الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

الموحدة فقدت البوصلة... ماذا ننتظر بعد؟/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 12/07/21 11:55,  حُتلن: 13:57

يبدو واضحاً أن أعضاء "القائمة العربية الموحدة" المنبثقة عن "الحركة الإسلامية الجنوبية" والتي تمثلها في الكنيست الإسرائيلي، يعيشون حالة من عدم الاتزان السياسي ويضربون بالحائط الثوابت المجتمعية العربية، من خلال ممارساتهم. الحديث يتركز على منصور عباس "زعيم" "الموحدة"، وأيضاً من ناحية عملية "زعيم" الحركة الإسلامية الجنوبية.



المشكلة ليست في منصور عباس، بل في النهج العام للحركة التي تمثله "الموحدة". ولو أن "خربشات" عباس السياسية غير مرضي عنها، لرأينا معارضة لها. لكن الجميع متفق على هذا النهج. ولذلك أنا لا أوافق صديقي محمد بركة (أبو السعيد) رئيس لجنة المتابعة تصريحه لموقع العرب في الثامن من هذا الشهر:" بوجود أصوات كثيرة داخل القائمة الموحدة تعارض هذا النهج".

أين هذه الأصوات؟ لم نسمع عنها أي شيء في الساحة السياسية؟ لقد حاول سعيد الخرومي الخروج عن الطاعة عندما هدد بعدم التصويت مع الائتلاف في يوم التصويت عليه في الكنيست، بسب الإجحاف الذي ألحفته اتفاقات عباس مع بينيت بحق أهل النقب، لكنه في النهاية رضخ وسارت سفنه كما أرادت رياح عباس. في "الموحدة" هناك "زعيم ؟!" واحد فقط اسمه منصور عباس يدير "الموحدة" باليد اليمنى وباليد الأخرى يوجه الحركة.

منصور عباس تعرض لانتقادات حادة من داخل حركته الإسلامية بسبب لقائه المثير للجدل مع رئيس بلدية اللد اليميني العنصري يائير رفيفو في السادس عشر من شهر مايو /أيار الماضي، وقد تعهد خلاله عباس بالمساعدة في إعادة بناء الكنس اليهودية في اللد.

فقد انتقد ابراهيم حجازي، رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية الزيارة واصفا إياها بأنها “زيارة فردانية خاطئة وليست في محلها”. وشارك العديد من الأعضاء البارزين في حزب عباس موقف حجازي، من بينهم عضو الكنيست السابقة إيمان خطيب ياسين. وأدان فرع اللد للحركة اللقاء. ولكن هذه الاحتجاجات همدت في مكانها. وواصل عباس المضي قدماً في نهجه "ومش حاسب حساب لحدا". فعن أي أصوات تتحدث أخي أبو السعيد؟

سمعنا وقرأنا أمس تصريحات لمنصور عباس تقول أنه "لا يُدين هدم بيوت الفلسطينيين ويجب محاسبة كل شخص بشكل فردي على أعماله" كما ورد في خبر لموقع العرب. فقد صرح منصور عباس خلال لقاء مع القناة 13 العبرية، انه يجب محاسبة الفلسطينيين بشكل فردي وعدم هدم البيوت، حيث لم يٌدين عباس هدم البيوت بشكل واضح. وقال عباس في اللقاء على القناة 13:" يجب تغيير سياسة الهدم لانها لا تجدي نفعًا، يجب معاقبة كل شخص على اعماله بشكل منفرد". يطالب عباس بتغيير سياسة الهدم فقط ولم يستنكر أو يدين ممارسات هدم بيوت الفلسطينيين. هذا هو منصور عباس يشحمه ولحمه.

الوليد بن طه عضو "الموحدة" طلع علينا بتصريح "ناري" يقول، حسب موقع العرب أمس الأحد "ان القائمة لن تصوت في جلسات لجان الكنيست، ولن تصوت مع القوانين المطروحة". طيب ليش وليد زعلان؟ بحسب مصادر مقربة من القائمة فإنّ الموحدة تدعي "أنها تقوم بمساعدة الحكومة أمّا الحكومة لا تساعد الموحدة ولم تنفذ مطالبها حتى الان". تصريح النائب طه عبر صفحاته في مواقع التواصل أثار جدلًا كبيرًا في صفوف الائتلاف والمعارضة. وأخيراً، اعترف نائب من "الموحدة" بأن الحكومة لا تفعل شيئاً مقابل دعم عباس وشركاه لها.

لكن تبين فيما بعد أن السبب وراء هذا التصريح يكمن في مكان آخر. فقد طار عقل "الموحدة" وجن جنونها عندما علمت بوجود اتصالات بين أطراف من الحكومة مع "القائمة المشتركة" والتي تركّزت حول طلب المساعدة في التصويت على الميزانية. ولم تتمالك الموحدة أعصابها واعتبرت كما يبدو أن المياه تجري من تحتها، فسارعت للإدلاء بتصريحات غاضبة للصحاف العبرية التي قالت نقلاً عن مصادر في الموحدة:"أنّ "الموحدة لن نسمح للائتلاف الحكومي بإجراء مفاوضات مع القائمة المشتركة". طيب ليش يا موحدة شو السبب؟ قالوا:" لأن هذه المفاوضات ستضعف قوة الموحدة في الكنيست".

القائمة المشتركة، ردت على "الموحدة" بأسلوب يتناسب ومكانتها إذ قالت:" نطمئن الموحدة ونوابها بأن القائمة المشتركة لن تدخل الحكومة أو الائتلاف وتسعى فقط لخدمة جمهورنا بشموخ ولكن بلا خنوع، وخلّي الحكومة الكم". رد عنيف لمن يفهمه. ويبدو أن "الموحدة" برئاسة عباس، فقدت البوصلة السياسية في سلوكياتها. وفقدان البوصلة يعني الانحراف عن ثوابت مجتمعنا. وما دام الشيء بالشيء يذكر، يسنوقفني هنا ما قاله فضيلة الشيخ رائد صلاح فك الله أسره للمحامي خالد زبارقة:" نحن مجتمع لنا ثوابتنا المعروفة والثوابت لا تتجزأ،والانحراف السياسي يقود للانحراف الأخلاقي، ويقود إلى فقدان المناعة المجتمعية". صدقت فضيلة الشيخ. فماذا ننتظر بعد؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة