الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

حول يوم الارض الـ45/ عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 09/08/21 10:09,  حُتلن: 10:24

ان فحو النقاش الذي دار ما بين هؤلاء الاصدقاء وحول نسبة المشاركة في الاحتفال بذكرى يوم الارض وذلك حسب المشاركون بالوفود الاتية من المكون الثلاثي ليوم الارض أي ديرحنا , عرابة وسخنين.
ففي ما مضى عندما كانت تأتي مسيرة ديرحنا لمكان المهرجان المركزي كان لها اول وليس لها اخر والمشاركة كانت من كافه الاعمار وحتى كبار السن الذين كانو بحاجة للاتكاء على العكازة وانني لا ابالغ اذ قلت ان هذه النسبة الاحتجاجية جماهريا على قرار الحكومة مصادرة الارض عام 1976 , تجاوزت نسبة ال 99% من المواطنين وخاصة جماهير قرى مثلث يوم الارض وهي (ديرحنا , عرابة وسخنين) لان هذه القرى هي الاكثر تضرر من حيث مساحة الارض التي كان مقررا مصادرتها من قبل الحكومة فهذه الوحدة الوطنية الواسعة التي تجلت في ذلك الحين لم يسبق ان حدث مثيلا لها من قبل في نضالات شعبنا في مقارعة سياسة الظلم والمصادرة والنهب المتماشية مع سنوات قيام الدولة وحتى اليوم.
فاليوم يأتون للمصادرة تحت مسميات وحجج مختلفة مثل : مد خط النفط في اراضي المثلث , مد خطوط كهرباء وغيرها من المشاريع التي تلتهم الاراضي العربية وانني استطيع القول بكل عزة وفخار ان وحدة شعبنا التي تجلت في تلك الايام هي التي منعت مصادرة 21,000 دنم ارض تابعة لقرى ديرحنا, عرابة و سخنين , بالاضافة لأراضي تابعة لعرب السواعد في منطقة رقم 9 وهنا وجب التذكير وخاصة بعد مرور هذه السنوات الطويلة للجيل الذي لم يواكب ظروف واحداث يوم الارض الاول عام 1976 .
ان صمود وتصدي جماهير شعبنا بالاضافة ايضا للمساندة القوية من القرى العربية المجاورة لا بل تعدت تلك المساعدة وكانت على مستوى قطري وتوحدت جماهيرنا العربية تحت راية وشعار واحد والدفاع عن الارض والوقوف صف واحد ضد سياسة النهب والتشليح المتبعة منذ نشأت هذه الدولة وحتى الان .


لقد دفعت الجماهير العربية ثمن هذا الموقف ستة من الشهداء من خيرة ابناءنا وبناتنا في هذا السبيل وان شاء الله الى جنات الخلد وملقاهم مع الصديقين الخالدون ولا ننسى الاخوة من الجرحى الذين اصيبوا برصاص الجيش في حينه فكما تعودنا القول : "هم السابقون ونحن اللاحقون" وعلى دربهم وخطاهم صامدون في الدفاع عما تبقى لنا من الارض .
وانا اقول لكم ايها الاحباء الراقدون في باطن هذه الارض التي جعلتموها مقدسة وحبيبة على قلوبنا , اما ولولا دماءكم الزكية الطاهرة التي سكبت دفاع عن حبات تراب وثرى هذا الوطن الحبيب لما استطعنا الوصول الى اراضينا اليوم. وان هذه الدماء اختلط في تراب هذا الوطن المبارك , فلكم كل تحية واكبار ايها العظماء الاعزاء الراقدون في باطن هذه الارض ونحن لكم مدينون بما قدمتموه وضحيتم بالغالي والنفيس وهي الشهادة . اعلى صفة يمكن للانسان ان يتقلدها وبهذا انتم بلغتم ايها النبلاء اعظم التضحية والعطاء واضأتم الشمعات على طريق العزة والكرامة .
فالاحداث السياسية التي تعود خلفيتها على ارضية وطنية وفيما بعد تحقق اماني وطموحات الشعب هي هي من تصنع التاريخ والاعياد وتفرح بها الشعوب وان يوم الارض الثلاثين من اذار عام 1976 هو من عداد هذه الاحداث وابرزها وقد اعقبت احداث يوم الارض المحاكمات الصورية والغرامات الباهظة التي كانت المحاكم تفرضها على من كانت الشرطة تلقي القبض عليه زد على ذلك حالات التخريب والتكسير التي كانت قوات الشرطة تعيثه في محتويات البيوت من خراب متعمد وفقط من اجل احداث اكثر ما يمكن من الخسائر والتخريب في داخل البيوت وكل هذه الاعمال القمعية والارهاب المنظم وبشكل شمولي ضد ابناء قرانا كان الهدف منه محاولة كسر ارادة ومعنويات اهالينا ودب الرعب وروح الخوف والهزيمة في صفوف الناس لمنعهم من الاستمرار في موقف التصدي لمؤامرة نهب ومصادرة اراضيهم .


فاليوم وبعد مرور هذه السنوات الطويلة اصبح الامر معكوسا تماما , فما تشعر به الجماهير العربية وخاصة قرى المثلث يوم الارض بأنها كسرت حاجز الخوف ونظرتهم الاستعلائية الفوقية اتجاه شعب باكمله يناضل من اجل الحفاظ على عزته وكرامته واراضيه واقول ربما من تلك الاحداث تعلموا هؤلاء الاوباش درسا بأن أي شعب لا يمكن ان يسلم بأراضيه وأصبحت لدى الجماهير العربية اكثر جسارة وقوة واكثر عنفوان وقناعة في مواجهة مؤامرة المصادرة وقضم الاراضي .


وانني اعتقد جازما ان الاحداث المؤلمة التي واكبت يوم الارض في ذلك الحين قبل حوالى 46 عام تجعله ان يكون فرض عين ومن ضمن الاعياد الوطنية وغيرها من الاعياد التي نحتفل بها ونحييها في البلاد العربية . واعتقد انه يجب ان يسجل هذا التاريخ أي ال 30 من اذار عام 1976 على صفحات المفكرة الشهرية التي تصدر في وسطنا العربي وذلك من اجل ان يحفظ هذا التاريخ في ذهنية وجدان الاجيال القادمة وهكذا نستطيع القول وبأطمئنان بأننا سلمنا تاريخا وتراثا وطنيا ناصعا زاخرا بأرفع ما يمكن من انجاز للاجيال الصاعدة كي يستمر النهج نفسه النضالي الذي عشناه في اعلامه وبيارقه منذ نعومة الاظافر وحتى اليوم وهنا اقول وااكد عليه .

واجب التعريف والشرح بشكل موسع بداخل المدارس , لماذا حدث يوم الارض ؟ كيف حدث ؟ والملابسات التي واكبت احداث يوم الارض وهذا هو انجاز بحد ذاته وما اود قوله ان في السنوات الاخيرة وعند الاقتراب من موعد احياء ذكرى يوم الارض والمسيرة التظاهرية التقليدية التي تعودنا على تسييرها ما بين قرى مثلث يوم الارض تداورا كل سنة في كل بلد احتفالا في ذكرى هذا اليوم العظيم فهذه الذكرى للاسف لا يجري الاعداد لها بشكل جيد ويليق بقيمة الحدث ومن هنا نرى ان ضعيفة وليست جماهيرية كما تعودنا عليها في سنوات مضت ففي المسيرات الاخيره يظهر رئيس المجلس المحلي وحاشيته والمؤيدين طبعا لنهج تلك الادارة ومن هنا يظهر للمراقب ان المشاركة في هذه المسيرة اصبحت مؤطرة لجهة معينة وليست بدافع الذكرى التي نحتفل بها وان هذه العيوب ظهرت بأكثر من بلد ومسيرة عند وصولها الى المكان المركزي للأحتفال وكان هناك البعض من تسائل : " هل هذه مسيرة سخنين؟" وهذا السؤال ناتج عن ضئالة المشاركون , ونفس السؤال عن وفدي عرابة وديرحنا وهذا امر يؤسف له وانني اعتقد ان من الضرورات الملحة ان تجري معالجة هذه الظاهرة لانها لا تصب في مصلحة وحدتنا الوطنية وتسيء لذكرى يوم الارض الخالد , واعتقد ان رؤساء المجالس والبلديات اليوم هم اكثر الناس معرفة لمعالجة هذه الظاهرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة