الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 06:02

ايران ايران ثمّ ايران

بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 02/09/21 15:08,  حُتلن: 18:26

لا يستطيع نفتالي بينت أن يخرج من عباءة معلّمه بنيامين نتنياهو بعدما كان لسنوات مستشارًا له ومديرًا لمكتبه ثمّ وزيرًا للدّفاع في حكومته ثمّ مُهانًا ذليلًا عندما رفضه وأبقاه في المعارضة في حين كان "لسانه طول شبرين" للانضمام الى الحكومة.
حينما صار رئيسًا للحكومة وبدأ يأتي الى عمله صار يشاهد شبح نتنياهو على درجات سلّم البناية وفي المصعد وعندما يدخل الى مكتبه يجده قاعدًا على الكرسيّ فيقف لحظات حتّى يخلي له المقعد وأحيانًا يطلع له في السّيارة التي تنقله من رعنانا الى القدس.
أبى السّيّد نفتالي بينت أن يسكن في بيت الرّئاسة في شارع بلفور وقرّر البقاء مع زوجته وأولاده في رعنانا مخافة أن يجد نتنياهو في صالة الاستقبال أو في المطبخ أو في غرفة النّوم أو في الحمّام ولعلّ الرّجل ارتعب وهو يتخيّل السّتّ سارة تنهره.
سافر بينت في الأسبوع الماضي الى واشنطن مدعوًّا من الرّئيس جو بايدن، وهذا حلم كلّ رئيس اسرائيليّ، الّا أنّ نتنياهو سبقه الى سلّم الطائرة وسأله: "لوين رايح يا نفتول؟".
عندما هبطت الطّائرة في المطار الأمريكيّ نظر بينت يمينًا ثمّ يمينًا والى فوق والى تحت (لم ينظر يسارًا) واطمأنّ أنّ نتنياهو بعيدًا في الاستجمام. ولكن السّيّد كان بالمرصاد فقد أوقعه في الفخّ حينما اتّصلَ بوالد الجنديّ القنّاص الجريح كأنّه الجريح الأوّل في تاريخ حروب إسرائيل.
وقبل لقائه بالمستر جو بايدن كرّر الحوار الّذي أعدّه له مستشاروه المخلصون والذي تدرّب عليه كما تدرّب على طرد شبح نتنياهو وضحكه وحديثه.
جلس أمام الرّئيس جو بايدن وهو متأكّد بأنّه "حافظ درسه" جيّدًا.
-أهلًا مار بينت. متأسف على تأجيل اللقاء.
- المشكلة ايران.
- ما برنامج حكومتك؟ حكومة التّغيير؟
- سوف نقاوم ايران بشدّة.
- الى أين تسيرون عزيزي نفتالي؟
- يجب وضع حدّ لتطوّر ايران النّووي.
- سمعت أنّكم وضعتم خرائط للاستيطان؟
- ايران تهدّدنا من الأراضي السّوريّة.
- ماذا مع القضيّة الفلسطينيّة؟
- ايران في غزّة وفي لبنان. ايران هي الخطر.
- ماذا عن موضوع المناخ؟
- ايران خطر على المناخ العالميّ.
- هل تفكر بلقاء أبو مازن؟
- الرّئيس الإيرانيّ مجرم وسفّاح.
- وماذا تطلب منّي؟
- مليارد دولار كي نتغلّب على ايران.. كما أطلب دخول المواطنين الاسرائيليّين الى أمريكا بدون فيزا.. طبعًا ما عدا الّذين يتعاطفون مع حماس ومع حزب الله ومع فتح ومع ايران..
- فقط؟
- وأن يتسرّب هذا الحوار الى أذنيّ بيبي!
- أرجوك يا عزيزي لا تذكر اسمه!!
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة