الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 18:01

حقًّا… إنّها معجزة!!

بقلم: الكاتب والاديب محمد علي طه

محمد علي طه
نُشر: 19/07/21 13:44,  حُتلن: 16:40

ما وجدت جديدًا في هذين النّصّين الخطيرين إلّا أنّ قناعتي ترسّخت أكثر من ذي قبل بعد قراءتهما بأنّنا اجترحنا معجزة البقاء والصّمود في وطننا الصّغير الجميل، ولا بدّ لي من أن أثني على عمل وترجمة الأستاذ عمر أمين مصالحة لمحضريّ جلستيّ أعضاء كتلة حزب "مباي" في الكنيست وأعضاء سكرتاريّة الحزب وأعضاء قيادة الهستدروت اللتين عُقِدتا في تل أبيب في حزيران وتمّوز 1950 لمناقشة موضوع "وجود العرب في إسرائيل" وحزب "مباي" ومعناه (حزب عمّال أرض إسرائيل) هو الحزب المؤسّس لإسرائيل والّذي تحوّل اسمه الى "حزب العمل"، ومن المفيد أن أذكر أسماء بعض الشّخصيّات الّتي شاركت في النّقاش للدّلالة على أهميّة الموضوع مثل: موشيه شاريت واسحاق بن تسفي وموشيه ديّان ودافيد هكوهين ويهوشع فلمون ويزهار سميلانسكي.
يطالب موشيه ديّان، رئيس أركان الجيش ثمّ وزير الحربيّة في حرب حرب 1967 ووزير الخارجيّة فيما بعد ب "اقتلاع السّكّان العرب من داخلنا" مبرّرًا بأنّ "كلّ عربيّ في إسرائيل هو عدوّ" بينما يرى موشيه شاريت أوّل وزير خارجيّة في إسرائيل وثاني رئيس حكومة (1953-1956) أنّ الأفضل الانتظار حتّى نرى "إمكانيّات أخرى في السّنوات القريبة يتمّ فيها تنفيذ ترانسفير لهؤلاء العرب من أرض اسرائيل."
ويقترح متناقش آخر بأن تعمل الحكومة على "تنكيد حياة العرب" في إسرائيل حتّى ييأسوا ويرحلوا وحدهم الى الدّول المجاورة أو الى أيّة دولة يختارونها، فيما يطالب أكثر من واحد من المشاركين بتعليم اللغة العبريّة وغرس الثقافة العبريّة لغير اليهود في البلاد.
يزعم بعض المؤرّخين الاسرائيليّين أنّ تناقضًا ما كان في النّقاش حول مصير الأقلّيّة العربيّة في البلاد ويشيرون الى موقفين من هؤلاء القادة للتّعامل مع هذه الأقلّيّة ولكن المتمعّن في هذا النّقاش يدرك ألّا تناقض بينهما بل هناك موقف متطرّف كثيرًا ومتوحّش كثيرًا وهناك موقف آخر أقلّ تطرّفًا ووحشية منه.
قال يزهار سميلانسكي وهو أديب معروف وعضو كنيست لعدّة فترات: لا أتطلّع لأن أكون خبيرًا في شؤون العرب لكنّي جئت لاستمع الى المختصّين وأن أتعلّم منهم، وما سمعته يلخّص بأمور قد تكون أساسًا لسلوكنا تجاه العرب وهي: "أولًّا أنّ بقاء العرب هنا أمر سيّء عمومًا، وثانيًا كان من الأفضل لو لم يبق العرب ويؤسفنا أنّهم يتكاثرون حتّى أنّهم يشكّلون سدس سكّان البلاد، وثالثًا كان من الأفضل لو استطعنا تخفيض عدد العرب الّذين يسكنون اليوم في البلاد وكان من المريح لنا لو تخلّصنا منهم لكنّنا مجبرون على تحمّلهم بقوّة القوانين ولكن ليست القوانين هي المقرّرة!!".
ويحقّ لنا أن نتساءل هل تغيّرت هذه الأفكار الشّيطانيّة أم أنّها ما زالت راسخة في العقول وينتظر أصحابها الوقت الملائم للحلّ التّرانسفيريّ؟
حبّذا لو أنّ أبناءنا وأحفادنا من هذا الجيل الشّابّ يقرأون هذا الكرّاس الهامّ الّذي صدر عن "مدار" ويحمل الرّقم "71" من سلسلة أوراق اسرائيليّة الّتي يحرّرها الكاتب أنطوان شلحت. كي يعرفوا سرّ ملحمة البقاء والصّمود التي اجترحتها هذه الأقلّيّة الّتي ينتمون إليها. وأن يدركوا أنّنا ما زلنا نخوض معركة البقاء والصّمود وسوف نبقى نخوضها ما دامت الحركة الصّهيونيّة لم تتخلّص من فكر التّرانسفير. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة