الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 18:01

الى تل أبيب غدا لنرفض قانون القومية العنصري/ بقلم: ب.اسعد غانم

ب.اسعد غانم
نُشر: 10/08/18 11:40,  حُتلن: 18:58

 ب.اسعد غانم:

 نحن لا نفضح اي سر، اذا قلنا ان امتحان التواجد في المظاهرة، اصبح اكثر صعوبة، على ضوء المظاهرة الجبارة في عدد المشاركين فيها

انا ادرك التباطؤ والتواني والتلعثم في بداية المعركة ضد قانون القومية، والتي عبر عنهما القيادي في الاسلامية الجنوبية د. منصور عباس

سمعت عن الدعوة لحوار من قبل بعض القيادات حول اقتراح التجميد لعضوية الكنيست، رغم الحوار المستفيض في كتلة المشتركة والذي دار بين تسعة اعضاء

المظاهرة في تل ابيب هي امتحان فوري لنا، لشعبنا لمجتمعنا، قبل ان تكون لقياداتنا. انجاحها بأكبر عدد من المتظاهرين، هي من اهم الانجازات الممكنة للنضال داخل اسرائيل، في خضم الخطوات التي اقرتها المتابعة لمكافحة قانون الدولة القومية ولإبطاله. لا يوجد الان اهم من ذلك، حتى لو عتبنا على بعض، او ناقشنا بعض، او اختلفنا في كل الخطوات المتخذة، او التي كان يجب اتخاذها او في سرعة الرد وتوقيته.


تل ابيب، او كما يسميها بعض ابناء شعبنا "مستوطنة تل ابيب"، هي اولا وطننا، هي يافا والشيخ مؤنس وعشرات القرى التي هجرت واقيمت على انقاضهم مدينة تل ابيب، مع ما يسمى متروبوليتن منطقة دان، ووجودنا بها هي استعادة مؤقته وعملية ورمزية في ان واحد، لهذا التاريخ الذي يأبى، ونأبى ان ينسى، او ان يطوى، وكأنه لم يكن. وثانيا، تل ابيب هي كذلك، القلب النابض لدولة اسرائيل، وما افرزته من سياسات ظالمة كانت، وبقيت وستبقى، اذا لم نجابهها، بما اوتينا من قوة... والوجود في مظاهرة تل ابيب، هو التعبير الاوضح لهذه القوة ولإرادتنا في ابطال ما استحدث من قانون، وما سبقه من قوانين ومن سياسات، وما هو ات من شر يقلبه نتنياهو، وزمرته الفاشية، في عقولهم، قبل ان يقذفوه في سماء التحريض العنصرية، والقهر، والظلم، والتطهير العرقي ودولة التفوق اليهودي. في اطار مقاومة هذا الظلم التاريخي والحالي، ليس هنالك اهم من المعركة في وسط هذا القلب النابض، والتنظير لعدم الحضور، هو هروب من هذه المعركة، حتى لو اتينا ووضعنا على الطاولة، كل التبريرات المعقولة وغيرها، من غير المنطقي.
نحن لا نفضح اي سر، اذا قلنا ان امتحان التواجد في المظاهرة، اصبح اكثر صعوبة، على ضوء المظاهرة الجبارة في عدد المشاركين فيها، والتي جرت في نفس المكان قبل اسبوع، وقادها نشطاء دروز. تجاوز عدد وشكل ادارة المظاهرة آنذاك هو اهم ما يجب ان نصبو اليه، على الاقل لان الدروز هم 10% من مجتمعنا، وباقي الفلسطينيين في اسرائيل هم عشرة اضعافهم عدديا...والعمل السياسي منافسة وغلبة، ولا يعني ذلك انني لا ادرك التجند الاعلامي الاسرائيلي ولدى الجمهور اليهودي الى جانب مضامين "نضال الدروز" والتي نرفضها اجمالا، لكن هذا لا يعفينا من القيام بالجهد المطلوب، لتجاوز الانجاز الكمي والكيفي في مظاهرتنا غدا. وطبعا الدروز بكل اطيافهم مدعوون للمشاركة غدا مع شعبهم، لان مضمون النضال واحد، ولانهم منا ونحن منهم.


اتابع بكثير من التفاؤل ما يقوم به نشطاء مجتمعنا، ومن كل الاطراف والاحزاب والتيارات والمستقلين وغيرهم، لأجل اوسع عملية تجند لمظاهرة، بعد مظاهرة سخنين عام 2014، احتجاجا على الحرب المجرمة لنتنياهو ضد غزة واهلها. واخص هنا عشرات الصبايا والشباب من نشطاء شعبنا المستقلين اولا، ونشطاء الحركة الاسلامية الجنوبية ثانيا، ونشطاء الجبهة الديمقراطية ثالثا، وباقي الاحزاب والحركات والقوى في شعبنا على التوالي. لهؤلاء ولغيرهم من الذين نسيتهم، كل التقدير من شعبنا، على عملهم الجبار، وغير المتواني في التعبير الفعلي عن شعار الزعيم التاريخي الراحل، جمال عبد الناصر القائل "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، ونحن في معركة على وجودنا وحقنا في وطننا، والتي قد تكون اعظم واخطر مستقبلا، اذا لم نجابهها الان وبكل ما اوتينا من عزم.
واضيف هنا، بان البيان الصادر عن مئات المثقفين الفلسطينيين في الشتات وفلسطين دعما للمظاهرة ولنضالات المتابعة وشعبنا ضد القانون، كان انجازا تاريخيا غير مسبوقا، اكد ويؤكد ان تغييرا جذريا جرى خلال السنوات الفائتة في توجه النخب الفلسطينية في الشتات والضفة وغزة والقدس تجاه الفلسطينيين في الداخل ونضالاتهم... وهنا اشكر كل من بادر ووقع واصدر وتناقش، ولم ينصع لدعوات تحييد نضالاتنا هنا، عن نضالات الشعب الفلسطيني ومضامينها، نتيجة لالتزامات تاريخية او نفسية، تأبى التغيير.
انجاح المظاهرة كيفا وكما، سوف يسهل علينا في الاستمرار في المعركة ضد القانون، وسوف يقود الى خطوات اخرى اكثر جدية، وعلى رأسها تطبيق ما اقرتاه المتابعة والمشتركة، من حيث الاضراب الفلسطيني العام احتجاجا ورفضا لقانون القومية. وشعبنا الفلسطيني متأهب وجاهز لهذا الامتحان، وهذا رغم الاصوات التي تصدر عن بعض القيادات في رام الله، والتي تدعونا الى التهدئة، على ضوء "نضالات انهاء الاحتلال"، وهي تعبر بهذا عن كونها نائمة، او غافلة في زمن نتنياهو وترامب... الذي كان من المفروض ان يعيدهم الى شعبهم، الى الشارع الفلسطيني، بدل الاستمرار في ذر الرمال في العيون، وكان الاستقلال قادم وقريب، هذا طبعا الا اذا كانوا يراهنون على ما يسمى "صفقة القرن".


انا ادرك التباطؤ والتواني والتلعثم في بداية المعركة ضد قانون القومية، والتي عبر عنهما القيادي في الاسلامية الجنوبية د. منصور عباس، بأكثر صورة واضحة من على صفحته، وادرك محاولات بعض القيادات المس في عشرات المثقفين الذين التقوا في مواقع مختلفة، وانا شاركت في اجتماعين في شفاعمرو وام الفحم بحضور عشرات المثقفين، واعرف عن السب والشتم الذين تعرض لهم مشاركي هذه النقاشات ومن وقعوا على بيانات تحض قياداتنا على اتخاذ اجراءات ملائمة لهذا الحدث، من صغار السياسيين وبعض المنتفعين والمهزوزين نفسيا، وهذا التحريض يجب ان يدفعنا اكثر للمساهمة في قضايانا شعبنا وعدم تركها بأيدي مثل هؤلاء، والمشاركة في المظاهرة في تل ابيب هي جزء من ذلك.

وعلى دراية بالرأي الصبياني الذي يبرر عدم القيام بتجميد العضوية في الكنيست بالقول بان على المحاضرين في الجامعات والاطباء في المستشفيات والمعلمين وغيرهم من الموظفين الاستقالة... مما يعبر عن عدم فهم لمعنى التمثيل السياسي والقيادة السياسية في ان. كل هذا يجب ان لا يثنينا بل ان يقوي عزيمتنا ومشاركتنا في تل ابيب.

وسمعت عن الدعوة لحوار من قبل بعض القيادات حول اقتراح التجميد لعضوية الكنيست، رغم الحوار المستفيض في كتلة المشتركة والذي دار بين تسعة اعضاء ايدوا التجميد ومثلوني ومثلوا الدعوة في هذا السياق، واربعة رفضوه، لأسباب وتبريرات غريبة، وزادوا الشك لدى قطاعات شعبنا بان بعض قياداتنا ليس لديهم خط احمر لتغيير شيء بسيط في شكل التمثيل البرلماني، فهل مثلا، لو اقدمت اسرائيل على سحب المواطنة من 50 الف مواطن في ام الفحم بعد الانتخابات القادمة، وهو امر ممكن على ضوء ما يدعو اليه اعضاء في حكومة اسرائيل، كجزء من التسوية السياسية، هل سوف نسمع نفس التبريرات ام ان الحدث سوف يقنعهم بتغيير ولو بسيط ورمزي كتجميد العضوية في الكنيست؟ واذا وافقوا، يجب ان يجيبوا على التساؤل: لماذا وكيف يمثل هذا السحب خطوة اخطر من تداعيات قانون القومية؟ ولكن هذا ايضا يجب ان يزيد من التصميم على انجاح مظاهرة تل ابيب، ويجب ان لا نترك فردا في شعبنا الا ودعوناه الى المشاركة غدا والمساهمة في صياغة رفض قاطع ومدوّ للقانون، وما قبله وما بعده، وما فوقه وما تحته.... فعلى هذه الارض ما يستحق الحياة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة