الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 14:02

يوم عرفة

بقلم: حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 18/07/21 13:20,  حُتلن: 16:00

إنَّ يومَ عرفةَ من أيام الإسلام المشهودة وهُوَ من خيرِ أيامِ السَّنةِ كلِّهَا ، إنَّهُ فِي شهرٍ حرامٍ وفِي أيامٍ عظامٍ ، وقدْ جعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الوقوفَ فيه بعرفةَ الركنَ الأعظمَ فِي الحجِّ فقالَ : "الْحَجُّ عَرَفَة “ (مسند الإمام احمد) وفيهِ تُقضَى حوائجُ الحجيج ، وتُغفرُ زلاتُهُمْ وتُقبلُ دعواتُهُمْ ، وليسَ فضلُ عرفةَ مقصورًا علَى أهلِ الموقفِ بلْ إنَّهُ يشملُ غيرَ الحاجِّ إذَا تعرَّضَ لنفحاتِ اللهِ تعالَى بالدعاءِ أوِ الصيامِ ، فهُوَ يومٌ تعُمُّ بركتُهُ كلَّ مؤمنٍ وتشملُ خيراتُهُ كلَّ مُحسنٍ ، قَالَ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم :”مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ "(صحيح مسلم) وعَنْ أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِى رضي اللهُ عنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَقَالَ: ”يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ “(صحيح مسلم) فالحديثُ الأولُ يُبَيِّنُ عطاءَ اللهِ تعالَى للحاجِّ ، والحديثُ الثاني يُبينُ عطاءَ اللهِ لغيرِ الحاجِّ ، إذْ إنَّ صومَ يومِ عرفةَ مشروعٌ لغيرِ الحاجِّ ، ومِنْ فضائلِ يومِ عرفةَ علَى الحاجِّ وغيرِهِ أنَّ الدعاءَ فيهِ خيرُ الدعاءِ ، إن يوم عرفة يوم عظيم ، تجتمع فيه الكثير من المسلمين في مكة المكرمة من كل أنحاء الأرض من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، يقفون جميعًا في صعيد واحد يلبسون بلباس واحد ، يدعون بدعاء واحد ويطالبون بمطلب واحد ، يرجون رحمة الله ، ويسعون في فكاك رقابهم من النار إنه يوم فخر للمسلمين إذ لا يمكن للمسلمين في أي مكان أن يحتشدوا بهذا العدد في وقت واحد إلا في هذا المكان ، إن في هذا الاجتماع آية عظيمة على قدرة الله سبحانه وتعالى إذ يسمع دعاء كل هؤلاء في وقت واحد على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأجناسهم ، ويعطي كل واحد سؤله دون أن تختلط عليه المسائل والحاجات أو تخفى عليه الأصوات والكلمات ، سبحانه هو السميع البصير العلي الخبير الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ان يوم عرفة يوم خوف وخشوع وخشية من الله ، يوم يذل فيه المؤمنون لربهم مخبتين ، يوم البكاء والانكسار بين يدي الغفور الرحيم ، يلحّون بخير الدعاء وبخير ما قال النبي صلى الله عليه وسلم والنبٍيون من قبله : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " (رواه الترمذي) ليعلنوا بذلك صدق ولائهم لله وتوحيدهم إياه ، فلا يدعون غيره ولا يرجون سواه ، وفي هذا اليوم يغفر الله لمن صام من غير الحجيج السَّنة التي قبلها والسَّنة التي بعدها ، فما أحلم الله على عباده وما أكرمه وهو الجواد الكريم ، وسُئل النبي عن يوم عرفة فقال صلى الله عليه وسلم : يوم عرفة ، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له (مسند الإمام أحمد) وصلى الله وبارك على نبينا محمد وآله وسلم .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة