الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 10:02

الراحل مجيد حسيسي مسيرة أدبية مضيئة- بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 09/08/21 00:01

رحل عن عالمنا الشاعر الكرملي مجيد حسيسي بعد مشوار حياة زاخر بالعطاء والإبداع الشعري والأدبي، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا هائلًا، وسيرة عطرة وحسنة، وذكريات طيبة.

مجيد حسيسي واحد من شعرائنا البارزين المجيدين الذين عرفتهم الساحة الأدبية في هذه الديار منذ سبعينات القرن الماضي، من خلال قصائده التي كان ينشرها في الصحف المحلية التي كانت تصدر آنذاك. وهو من مواليد دالية الكرمل العام 1944، أنهى دراسته الاكاديمية في جامعة حيفا بموضوعي الأدب العربي والأدب المقارن، وعمل مدرسًا في بلدته، وفي منتصف الثمانينات أشغل مدير مدرسة ابتدائية في بلده، لكنه تقاعد مبكرًا، وتفرغ للقراءة والكتابة.

شغف مجيد حسيسي بالأدب والشعر منذ صغره، وبقي يكتب الأشعار حتى أيامه الأخيرة. صدر ديوانه الشعري الأول "كلمات متشردة" في العام 1975، ثم صدر له رواية "القضية رقم 13" بالاشتراك مع الأديب فرحات فرحات، بالإضافة إلى دواوينه الشعرية "أبدية النار الباردة"، و"عزف على جدار الصمت"، و"جذور كرملية"، الصادر قبل عامين، وكان الراحل أهداني نسخة منه وكتبت عنه قراءة نقدية نشرت في حينه بعدد من المواقع الالكترونية.

وللراحل العزيز مجيد حسيسي قصائد في الوطن والكرمل والطبيعة والرثاء والحب والغزل، وكتاباته الرومانسية لا أحلى ولا أجمل. وما يميز كتابته تلك الجمالية التعبيرية والفنية، ورقة التعابير، وأناقة الكلمة، وعذوبة الحروف.

يقول الناقد د. منير توما "من الدالية يعتصر العنب، وفي دالية الكرمل، تختمر الأفكار حُمرًا، على رنين أوتار الشعر والوجدان، وعواطف تنبثق من فؤاد الإنسان محلاة بكرامات الزمان ليبزغ أبو يوسف مجيد حسيسي أميرًا غير متوج في دولة القوافي والأوزان بعطرها العابق بالورد والريحان وبكلماتٍ شفّافة تؤسس الفصاحة والبيان، ورهافة الحس".

بوفاة الشاعر والأديب والمربي والأستاذ الصديق مجيد حسيسي، تفقد الحياة الأدبية والثقافية في بلادنا، قامة شعرية من قامات الكرمل التي أحبت بلادنا وتغنت بها كثيرًا، وأحد فرسان الكلمة الذي لم ينضب عطاؤه في يوم من الأيام.

فوداعًا يا صانع الكلمة الراقية، والإحساس الصادق، والشفافية الجميلة، وصاحب الحضور البهي، المفعم بالأمل والتفاؤل، والإنسان المتواضع الأصيل المحبوب والقريب من جميع من عرفه. وستخلد بإرثك العظيم من الثقافة والشعر والكلمات، وستبقى حاضرًا بقصائدك الأنيقة وحروفك المضيئة، بين أشجار الكرمل كلمّا حلّ الربيع.

يبكيك الشعر، وتبكيك القوافي، فقد سافرت وتركت في قلوبنا غصة، ووجع والم عميق، فلك الرحمة والمغفرة، والذكرى الخالدة.

مقالات متعلقة