الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 12:01

وحدة الدم ووحدة المصير وأخوة السلاح / بقلم: عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 18/08/18 17:20,  حُتلن: 15:00

عوض حمود في مقاله:

اقرار الكنيست لقانون القومية اليهودية العنصري مؤخرًا جاء ليؤكد الشك باليقين بأن قوة الكذب والخداع أقوى للظهور والاستبيان من محاولة اخفاءها

فشل اللقاء الذي جمع نتانياهو وقيادة الطائفة المعروفية الروحية بقيادة الشيخ موفق طريف نتيجة اصرار نتانياهو على ابقاء قانون القومية العنصري وما سيجره من سلبيات على سيرورة الأمور

وان اقرار الكنيست لقانون القومية اليهودية العنصري مؤخرًا جاء ليؤكد الشك باليقين بأن قوة الكذب والخداع أقوى للظهور والاستبيان من محاولة اخفاءها حتى ولو بعد حين. وان قانون القومية اليهودية للدولة كشف عوراتهم نصًا وروحًا وتنفيذًا. وان كل الشعارات البراقة على مدار أكثر من سبعون عاما ثبت أنه من كان يطلقها كان يطلقها من باب الكذب والخداع والمراوغة والضحك على الذقون هذا هو الذي ثبت بعد حين. لأنهم لم يكونوا أصلا على ايمان بها لا سياسيًا ولا اجتماعيًا ولا ممارسة لا بل كانت تطلق فقط من باب (الممالئة والاستهبال) حتى جاء قانون الفضيحة ليفضحهم ويعريهم لما كانوا به يخدعون أبناء الطائفة الدرزية لما يزيد عن أكثر من سبعون عامًا لكن كما يقال (حبل الكذب قصير) ولكن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة من (ليكودها وعملها) ومنذ تأسيس هذه الدولة عام 1948 سعت هذه الحكومات بكل جهد لفرض الخدمة العسكرية الاجبارية على أبناء الطائفة الدرزية العربية. وقد نجحت القيادة الاسرائيلية في حينه وبالتحديد عام 1956 بفرض الخدمة العسكرية الاجبارية على الأخوة أبناء الطائفة الدرزية. ومنذ ذلك الحين بدأت قيادات هذه الدولة باطلاق الكثير من الشعارات البراقة الخالية تماما من مضامين تلك الشعارات.

وكانوا هؤلاء يطلقونها فقط لكسب ود أبناء الطائفة المعروفية ويتغنون بها صبحًا ومساءً وكأنها أغان فيروزية. وهذه الشعارات البالونية كانت تتضمن كلمات مثل أخوة المصير وأخوة الدم وأخوة السلاح والمستقبل المشترك وغيرها من هذه الشعارات الارضائية البهلوانية وكل هذه الترنيمات الكلامية بواقع الأمر لا تلامس أرض الواقع بالمطلق. وللأسف ان هنالك شخصيات قيادية في الدولة مازالت تمارس نفس الكذبة دون أدنى خجل وخاصة ما بعد سن القانون القومية العنصرية. وبالحقيقة ان الكثير من أبناء الطائفة الدرزية الكريمة وكل القوى الوطنية الأخرى كانت تعرف ان هذه الممالئة بالكلمات مليئة بالخبث والخداع والضحك على الذقون التي كانت تطلقها قيادة الدولة بالاجماع وهي مجبرة على ذلك من أجل كسب أكبر قدر ممكن من التأييد والدعم من قبل مجموعة من عرب الداخل في ذلك الحين وأن هذا النهج كان متبعًا ومسلمًا به وذلك لحداثة انشاء هذه الدولة في وسط بحر هائج من العرب في ذلك الحين وعدم قبولهم بما آلت اليه الأوضاع السياسية. وما يزيد الطين بلة أن قيادة هذه الدولة حتى الآن لا تتوقف عن استمرارها بالكذب و الخداع وعسلنة اللسان والظهور بمظهر الحمام الزاجل أمام الأخوة أبناء الطائفة الدرزية بعد اقرار قانون القومية العنصري وتغييب اللغة العربية وجعلها لغة جانبية أو مستثناة من الناحية الرسمية.

وقد فشل اللقاء الذي جمع نتانياهو وقيادة الطائفة المعروفية الروحية بقيادة الشيخ موفق طريف نتيجة اصرار نتانياهو على ابقاء قانون القومية العنصري وما سيجره من سلبيات على سيرورة الأمور وكيفية امكانية التعاون المشترك في ما بين شعبي هذه البلاد. ففي هذه الأثناء والأجواء المشحونة والغضب سيد الشارع المعروفي وعموم الأقلية العربية في هذه البلاد تبجح قائد الاركان للجيش الاسرائيلي ايزينكوت وقد تلائم تصريحاته البعض من أبناء الطائفة ممن تسلموا بعض المناصب الوزارية أو القيادية في الدولة وعلى سبيل المثال أيوب قرا ومن أتباعه. وان ايزينكوت بتصريحه أن قانون القومية لا يتناقض والخدمة العسكرية لأبناء الطائفة الدرزية. أليس هذا تناقض مع الواقع وقانون القوميه التي اتخذته الحكومه؟! ان مواقف هؤلاء كانت واضحة تمام الوضوح وليس من الآن فقط فهم يدافعون عن سياسة نتانياهو حتى ولو كانت هذه السياسة تتناقض كليا ومصلحة أبناء الطائفة التي ينتمون اليها وكل هذا من أجل البقاء على الكرسي اللعين. ان هذا الموقف المتخاذل يتناقض كليا مع ما فعله الأخ زهير بهلول باستقالته من عضويته في البرلمان أو الكنيست الاسرائيلي وهو عضو عن كتلة حزب العمل الصهيوني وذلك احتجاجا على اقرار هذا القانون العنصري. ومن هنا أقول لك يا زهير بهلول كل التقدير والاحترام على هذا الموقف الشجاع ومن هنا يسأل السؤال: هل من فائدة ترتجى بالبقاء بخدمة الأحزاب الصهيونية ونحن على تجربة مريرة معهم بالاجماع من يوم الأرض الاول عام 76 وما بعده من ارتكابات ضد أبناء شعبنا؟! وخاصة بعد أن كشفت عورات حكام اسرائيل الذين كانوا يختبئون خلفها بالضحكة الصفراء والقاء الوعود الطنانة الرنانة بحيث لم يكن لها أي رصيد ثابت ولذلك لم يكن في الماضي القريب ولا الماضي البعيد أي رجاء تنتفع به الأقلية العربية على كافة أطيافها السياسية والاجتماعية والطائفية من كافة الأحزاب الصهيونية الفاعلة على الساحة الاسرائيلية. وقد ثبت هذا القانون على أصحابه ما كانوا يدعونه بأنهم دولة ديموقراطية وحقوق متساوية لكافة مواطني الدولة. ان سياسة الكذب والخداع فضحها قانون القومية اليهودية للدولة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة