الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

هل ستسود ظاهرة علي سلام جميع البلدات العربية؟/ بقلم: نبيل عودة

نبيل عودة
نُشر: 20/08/21 09:48,  حُتلن: 20:40

شعبنا يحلم بالتغيير، والتغيير ليس انقلابا ولا عداء لأي تنظيم او عائلة بل هو ايصال الشخص المناسب ليقوم بتطوير الخدمات في المدن والبلدات العربية.

ان ما جرى في الناصرة يشكل اليوم نهجا يشجع الكثيرين من المواطنين الذي عزلوا قسرا عن المسؤوليات في السلطات المحلية الى ضرورة البدء بتفكير من نوع جديد تفكير حول اساليب الخدمات من خارج المبنى الحزبي او العائلي، ولا اطرح ذلك كرفض لي تنظيم، انما من اجل ان يكون اختيار الشخص حسب قدراته واستعداده ليتبوأ دورا طلائعيا في خدمة مجتمعه وبلده. وليس شرطا لأنه ابن عائلة كبيرة، مع الاحترام لكل العائلات، وليس لأنه ينتمي لتنظيم سياسي، يعتمد على قوته الانتخابية ليوصل احد اعضاء التنظيم. رؤيتي ان ذلك الأسلوب لم يثبت نفسه، بل اضعف الخدمات التي لا علاقة لها بالسياسة والعائلات، بل خدمات متساوية لكل مواطن بغض النظر عن تصويته، عن حزبه وعن عائلته.

الناصرة كانت في طليعة هذا التغييرـ واهم شيء هو النشاط التطويري الذي لم يتوقف ، والملاحظة الهامة جدا ، ان ابواب رئيس البلدية لم تعد مغلقة امام الجمهور،وهذه العلاقة حلت مشاكل كثيرة متراكمة وكانت تثير الحنق والغضب سابقا.

اذن الناصرة قادت عملية تغيير عميقة جدا وهامة جدا. وهي تصلح لتكون نموذجا يحتذى لسائر البلدات العربية. لست ضد مرشح حزب، ولست ضد مرشح عائلة، لكن المرشح يجب ان ينطلق من رؤية شمولية لا تميز بين المقربين له، وبين أي مواطن آخر. من هنا يبدأ النهج الخدماتي لحل الترسبات المقلقة في المجتمع العربي ويطور روحا جماعية لدى المواطنين، وهم على ثقة ان ادارة سلطتهم المحلية تسير بالطريق السليم وبدون تمييز وبدون تفضيل حي على آخر او انسان على انسان آخر.

نحب التغيير وننشده حتى نصل لمن نرى أنه الأفضل.

ان مكانة رئيس بلدية او سلطة محلية فتح ابوابه وقلبه لأهل بلده ويتواصل مع الجمهور ويعالج مئات المشاكل كل أسبوع، بينما في فترة الجبهة كانت أبواب السلطات المحلية مغلقة، الا لأصحاب الحظوة. واعرف مواطنين طلبوا وسطاء لمقابلة رئيس سلطة محلية ولا اريد تحديد اسم تلك السلطة.

حالة الجبهة اليوم تذكرني بأمير جميل جدا، عشقته كل الصبايا. لكن احدى الساحرات عشقت الأمير وارادته لنفسها. الأمير رفضها لأنه متعلق بأميرة يريدها زوجة له. انذرته بانها ستنتقم. لم يتراجع. قالت له انه امام خيارين، ان لا ينطق الا كلمة واحدة في كل سنة، وإذا تجاوز المحظور، فسوف يصاب بالعمى والطرش أو يتزوجها. لكن الساحرة سمحت له بتوفير الكلام، بمعنى: اذا لم يستعمل الكلمة في سنة معينة، يستطيع في السنة التي تليها ان يستعمل كلمتين .. وهكذا دواليك!!

اراد الأمير ان يقول للأميرة :”أميرتي هل تقبليني زوجا لك؟“ ، ولكنه لم يكن يملك في السنة الأولى الا كلمة واحدة لا تفي بالغرض. فصمت مضطرا اذ انه يحتاج الى خمس كلمات، أي خمس سنوات ليطلب يدها. فصمت.

بعد خمس سنوات سافر اليها ليقول لها كلماته التي وفرها: ” أميرتي هل تقبليني زوجا لك؟ ” سار مع الأميرة في حديقة القصر، بين الزهور والعصافير المغردة والجو الشاعري اللطيف، شاعرا بنبض قلبها في ذراعه الذي تتأبطه.. متحينا الفرصة ليقول ما وفره من كلمات وتحت شجرة وارفة الظلال، توقفا يتأملان مجرى النهر أمامهما .. وقرر انها الفرصة المناسبة وبدون سابق انذار قال لها:

- أميرتي هل تقبليني زوجا لك؟

تفاجأت الأمير بسماعها صوت الأمير، فالتفت اليه متسائلة:

- المعذرة، ماذا قلت ؟.. لم انتبه لكلماتك؟

ما أصعب خسارتك يا أمير. وما أصعب خسارتكم القادمة يا من تظنون ان رئاسة السلطات المحلية فصلت على مقاسات احزابكم !! 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة