الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

قانون قوميتهم وحد شعبا/ بقلم: النائب المحامي طلب أبو عرار

طلب أبو عرار
نُشر: 02/08/18 16:55,  حُتلن: 15:14

 النائب طلب أبو عرار:

على من يلبس الزي العسكري ان يلقيه في وجه قادة الجيش، وان يرجع الى أحضان شعبه وأهله

هذا القانون جعل العرب يتحدون في مطلبهم، وفي رؤية مستقبلهم، فتبين أن الحكومة الحالية وصلت الى درجة ترى فيها المصلحة بإيذاء غير اليهود

علينا أن نتوحد على الخير وعلى ما اتفقنا عليه من اجل الحفاظ على وجودنا لأنني أرى أن التشريعات القادمة قد تكون اخطر من قانون القومية

لعل قانون القومية المرفوض جملة وتفصيلا، لما يحمل في طياته من عنصرية واجحاف وسلب لحقوق العرب، وتزوير للواقع والتاريخ، الا أنه لعل فيه من الخير لشعبنا، حيث وحد العرب في الداخل الفلسطيني، مع اختلاف انتماءاتهم الايديولوجية، ودياناتهم، وافكارهم، فترى العرب بمسلمهم، ونصرانيهم، ودرزيهم، وعلى اختلاف تقسيماتهم التي كرستها إسرائيل من اجل "فرق تسد"، من دروز قسمتهم إسرائيل لفئات من مؤيدي الخدمة العسكرية، والرافضين لها، وبدو شمال وجنوب، من مؤيدي الخدمة العسكرية، والرافضين لها، وشركس، من مؤيدي الخدمة العسكرية، والرافضين لها، وعرب المثلث الشمالي والجنوبي، وعرب الجليل الأسفل والاعلى، وعرب المدن المختلطة، والنصارى من مؤيدي الخدمة العسكرية، والرافضين لها، وغيرها من تقسيمات على المستوى المحلي داخل البلد الواحد، يقفون صفا واحد في محاربة هذا القانون، الذي كشف حقيقة العقلية اليهودية اليمينة التي هدفها نفسها لا غير، وان الدولة هي لليهود، ومن اجل اليهود، ولمصلحة اليهود، والعرب ما هم الا فئة وجدت بـ "الصدفة"، وليس لها الا السمع والطاعة للقوانين الجائرة، ولا حق لها على الأرض، ولا في الوطن، ولا في اقدس المقدسات في هذا الوطن.

فالمهاجر، الذي اوى الى هذا المكان ليجد الامان، نصب نفسه على انه هو صاحب الحق، ولا حق لسواه، فسلب الأرض ومن ثم تنكر لحقوق اهلها الاصلانيين، وجعل لنفسه بقانون وضعي كل ما في الحيز، استغل اكثريته لينال من حقوق من هم اقل منه عددا، وان يغير الحقائق بهتانا وزورا ليثبت ان له وطنا، في الأصل هو واقرانه من أبناء جلدته يختلفون على مقومات هذا الوطن، وعلى منشآت هذا الوطن، والادهى والامر انهم مختلفون على مكان اقدس مقدساتهم كما يدعون، فجعلت هذه الفئة من الحكام اليهود يقرون التاريخ الذي يريدون، تحت غطاء نبذ الغير، واخراجه من تاريخ المنطقة، وتراثها من اجل اقناع اضدادهم بما وضعوه، فهم "كذبوا الكذبة وصدقوها".

هذا القانون جعل العرب يتحدون في مطلبهم، وفي رؤية مستقبلهم، فتبين أن الحكومة الحالية وصلت الى درجة ترى فيها المصلحة بإيذاء غير اليهود، لعلمها بعقلية الأغلبية اليهودية الرافضة للعرب، والتي ترى ان إيذاء للعرب انما هو انتصار لهم، فنتنياهو زعيم التخويف للشعب اليهودي، فمرة كان يخوفهم بحزب الله، ومرة بحماس، ومرة بداعش، ومرة بإيران، وعندما انكشفت حقيقته لجأ الى اسلوب سن القوانين ضد العرب في الداخل، بمعنى اصبح يخوف اليهود بعرب الداخل، الامر الذي زرع الكراهية، مع علم الحاكم الملاحق بالتحقيقات التي اتته من كل صوب، فهدفه التغطية والحفاظ على كرسيه باي شكل من الاشكال، ولو دمر الداخل.

فالحاكم الذي لا يرى الا كرسيه، يوجب على الأقلية أن تتوحد، فهنا نرى أن العرب توحدوا وحدة غير مكتملة بمعناها الواسع، الا أن على هذه التصرفات "الولدانية" من قبل الأحزاب اليمينة المتطرفة الحاكمة أن تجمعنا كعرب بأوسع صور الوحدة، وان نتكاتف للعمل من اجل نيل حقوقنا، فسياسة فرق تسد، ستضعفنا، ونبقى فئات متعارضة، وفئات مبعثرة، ويبقى الحكومة تحاربنا، ونحن نستجدي من اجل نيل حقوقنا المشروعة.

فنحن العرب نعرف حقوقنا، ولا يمكن لأي فئة ان تطمس هذه المسلمات، الا انه علينا أن نتكاتف من لنيل كامل حقوقنا، واقولها وبصراحة ، إن على من يلبس الزي العسكري ان يلقيه في وجه قادة الجيش، وان يرجع الى أحضان شعبه وأهله.
فقانون القومية احدث الانقسامات في صفوف الجيش، وفي صفوف المواطنين، بين مؤيد ومعارض، وكذلك أثر تأثيرا قويا على الرـي العام الإسرائيلي، وهز الرـي العام العالمي وكشف للعالم حقيقة ما تسعى اليه اسرائيل ، واثبت صدق نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني باسره في مختلف أماكن تواجده، وعدالة قضيته.

فيا أهلنا، علينا أن نتوحد على الخير، وعلى ما اتفقنا عليه، من اجل الحفاظ على وجودنا، لأنني أرى أن التشريعات القادمة قد تكون اخطر من قانون القومية، ولان الكثير من القوانين بحاجة الى تعديل لتوافق قانون القومية العنصري، وسيؤثر على السكن العربي، وعلى التعيينات في الوظائف، وعلى الكثير الكثير من الجوانب في حياة العربي في الداخل، فما علينا الا ان نتوحد، وان نتكاتف في النضال، وفي الخطاب.

وعلينا أن لا نعول على من يسن القوانين العنصرية ضدنا، ومن لا يرى الا نفسه، وكرسيه، فما حك جلدك الا ظفرك، فانا على علم بوجهات النظر المختلفة، وبالأيدولوجيات المختلفة، الا انه على كل من يطرح فكرا أن يضع البديل الأفضل والاسلم لأبناء جلتنا، بعيدا عن المهاترات، وعن العيش في عالم الخيال، لان الواقع هو مسرح التفكير، والتنظير، والعمل.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة