكم.. رفعتم رأسنا حين طأطاتم راس الاحتلال باختراق تحصيناته وضرب اسس "عصياته" وخرجتم تتجولون في سهول وجبال فلسطين تطاردكم شامل قوات دولة الاحتلال بكلابها ومخبريها وقصاصي اثرها واسماء ومسميات احتلالية صهيونية كثيرة, والاكيد انكم ونحن قد فكرنا في سيناريو الاعتقال المجدد لابطال نفق الحرية اللذين كتبوا سطور اسطورة بطولة فلسطينية حفروا احرفها وكلماتها باظافرهم وملاعق وصحون طعامهم وقد تم اسر البعض منهم وبقي اثنان احرارا يتجولون في ربوع الوطن وهم يقولون لكم اينما كنتم وتواجدتم"ان كانت طريق الوعر الوحيدة المؤدية الى فلسطين فحتما سيسلكها الاحرار دون التفكير في مشقاتها..متراسك واخر عظمة في جسدك الحي..انتزعها وامتشقها واضرب عدوك.. ابحث عن الفحوى واترك القشور والزركشات لاصحابها.. الاحياء الابطال والاحياء المُحنَّطون لا يلتقون لا في الدنيا ولا الاخرة""... يكفي هؤلاء الابطال هذة الشهامة والكرامة والمسؤولية والاخلاق عالية الجودة.. لم يشربوا ولو نقطة ماء على مدار ايام الحرية واكلوا مما جادت عليهم الارض الفلسطينية من فواكه وتجنبوا دخول القرى الفلسطيية حتى لا يخلقوا للناس اشكاليات مع الاحتلال.. اقوال تاريخية لابطال نفق الحرية الذي اعاد الاحتلال اعتقالهم وهم الذين استمتعوا بحرية الخمسة ايام واكلوا من صبار فلسطين وتنفسوا هواءها الطلق!!


ما اروعكم ايها الابطال وما اروع خصائلكم الاخلاقية وانتم تؤدون التحية لشعبكم وتؤكدون ان لا احدا فلسطينيا ولا نصراويا اوشَّى بكم وساهم في اعادة اعتقالكم والحقيقة ان عملية الاعتقال تمت في ظروف اخرى غير هذة الاكاذيب التضليلية اللتي روجت لها سلطات الاحتلال ..رواية محمود ومحمد العارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي عن الأيام الخمسة اللتي قضوها في رحاب فلسطين تشير الى مصداقية الثوار واخلاقهم العالية وهم ياكلون ويتذوقون ثمرة" الصبر" لاول مرة منذ22 عاما ويتنفسون هواء فلسطين الطلق تحت قبة سماءها الصافية ويصفون رحلة الخمسة ايام باعظم ايام حياتهم لابل انهم يؤكدون على معاودة المحاولة واختراق تحصينات السجون الصهيونية حتى نيلهم كامل حريتهم ..في تشريقة التشريقات لا بد لنا ان نقول بان الاسرى قناديل مشرقة تضئ دروب الحرية وتنتصر للقضية الفلسطينية وهم ليسوا ارقام نضالية صعبة فحسب لابل انهم ايضا ملح وبوصلة النضال الفلسطيني الطويل مع هذا الاحتلال الصهيوني الغاشم وبالتالي سيستمر الحفر سعيا لبلوغ الحرية ومعارك الامعاء الخاوية مستمرة ونضال اسرى الحرية من اجل الحرية هو اعلى واغلى اشكال النضال حين نأخذ بالحسبان ان من بين هؤلاء الاسرى "جنرالات الصبر" وهم من دخلوا السجون شبابا واصبحوا اليوم مسنين تقدموا في العمر وما زالوا وراء القضبان صامدون وشامخون شموخ النخيل رغم قسوة السجن والسجان....
معركة الصراع والبقاء اللتي يخوضها الاسرى الفلسطينيون داخل سجون وزنازين الاحتلال الفاشي اللذي يمارس ابشع اصناف التعذيب والقمع بحقهم, هي معركة على كل شئ: الحياة والملبس والماكل وزيارة الاهل والعلاج ووسائل التدفئة والتبريد في الشتاء والحرية والكرامة وحتى الهواء الطلق لابل ان الاسرى يسطرون اروع معاني النضال والصمود في عتمة الاقبية وظلام الزنازين الضيقة التي لا تصلح للحياة البشرية.. الدولة الصهيونية التي تسمي ذاتها زورا " واحة الديموقراطية" هي الدولة الفاشية الاولى في العالم التي ترتكب ابشع الجرائم بحق حقوق الاسرى الفلسطينيون والشعب الفلسطيني بشكل عام!!
لقد اوصلت مجموعة الستة منفذة بطولة النفق الصورة والرسالة الحقيقية دون رتوش ومفادها ان الصورة الحقيقية هي ان الاسرى يناضلون ويكدون ويكدحون اشهر طويله في الحفر من اجل عدة ايام حرية في الهواء الطلق فيما ما يسمى بالقيادة الفلسطينية وخاصة جماعة " اوسلو" تغط في سبات التصريحات والامنيات والوعود الخاوية فهم لم يحرروا احدا ولم يطلقوا سراح احد: *التحرير يعني صفقة تبادل او ما شابه لكن قضاء المحكومية لا يعني "اسير محرر" وهذا مالفت انتباهي في تصريح
منسوب للأسير صالح ابومخ من باقة الغربية بعد ان قضى 35 عاماً في سجون الإحتلال عندما قال "انا لست بالأسير المحرر ولم يحررني أحد ولا يزايد علي أحد،انهيت مدة حكمي وخرجت من السجن... الاسير السابق صالح ابومخ ترك رفاقا قضوا اكثر من 35 عاما في السجن وما زالوا في المعتقل حتى يومنا هذا وهم ياملون بالخروج من بوابة السجن يوما ليعيشون ما تبقى لهم من عمر احرار...
من الجدير بالذكر ان عدد ليس بقليل من الاسرى رحلوا مع احلامهم بالتحرر من السجن ليتركوه جثثا هامدة بعد صراع طويل مع المرض والاهمال الطبي المبرمج..ماذا سيطلب الوطن من اسير دخل السجن شابا في جيل 20 عاما وبلغ مافوق الستون عاما وما زال في المعتقل؟؟.. المطلوب اليوم من الشعب الفلسطيني وقواه الحيه ان يهتموا بشؤون تحرير الاسرى اكثر من الاوقات السابقة لان الرهان على قيادة اوسلو هو رهان خاسر كلف الاسرى سنين طويلة من الاسر.. لا يجب تطبيق مقولة" المقاومة اعلنتها انتم جزء من صفقتها" فقط على محرري النفق لابل على كامل الاسرى في سجون الاحتلال لاعطاءهم جرعة امل بان قضاء كامل محكوميتهم الظالمة والطويله ليست قدر محتوم وان هنالك نوافذ امل اخرى مفاتيحها في ايادي المقاومة..سلام لكم وتحية الابطال لكم ن ولصمودكم ن الاسطوري في اصعب واطول ظروف اعتقال عرفها التاريخ البشري وسياتي اليوم التي تتركون فيه بوابات السجون خلفكم وتحلقون احرار على ارض وفي سماء الوطن... المقاومة اعلنتها انتم جزء من صفقتها.. انتم جميعا.. جميع اسرى الحرية..الحق لا يُطلب ولا يُستجدى لابل يُنتزَّع انتزاعا من بين انياب احتلال غاشم وفاشي..تحريركم ايضا لا يُستجدى لا بل يُنتزع.. هذا ما نتمناه لكم مع دوام الصحة والصمود والشموخ...فخورون بكم وطنا ومهجرا وتأكدوا تماما ان شعبكم معكم روحا وقلبا ووطنا !!

مقالات متعلقة