الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 01:01

قراءة في رأس نتنياهو والعوامل الاقليمية والدولية لاقرار قانون القومية/ خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 08/08/18 10:16,  حُتلن: 14:52

خالد خليفة في مقاله : 

اسرائيل تحولت من قوة اقليمية هادئه الى قوه اقليمية ضاربة

ادارة ترامب تضع السفيرة  اليكس هيلي في الامم المتحده تحت تصرف السياسه الاسرائيلية 

يعتبر الجدل حول قانون القومية على اشدهُ، فالمقالات والاراء والاقتراحات تنهمر علينا كالمطر، وهذا امر جيد ومفيد، حيث ان الاقتراحات الجمة لكتابنا يمكن ان ترسم مسارا يواجه في النهاية هذا القانون الظالم، و في هذه المقالة، فأنني سأحاول تعقب ما كان يبغي نتنياهو وفكره في اقتراح هذا القانون وسنه.

لقد نجح نتنياهو بأعجوبة للمرة الثانية في انتخابات 2015 بالسيطرة على الحكم في الدولة و استطاع ايجاد استقطاب واسع النطاق في الخارطه السياسية داخل اسرائيل.
حيث ان تحريضه الدموي ضد كل من هو ليس يهوديا كالمسلمين العرب وايران والفلسطينيين، اخذ روافد جديدة وزاد من دائرة الخلاف بين اليسار واليمين وبين اليمين المتطرف والقوة الليبرالية في اسرائيل.

حيث انه استطاع بناء كتلة يمينية متطرفة تشكل سدا منيعا امام كل القوى الليبرالية واليسارية وغير اليمينية في اسرائيل. وبعد ان انهالت فجأة عليه التحقيقات بتهم الفساد والرشوة، فقد بدأ يشعر ان سلطته يمكن ان تتقوض وتضعف وان خناق التحقيقات تدور حوله، فما لبس ان بدأ بالتفكيربايجاد كتلة يمينية متطرفة لتكون داعمة له ولحكومته في اي انتخابات مستقبلية يمكن ان تعلن في اي لحظة.

ولتأتي مبادرته بسن قانون القومية الفوري ليثبت هذه الكتلة اليمينية لتكون داعمة لشخصه ولاي حكومة مستقبلية يمكن ان يشكلها، وفي هذا الاطار سيكون الجدل الرئيسي في هذه الدولة وفي الرأي العام المحلي، الاقليمي، والدولي هو قانون القومية. وقد بات من المؤكد، ان الجدل سيتصاعد ويستعر حول هذا القانون الامر الذي يسعد نتنياهو و يتماثل مع اهدافة السياسية والمحلية. وهنالك عوامل اقليمية ودولية اخرى حدت بنتنياهو لسن هذا القانون، فعلى الصعيد الإقليمي يرى نتنياهو بأن الانهيار العربي الإقليمي في سوريا، العراق، الاردن، مصر والسعودية أصبح عاملا مستديما ومساعدا، فالدعم الامريكي المالي والعسكري لاسرائيل متواصل منذ عام 1976 بدون اي هوادة حيث وصل الى حوالي 170 مليار دولار من اموال ومعدات عسكرية.

وبرأي نتنياهو فإنّ اسرائيل تحولت من قوة اقليمية هادئة الى قوة اقليمية ضاربة.  فمنذ 2013 تهاجم مواقع و اهداف سورية باستمرار، كما انها تستعمل الاجواء اللبنانية في عمليات الاختراق لسوريا و العراق ودول عربية اخرى، و لها دور في الهجوم على اهداف في سيناء المصرية، كما انها تتحرك في تونس وحتى ماليزيا ومقابل ذلك يمكن القول بأنها في حلف خفي مع مصر والسعودية ضد ايران.

أما على الصعيد الفلسطيني، فيرى نتنياهو ان الاحتلال في الضفة الغربية وغزة يمكن ان يتحول من الوضع المؤقت الى الحالة الدائمة نظرا للشرخ وحالة السبات الفلسطيني المتواصل والانهيار العربي وعدم الدعم الدولي. أما العوامل التي حدت به لسن هذا القانون دوليا، فانه يرى بترامب وادارته المتطرفة ركيزة اساسية لشخصه ولحكومته، فبعد صعود ترامب على سدة الحكم، تحولت الصورة الاستراتيجية لمنطقة الشرق الاوسط، فبعد ان كانت الولايات المتحدة تنظر الى اسرائيل كذراع اقليمي لها، وصلت الامور الى ان ينظر نتنياهو الى الولايات المتحدة كذراع دولي يخدم مصالحه ويحقق اهدافه الاقليمية والشخصية على حد سواء، لتحقيق اهدافه، فها نحن نرى، ان الادارة الامريكية تفرض عقوبات وسياسة اقتصادية صارمة وسياسة حظر قوية ضد ايران بايعاز من نتنياهو، كما انها تضع لبنان في القائمة السوداء وايضا بايعاز منه، وتضع القوات الامريكية في اقليم التنخ في سوريا لمواجهة تركيا وايران وكل هذا بارشاد من اسرئيل وتحت تصرف ادارتها الاقليمية.

كما ان الادارة الأمريكية تقوم بتهميش القضية الفلسطينية تهميشا مطلقا وتفرض املاءات قاسية على الفلسطينيين كأمور تتعلق بعدم دعم عائلات الشهداء والاسرى، تغيير مناهج التعليم، الغاء الاعتراف باللاجئين والاونروا والاكثر من ذلك الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل الابدية. وفي خلاصة الامر، فإنّ ادارة ترامب تضع السفيرة اليكس هيلي في الامم المتحدة تحت تصرف السياسة الاسرائيلية وكل تصويت امريكي في شؤون الشرق الاوسط يتم بتنسيق مع اسرائيل.

اضافة الى ان قرارات مجلس الامن القومي برئاسة جون بولطن، كلها قرارات منسقة اسرائيليا. واذا اردنا تلخيص كل ذلك، فيمكننا القول بأن السياسة الامريكية الدولية قاطبة، اصبحت اداة ووسيلة بايدي السياسة الاسرائيلية. ويقرأ نتنياهو هذه الخارطة جيدا ومن اجل بناء كتلة يمينية قومية متطرفة والاستمرار في الحكم وقيادة اسرائيل فإنّه يرى انه لا مناص الا من اقرار قانون القومية لهذه الكتلة كي يبقى ويتعاظم وليبقى قانون القومية أداة لاستمرار حكمه وسيطرته في ظل هذه الظروف الاقليمية والدولية المريحة له.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة