الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 10:02

بهجات قعوار.. ذكرى عزيزة ومحبة تتجدد

ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 02/08/21 15:22

كثيرون هم الاشخاص الذين يمرون من دروب حياتنا الواسعة ويتركون آثارًا طيبة في حياتهم وبعد رحيلهم الابدي، سواء كان في المجال التربوي او في اي مجال اجتماعي آخر، من هؤلاء الصديق العزيز، منذ سنوات بعيدة، بهجات اسكندر قعوار، الشقيق الاكبر للصديقين الراحلين قبل اعوام الشاعر جمال قعوار والشخصية الاجتماعية المعروفة بهيج قعوار. لقد ولى هذا الصديق في رحلته الابدية يوم الثلاثاء 2/8/2018، وها انذا اجد من يذكرني به فأتذكره.. واحاول من ناحية ثانية ان اشارك اخواني القراء في هذه الذكرى العزيزة.
ولد الفقيد بهجات قعوار قبل ستة وثمانين عاما من وفاته قبل اربعة اعوام، على ما اذكر، في مدينة الناصرة، وقد عمل ردحًا مديدًا من حياته في سلك التعليم مربيًا وبعدها مديرًا لمدرسة. بعد تقاعده عمل في تجارة الاصواف، بالتعاون والتبادل مع زوجته الصديقة العزيزة الشاعرة نهى قعوار - زعرب. في هذه الفترة توطدت علاقتي به يومًا اثر يوم وسنة تلو اختها، واذكر هنا بكثير من المحبة جلساتنا المنفردة او المشتركة بحضور حرمه المحترمة السيدة نهى، وما حفلت به من احاديث ادبية طلية، دلت على سعة معرفته باللغة العربية وآدابها، وعلى ما حفلت به من اقوال شعرية وطرائف، وكان الفقيد مطلعا متبحرا بأسرار اللغة وقواعدها.
كان هذا خلال اقامته مع ابناء اسرته وبناته في بيته القائم بالقرب من ساحة المطران، في البلدة القديمة من ناصرتنا الحبيبة المشتركة، وحين انتقل للإقامة برفقة اسرته، في بيتهم الجديد.. الفاره الجميل.. في حي القفزة، انتقلنا معًا لنوطد اركان صالون حرمه نهى قعوار الادبي، ولنلتقي مرة في الاربعاء الاول من كل شهر. واشهد انهما، هو ورفيقة دربه، كانا فعالين في هذا الصالون ادارة ومشاركة، وطالما لفت ابو اسكندر، رحمه الله، الاهتمام بتعليقاته وطرائفه الادبية الدافئة.. المستقاة من اعماق ادبنا العربي الثر الغني.
مما اذكره عنه في هذه الفترة انه كان يشكو من الم المفاصل، وانه حزن كثيرًا عندما اجريت له عملية صعبة في قلبه، الا ان محبة المحيطين به وحدبهم عليه، انهضاه انسانًا جديدًا ذا ثقة بالدنيا واهلها.
في الفترة الاخيرة من حياته، دب في اوصاله وهن الشيخوخة والم الجسد المتوقع، فلزم بيته لا يبرحه الا لزيارة الطبيب، وبقي كذلك، إلى ان انتشر النبأ المفزع برحيله، بعد شيخوخة نشهد انها كانت صالحة، كما ورد في ورقة نعيه ايضًا.
ابا اسكندر، رحمك الله وانزلك منزلة طيبة في جنته الوارفة، فقد كنت رجلًا صالحًا اعطيت في حياتك اكثر مما اخذت، لهذا سيتخلد ذكرك وسوف يتطوّب اسمك طويلًا.
في هذه الذكرى العزيزة، اتقدم باسمي الشخصي إلى الاصدقاء من اسرة المرحوم، خاصًا بالذكر حرمه السيدة نهى، كريماته وابنه الوحيد الدكتور اسكند قعوار، وعموم ابناء عائلة قعور وزعرب، باصدق مشاعر المواساة متمنيًا لهم جميعًا العمر المديد. واؤكد لهم انهم اذا كانوا قد خسروا عزيزًا غاليًا، فقد خسرت صديقًا طيبا عز وجود امثاله. اما محبتنا لابي اسكندر.. فإنها تتجدد وتتوطد في ذكرى رحيله الرابعة وفي كل ذكرى.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة