الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 15:01

الآدمي - مسرحية من فصل واحد

بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 07/08/21 10:44,  حُتلن: 11:11

***
المشهد الاول
مكان عادي بيت. يبدو في غاية التواضع. موسيقى تنبعث في انحاء المسرح. صوت ينطلق منشدًا من انحاء المسرح. كلمات النشيد تقول:
ممكن احنا نعيش في النور من بلدتنا نزيل العتمة
نحيا بافراح وبسرور من قمة نقفز لقمة
يدخل الشاطر سلامة. شاب في مقتبل العمر. تظهر عليه علامات النباهة والذكاء.
الشاطر سلامة: -مناديًا- معلمي، معلمي؟ اين انت يا معلمي. جئت لأودعك في هذا الصباح الغائم. اين انت، اردت ان اراك قبل مغادرتي للبلدة. آمل ان اعود بقبس من الضوء ينير سماء بلدتنا المعتمة. -يرسل نظره في كل الاتجاهات، يتوجه الى باب هناك يطرقه برقة-، اما زلت نائمًا يا معلمي؟ هل ضقت ذرعًا بما يحصل في هذه البلدة فغادرتها؟ لا ، لا، هذا مستبعد فقد علمتني كيف اواجه المصاعب وزرعت في محبة الحياة والخير. علمتني كيف اتشبث بمكاني وكيف اكون انسانًا منتميًا محبًا للجميع.. لا، لا انت لا يمكن ان تترك العتمة تهيمن على بلدتنا.. وتغادر.
يتوقف الشاطر عن الكلام. يضع رأسه بين يديه. تبدو الحيرة من كل حركة ونأمة يقوم بها يرفع رأسه من بين يديه. يبحث في جميع انحاء المسرح، يتوقف في وسط المسرح.
الشاطر سلامة: معلمي؟ اين انت يا معلمي؟ الم نتفق على ان آتي باكرًا كي اودعك.
يدخل المعلم الى المسرح. يتوجه الى تلميذه
المعلم: السلام عليك ايها الشاب الادمي.
الشاطر سلامة: وعليك السلام يا معلمي. كادت روحي ان تطلع في الانتظار. لم اشأ مغادرة هذه البلدة الحبيبة دون ان اراك. من يعلم قد لا نلتقي مرة اخرى في هذه الحياة. اردت ان اراك. انتظرت متأخرًا نوعا ما. انا لم اعتد منك مثل هذا الاخلاف في المواعد. ارجو ان يكون ما حصل خيرا.
المعلم: مبتسما- وهل تتوقع الا يكون خيرا. بالطبع هو خير وسيبقى ما بقيت، ترو قليلا سأخبرك بكل شيء. لكن لماذا اراك واجما؟ الم نتفق على ان الانسان ينبغي ان يكون قويا متماسكا في ساعات الشدة؟
الشاطر: بلى يا معلمي. بلى نحن اتفقنا. صحيح ان الهدف النبيل يجعل صاحبه متماسكا قويا في ساعات الشدة كما رددت امامي اكثر من مرة. غير ان فراق الاحباء في رحلة مثل هذه ليس سهلا- يصمت هنيهة، ويتابع وسط ابتسامة معلمه. يتضح مما يريد ان يقوله انه يريد ان لا يخيب امل معلمه- بلى يا معلمي. بلى. من المؤكد ان الانسان ينبغي ان يكون متماسكا مهما واجه من مفاجآت. والا فقد سيطرته على نفسه واضاع الهدف النبيل الذي حدده لنفسه. غير ان هذه الرحلة كما تحدثنا في الامس، ليست سهلة. كل من اراد ان يأتي بقبس من النور لبلدتنا الغالية ذهب ولم يعد. كلهم اختفوا وبقيت البلدة تنتظر وسط عتمة مقيتة وها انذا آتي اليك ولدي شعور بخوف ما لا اعرف من اين يأتي. اعرف ان هذا الخوف لا يليق بالرجل المقدام الشجاع..
المعلم: قلها. قل ما اردت قوله . اوافقك ان الخوف واحدة من سمات الانسان في كل زمان ومكان. هل تتذكر ما قلناه عن الخوف؟
الشاطر: وهل انسى يا معلي. انا لا انسى كلمة واحدة مما علمتني اياه طوال السنوات الماضية منذ كنت طفلا صغيرا حتى اضحيت شابا يافعا يحلم بجلب الضوء الى بلدته المتشحة بالظلام. قلت لي
ان القليل من الخوف يدل على اننا نتحمل المسؤولية، اما الكثير منه فانه قد يشلنا ويجعلنا فريسة سهلة للفشل والاخفاق.
المعلم: - مبتسما ومصفقا-، هل افهم من هذا انك تنطلق في رحلتك المصيرية هذه بثقة وامان .. بانك ستحقق ما تريد. وسوف تنجح بما اخفق في تحقيقه الكثير من ابطال بلدتنا الشجعان؟
الشاطر: هذا ما اردت قوله. بالضبط هذا ما اردت قوله. الثقة بالنفس هي راس المال الحقيقي. اذا اضعناها اضعنا كل ما لدينا واضعنا انفسنا.
المعلم: افهم من هذا انك مسافر وانت واثق من انك ستحقق ما اردت وستعود بالنور الى هذه البلدة؟
الشاطر:- يبتسم في وجه معلمه يقول- وهل عندك شك يا معلمي؟
المعلم: كلا. لا يوجد لدي اي شك. فانت شاب شجاع وآدمي. اتقنت فنون الرياضة والآداب. انا متأكد من انك ستحقق ما اخفق فيه آخرون. الا تريد ان تعرف لماذا تأخرت هذه المرة في استقبالي لك؟
الشاطر: اكاد ان اقول انني اعرف يا معلمي. لكني لن اقول قبل ان تقول انت. ليس امتحانا لك وانما امتحان لي انا. ليكن هذا هو الامتحان الاخير قبل الانطلاق نحو النور.
المعلم: لن اقول انا. قل انت.. وليكن هذا الامتحان الاخير لك.
الشاطر: مسارعا- انت اردت ان تمتحن صبري. كيف لم يخطر هذا ببالي؟
المعلم: مصفقا- الآن تأكدت من انك ستحقق ما اردت وستعود بالنور الى بلدتنا الحبيبة. انطلق في امان الله.
يعانق الطالب معلمه.
المشهد الثاني
مكان خاو من كل شيء. وقع اقدام. نسمع صوتين ولا نرى صاحبيهما.
الصوت 1: اشم رائحة غريبة.
الصوت 2: انا ايضا اشم رائحة غريبة قادمة من هناك.. من البلدة المعتمة.
الصوت1: من تراه يكون؟ اعتقد انه واحد من مجانين تلك البلدة وحمقائها. اتي ليستعرض عضلاته علينا. مؤكد انه لا يعرف مدى الاستعداد الذي تبذله قيادة بلدتنا للمحافظة على الضوء المنبعث في كل مكان.
الصوت 2: تريد ان نستعد لمواجهته؟
الصوت1: وهل يحتاج استعدادنا لمواجهة الخطر الى سؤال؟ بالطبع علينا الاستعداد لمواجهة الخطر.
الصوت2: هيا لنستعد. الرائحة تقترب. انني اسمع وقع قدمين. هل تسمع انت ايضا؟
الصوت1: نعم اسمع. لنستعد.
وقع قدمين يقترب رويدا رويدا.
الصوت2: انظر.. هو غير مسلح.
الصوت1: انه يمشي منتصب القامة. يبدو انه واثق من نفسه.
يظهر الشاطر سلامة: السلام عليكما ايها الرجلان.
ينظر كل من الحارسين الى الآخر، كأنما هما يتشاوران.
ينطلق لساناهما معا:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
الصوت 1: ماذا تريد ايها الشاب؟ ما الذي أتى بك الى بلدتنا.
الصوت2: يبدو انه يختلف عن سابقيه. هو لا يشهر سلاحا في وجوهنا.
الشاطر: الا تلاحظان انني قادم من سفر بعيد؟ مسافة طويلة قطعتها من بلدتي حتى وصلت الى
هنا.. الى هذه البلدة الرائعة. كم من جبال، وديان ٍ وسهول ٍ قطعت. الرحلة ُ لم تكن سهلة ً. وهاانذا اصل. الحمد لله.
ينظر كل من الحارسين الى الآخر باستغراب. يتوجهان اليه بصوت يكاد يكون واحدا:
- هل تريد ان تشرب الماء؟
يهز الشاطر رأسه. يقول لهما:
- وهل يتطلب فعل الخير.. المشورة؟
يركن الرجل رقم 2 سلاحه جانبا، ويولي باتجاه النبع. بعد قليل يحضر الماء. يقدمه الى الشاطر سلامة. الشاطر يرفع الماء الى فمه. يستوقفه الرجل رقم 1 قائلا:
-الا تخش ان نكون دسسنا لك السم في الماء؟
الشاطر يتوقف عن شرب الماء: لا. لا اخشى هذا. فانا ضيف في ربوعكم. ولا اعتقد ان هناك من يسم ضيفا حل عليه وطرق ارضه في هذه اللحظة من لحظات المساء.
الرجل 1 للرجل2: لقد نجح في الامتحان الاول ..خذ كوب الماء منه وهات له كوبا آخر من الماء الزلال.
يدنو الرجل رقم 2 من الشاطر ويأخذ كوب الماء من يده. يولي ليحضر كوب ماء اخر.
يرسل الرجل 1 نظرة استغراب الى الشاطر امامه، يبادر الشاطر لسؤاله:
- لماذا تنظر الي هكذا؟
الرجل 1: امرك مثير للاستغراب. انت تختلف عن كل من طرق ارضنا من ابناء جلدتك. كلهم كانوا ما ان يقتربوا من ارضنا حتى يشهروا الاسلحة في وجوهنا. منذ البداية كانوا يشرعون في الحرب. هم كانوا يفرضون علينا محاربتهم وقتلهم. اما انت فانك تختلف. انت تبدأ بالتحية ولا تخشى ان نقتلك. تعجبني ثقتك بنفسك.
الشاطر: ولماذا اخاف؟ وممَ اخاف وامامي اناس لديهم مثل ما لدي من مطالب وطموحات؟ انني
اتقبل الآخرين المختلفين، واتوقع ان يتقبلوني بدورهم. وهذا ما حصل في كل لقاء لي بالآخر. لست من السذاجة ان اطلب من الجميع ان يكونوا مثلي. الله خلق الجميع مختلفين. لا توجد بصمة واحدة من بصمات كل البشر تنسخ الاخرى. الا يقول هذا ان الاختلاف لا الاتفاق هو طبيعتنا نحن بني البشر؟
يقترب الرجل 2 من الاثنين، يصفق:
سمعت كل كلمة. كل كلمة مما قلته تستحق ان توزن بميزان الذهب. - يقدم اليه الماء- تفضل اشرب. اشرب من ماء بلدتنا انه ماء يرد الروح، خاصة بعد سفر طويل.
يتناول الشاطر قصعة الماء ويشرب. يرسل نظره الى البعيد. يقول:
- تبدو بلدتكم ساحرة ًمبهرةً. ما اجملها. كم هو الماء لديكم صاف. ما اجمل النور المنبعث من هناك. من ذاك المبنى في وسط البلدة. ماذا يوجد هناك. هذه البلدة لا تختلف عن بلدتنا الا بأمر واحد.
الرجلان 1- 2 بصوت واحد: بماذا؟
الشاطر: بهذا النور المنبعث منها.- بحزن- اما بلدتنا فإنها تشتاق الى مثل هذا النور. بلدتنا لم تختر هكذا وضع. هناك حوادث تاريخية متعاقبة كانت اشبه بالقدر المحتم فرضت علينا وامتدت بعتمتها الرهيبة.. ببقايا هذه العتمة الى بلدتنا الوادعة. فبتنا نشتاق الى النور ونتمنى لو انه زارنا ليدحر فلول الظلام.
الحارسان- مصفقين: ما اطيب هذا الكلام. ينبغي ان يستمع اليه مليكنا. حديثك يبعث الراحة في النفس، ويفعل فيها فعل السحر. انت تبدو شابا واعيا مثقفا. مليكنا سوف يسر للقاء بك.
يبتسم الشاطر. ينطلق الرجلان وينطلق معهما باتجاه بلدتهما.
المشهد الثالث
قاعة. كرسي متواضع يجلس عليه الملك. يرتفع صوت من القاعة قائلا:
جلالة الملك بانتظاركم.
يدخل الرجلان 1و2 .
الملك: ماذا وراءكما ايها الحارسان ؟
يقترب الحارس 1 من الملك، فيما يبقى الآخر في مكانه وسط القاعة. يهمس الحارس 1 في اذن مليكه.
الملك- مبتسما في سره، مزمجرا في جهره: اين هو ذلك المجترئ علينا؟ اتوني به سريعا. اريد ان اراه، اريد ان اعرف كيف تجرأ واقتحم ارضنا. الم يتعظ بما صارت اليه امور سابقيه.
تدب البلبلة في المكان. تسود حالة ترقب وانتظار. الجميع ينتظر ما ستصير اليه الامور.
يعود الملك الى الصراخ: اين هو. هاتوه الى هنا.
يجري الحارس 2 ما ان يغيب عن الانظار حتى يعود وبرفقته الشاطر سلامة. يتوقف الاثنان في وسط القاعة. يقف الشاطر سلامة ثابتا بين يدي الملك.
الملك: كيف تجرأت ودخلت ارضنا؟ قل لنا ها؟ كيف تجرأت..
يدنو الشاطر سلامة من حيثما يجلس الملك. يتوقف قريبا منه. يقول:
* اولا يشرفني ايها المحترم ان امثل بين يديك. ثانيا انا لم اجترئ، وانما اتيت بهدف نبيل هو ان اجلب الضوء من بلدكم المضيء الى بلدي المحتاج للنور.
الملك: ماذا تقول؟ تريد ان تجلب النور الى بلدك؟
الشاطر: نعم ايها الملك الرشيد ذو العقل السديد. اريد ان اجلب النور الى بلدي. ضع نفسك مكاني، ماذا كنت تفعل وانت ترى بلدك يرسف في قيود الظلام؟
الملك هاتفا بالشاطر: ماذا تقول ايها الشاب؟ اسمعني جيدا؟ انا اكون مكانك، ومن انت حتى اكون مكانك؟ كل واحد لا يكون الا في مكانه.
الملك موجها كلامه الى الحراس: القوا القبض على هذا المدعي الغريب. ضعوا القيود في يديه ورجليه. اياكم ان تمكنوه من الهرب.
يهجم الحراس على الشاطر. يضعون القيود حول يديه ورجليه. الشاطر يبقى متماسكا.
الملك: انت الآن اسير لدينا. سنضمك الى من تبقى ممن سبقك من ابناء بلدتك. ستقضي بقية عمرك في السجن. لن نمكنك من شم الهواء الطبيعي. لتمكث هناك في السجن معهم والى جانبهم حتى تتعفن او تشيخ ويحين اجلك.
الشاطر- متماسكا: افهم من هذا ان طلائعيي بلدتنا موجودون في السجن لديكم، ولم يقتلوا.
الملك: نعم هم موجودون لدينا في السجن.
الشاطر: وهل بإمكاني ان التقي بهم؟
الملك ينهض من على كرسيه. يقترب من الشاطر. ينفجر بالضحك. تضج القاعة بالضحك. يرسل الملك ابتسامة حانية الى الشاطر سلامة. يطلب من الحراس ازالة القيود من يدي الشاطر ورجليه. يبادر هؤلاء لتنفيذ ما طلبه منهم.
يقف الملك قبالة الشاطر.
الملك: انتهت المسرحية.
الشاطر: ماذا تعني ايها الملك؟
الملك: انت شاب شجاع. تفكر بغيرك كما تفكر بنفسك. كنت ارقبك وانت تتعرض للظلم ورأيتك كيف تقبلت مصيرك بقلب انسان شجاع. طوال الوقت كنت احاول ان امتحن قدرتك على الصبر. لقد نجحت في الامتحان، انت ابتداء من هذه اللحظة ضيفنا في المملكة. سنكرم وفادتك، وسوف تعود الى بلدك بما اردت واكثر.
الشاطر: هل يعني هذا انني سأعود مع طلائعيي بلدتي الموجودين في السجن؟
الملك: سنفرج عنهم. وسوف يعودون معك الى بلدتك، كي تبنوا معا المجتمع الفاضل
الشاطر: كم يسرني هذا. كم يسرني ان التقي بك ايها الملك الانسان.
يبتسم الملك- مربتا على كتف الشاطر سلامة: ونحن ايضا يسرنا ان تحل ضيفا على بلدتنا. انت الانسان الادمي الاول الذي يفد الى بلدتنا، ويتصرف بمثل ما تصرفت به من معرفةٍ، احترام وتقبل لسواك من اخوانك بني البشر. كنا متأكدين انه سياتي شاب يتصف بمثل ما اتصفت به من مزايا وها انت ذا تفد الينا. اهلا وسهلا بك.
الشاطر- متوجها الى الملك: لقد فطر الله الكون يا مولاي على الاختلاف فلماذا نرفضه، وهل بإمكاننا ان نفعل لو اردنا، نحن بني البشر وجدنا على الاختلاف، لم يختر الواحد منا شكله، لونه او نوعه، كما انه لم يختر انتماءه، دينه او قوميته. لهذا علينا ان نتقبل الآخر المختلف وان نسعى معه لبناء عالم يسوده السلام. انني اتفهمُ خلافا ما ينشب بين اخواني بني البشر بسبب سلوك ما، اما ان يكره احدنا الآخر لسبب لا يد له به فهذا هو الظلم عينُه.
الملك: متفكرا- جيد، لكن .. ماذا بإمكان الواحد منا ان يفعل حينما يجد نفسه في مواجهة سلوك سئ من اخر او اخرين؟ هل تُسمعنا رأيك؟
الشاطر: هناك العديد من الامكانيات امامه. اهمها الا يواجه السلوك السيء بمثله، لأنه اذا فعل .. ينجر وراء من قُبالته ويفعل مثلما يفعل. وهو ما لا يليق بإنسان محترم، عاقل ويتقبل سواه من اخوانه بني البشر.
الملك: هل افهم من هذا انك ابتدأت بطرح السلام على حراسنا. بادرة حسن نية.
الشاطر: بالضبط. هذا ما فعلته.
الملك: لنفرض ان حراسنا شرعوا بالتهجم عليك مغلقين عليك كل الامكانيات منذ البداية، ماذا كنت تفعل؟
الشاطر: هذا لم يحدث، فلماذا نفترض؟
الملك: لنفرض.
الشاطر: لا اعرف. مؤكد انني كنت سأتصرف بحكمة.
الملك: كل من سبقوك. ابتدأوا بالتهجم ولم يتركوا لحراسنا مفرا سوى اسرهم وايداعهم السجن. نحن اناس حضاريون لا نقتل من يعتدي علينا اذا كان بإمكاننا اسره وهذا ما حصل دائما مع سابقيك. اما انت، فانك الادمي الاول الذي يفلح بالوصول الى بلدتنا. لكن قبل هذا اريد ان اسالك .. كيف امكنك ان تتحلى بكل الصفات الرائعة وتتمكن بالتالي من الوصول الى بلدتنا؟
الشاطر: منذ كنت طفلا صغيرا. حددت لنفسي هدفا في هذه الحياة وهو ان احضر قبسا من النور الى بلدتي. اهلي ادركوا هذا جيدا فارسلوا بي لأتعلم عند امهر معلمي العصر. معلمي علمني فنون الرياضة كلها، حتى حققت فيها اعلى المراتب وحصلت على العديد من الاحزمة الرياضية ايضا. وفي الآن ذاته عزز لدي الاحساسَ بان تحديدَ الهدف في هذه الحياة هو ما يقودُنا الى النجاح في تحقيقه. على هذا الطريق سرت وسار الى جانبي حـُلمي، كان آخر درس علمني اياه معلمي اطال الله عمره درسا في الصبر. وها انذا اقف بين يديك ايها المحترم. هل يمكنني ان ارى ابطال بلدتي؟
الملك: مصفقا- اعدوا كل شيء لاستقبال هذا الشاب الادمي.
يتوجه الى الشاطر:
- سيكون لك كل ما اردت وتريد. انت لن ترى ابطال بلدتك فقط، وانما ستصحبهم معك لتعلمهم هناك في بلدتك مثلما تعلمت. لتكنوا جميعا بالتالي شركاء للسلام في هذه المنطقة. مع مثلك يطيب العيش وتنعم البشرية.
تتكرر الاغنية منذ بداية المسرحية وينزل الستار.. رويدا رويدا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة