الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 17:02

سمير سلامة.. حياة المهجر وامل الفنان

بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 17/08/21 16:02,  حُتلن: 16:54

برز الفنان سمير سلامة واحدا من الفنانين الفلسطينيين الذين شغلهم جرح النكبة الفلسطينية، فقدموه على لوحة من فن وابداع الى العالم، وقد تنقل هذا الفنان بين الاماكن والمدن حاملا هم العودة وعارضا اياه في كل مكان حتى يومه الاخير في الحياة.
غادر سمير سلامة عالمنا، قبل ثلاث سنوات، وقد صادف رحيلُه الابدي يوم الاربعاء السادس عشر من آب 2018، في العاصمة الفرنسية باريس، وهو يوم ميلاده أيضًا قبل أربعة وسبعين عامًا. الفنان الفلسطيني، صديق الفنانين والمثقفين سمير سلامة، ابن مدينة صفد، الذي قدّم بحياته وفنه ايضًا، صورة للاجئ/ المهجر الفلسطيني المُصر على الحياة والمثابر على الكفاح من اجل امل لا يخبو له شعاع.
ولد سمير سلامة في مدينة صفد، في منطقة شمال بلادنا عام 1944، بعد ولادته بأربعة اعوام وقعت النكبة فغادرت عائلته للإقامة في بلدة مجد الكروم، الواقعة في منطقة الجليل الغربي، بعد فترة قصيرة من اقامتها هذه، قادتها يدُ التشريد لتتنقل وتقيم في العديد من الامكنة والمواقع، وكانت المحطة الكبيرة في حياته مدينة درعا السورية.
ابتدأت موهبته الفنية بالتفتح، خلال دراسته الابتدائية، ما لفت النظر إليه، فحظي بالكثير من التشجيع، وقد حضّه على المضي في طريق الفن والابداع، فنانون ومعلمو فنون سوريون، وهو ما دفعه للمضي في طريق الفن حتى النهاية.
سجّل من التقوا به من المثقفين والفنانين في شتاته ملاحظتين، إحداهما انه كان مليئًا بالحنين إلى بيت اهله في صفد، وبقي مُصرًا على حنينه هذا، حتى حظي بصور له، علمًا أنه تمكن في واحدة من فترات عمره الاخيرة من زيارة صفده، إلا انه لم يتمكّن من معرفة موقع بيت ذويه، فنابت صورٌ ارسلها إليه اقارب ومحبون. اما الملاحظة الاخرى هي أنه كان يبتسم ويتفكه في سنوات عمره الاخيرة رغم ما المّ به من آلام رهيبة تسبب له بها المرض اللعين فمنع عنه النوم.
قام سلامة قبل رحيله الابدي بفترة قصيرة بزيارة مدينة رام الله الفلسطينية، فاستقبلته المدينة بيدين حانيتين، مدركتين ما بين عطفيه من حبٍّ كبير للإنسان والمكان الفلسطينيين، وقد قُيّض لمن يعرفه ومن لا يعرفه أيضًا، ان يشاهده وهو يتحدث بمحبة مهجر.. وامل فنان.
عاش سمير سلامة حياة مهجر فلسطيني حقيقي وقد جسّد بحياته وانتاجه الفني، هذه المأساة، ولم يغادره الامل، كما يقول ما شهدناه له من اعمال فنية، ومن تسجيلات شخصية، حتى يومه الاخير في عالمنا.. كان رحمه الله فنانًا حقيقيًا لم تبهره الاضواء وعاش في ملكوت الفن والابداع بكل ما فاض به هذا الملكوت من حنين للمكان المفتقد وامل في العودة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة