الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 11:02

د. منير نصر وإصداره كتاب العنف

بقلم: معين أبو عبيد

معين أبو عبيد
نُشر: 31/07/21 11:39

لا يختلف عاقلان اثنان على أن ظاهرة العنف والجريمة من أخطر الظواهر السلبيّة، بل هي الوباء الذي ينعكس سلبيا على المجتمعات في مختلف مرافق وميادين الحياة، وقد باتت هذه الظاهرة المقلقة تحتل الصدارة وأضحت حديث الساعة، وهي مطروحة لإيجاد الحلول التي قد تضع حدا لها على المستوى القطري عامة والعربي تحديدا.

جاءت هذه المقدمة تزامنا مع إصدار كتاب العنف لابن شفاعمرو المربي الدكتور منير نصر، وقبل أن أتطرق للكتاب أعود إلى مقدمة مقابلتي التي أجريتها معه حول أطروحته "العنف في المدارس الصناعية العربية" والتي سبق أن نشرتها في الصحف والمواقع المختلفة.


ومما جاء فيها: بحر من العطاء وإحساس يتدفق من قلب كبير معطاء مؤمن بأن السير نحو النجاح قد يكون رحلة طويلة شاقة وشائكة، وأن الأعمال لا تتحقق بالأمنيات والأماني وإنما بالإرادة والعزيمة التي تصنع المعجزات، وعندما تصل إلى عمق معنى النجاح تجد أنها ببساطة تعني الإصرار، إصراره وقناعته أن العمل وأي عمل وتحديدا التربوي والثقافي بحاجة إلى مثابرة وتضحية وحوار حضاري ليكون بمثابة نقطة الانطلاق نحو الهدف.
وها هو كاتبنا ينطلق ليكتب لنا وبأسلوب راقٍ ومشوق عن موضوع العنف المستشري الذي يشغل بال المجتمعات عامة ومجتمعنا تحديدا، وإصداره بهذا التوقيت كان موفقا وخطوة حكيمة لتفاقم رقعة هذا الوباء.
تطرق الكاتب من خلال فصوله الأربعة إلى كافة جوانب العنف؛ أسبابه، أنواعه، مدى انتشاره، أخطاره، وإمكانيات التغلب عليه.


يبحث الفصل الأول في تعريفات الظاهرة، أنواع العنف، والنظريات التي عالجت الظاهرة. واهتمّ الفصل الثاني في معالجة انتشار الظاهرة في العالم وفي بلادنا. وكان مدار الفصل الثالث حول انعكاسات وأضرار الظاهرة، أمّا الفصل الأخير فتحدّث عن كيفية مواجهة العنف، وتقديم اقتراحات، خطط، وحلول لهذه الظاهرة الخطيرة.
وقد جاء في كلمة التلخيص من أجل تقليص منسوب العنف، توجيه لضرورة اتخاذ الخطوات العشر التالية؛
- تقليص ومنع كل عامل قد يسبب خيبة الأمل والضغط عند الإنسان مثل الفقر، عدم توفر العمل، التفرقة في إمكانيات التقدم في المجالات المختلفة، والنقص في الخدمات الأساسية المطلوبة.
- تحضير الشباب للزواج وتدريبهم على كيفية تربية أبنائهم بصورة صحيحة.
- وضع حدود واضحة لتصرفات الأولاد وتربيتهم تربية صحيحة من خلال تصرفات مثالية من الأهل والمعلمين.
- تدريب الطلاب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لحل الخلافات بطرق سليمة.
- تعليم مهارات المناقشة والجدال والإقناع كطرق لحل الخلاف.
- تدريب الطلاب والأولاد على التحكم في غضبهم من أجل منع تفاقم الخلاف.
- التعاون الفعال بين أهل الطلاب والمدرسة.
- منع، قدر الإمكان، عرض أفلام وألعاب تشجع على العنف بصورة غير مباشرة، وبدلا من ذللك عرض وبناء ألعاب تشكل مثالا للتصرفات الصحيحة كالاتفاق والمصالحة.
- التشديد على تطبيق القوانين وزيادة حدة العقاب ضد أعمال العنف وحتى البسيطة جدا.
- توثيق التعاون بين المدارس، الأهل، القيادات الاجتماعية، رجال الدين، خدمات الرفاهية وسلطات القانون.

يقع الكتاب في 122 صفحة من الحجم فوق المتوسط، التصميم لشربل إلياس، تدقيق لغوي للأستاذ كمال خطيب، إصدار دار النشر مكتبة كل شيء – حيفا، و الإهداء "إلى عائلتي العزيزة؛ زوجة وأبناء الذين وفروا لي الوقت والهدوء لإنجاز هذا الكتاب.
وهنا لا بد من وقفة لنتكلم عن إنجازات المربي منير؛
هو إنسان نشيط جدا حاز على شهادات تقديرية ويحمل اللقبين الأول والثاني من جامعة حيفا، والثالث من جامعة بوخارست في رومانيا، وعلى شهادة منظم رحلات من قسم التعليم الخارجي وشهادة استيراد وتجارة دولية وإدارة الأعمال من كلية الإدارة في حيفا، وحاصل على حزام أسود دان 6 وممتحن حتى دان 4 في الكاراتية من الاتحاد الياباني، ومدرب مؤهل من معهد وينجيت في إسرائيل وتحكيم من اتحاد الكراتية الإسرائيلي، وكانت آخر وظيفة شغلها إدارة الكلية التكنولوجية في شفاعمرو.
بأمثالكم ترتقي الشعوب، نتمنى لك المزيد من العطاء لم فيه رفعة ومصلحة الحركة التربوية والثقافية، وبانتظار المزيد من المؤلفات كما تعهدت.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة