الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 02:01

التكنولوجيا: ما بين التطور والتدهور في مجتمعنا - بقلم: ياسمين محارب

ياسمين محارب
نُشر: 29/07/18 21:25,  حُتلن: 21:35


تعددت تحدياتنا في المجتمع وممكن القول ان هذه التحديات ازدادت مع تطور المنظومات التكنلوجية وتطور استعمالها ودخولها وسيطرتها على حياتنا اليومية في كل مجال وفي كل منحى.

مما يقض مضجعي ويشغلني ليل نهار كيف تحولنا أشبه ببطاريات لنقوم بتفعيل الاجهزة التكنولوجية للاندماج بما هو حولنا، فهذه الاجهزة باتت تتحكم بنا وليس نحن نتحكم بها وتحديداً فقد تحول الانسان لأداة يروج على انه أتم استعداد للتطور والتقدم وبالمقابل تحدث فجوة في ارض الواقع.

التطوّر التكنولوجي في تسارع من الحادثة والحتلة الدائمة بالمقابل نحن نحصد فجوة بجميع

مجالات الحياة والتي أدت الى ما نحن به من تدني في غالبية المجالات العلمية ، الاجتماعية ، الثقافية والاقتصادية.
اذا أردنا ان نتفحص عن احدى أسباب عزوف الجميع خاصة جيل ابناء الشبيبة والشباب عن المكتبات سنجد ان وسائل التواصل الاجتماعي حلت مكان الكتاب وانشغالهم بها اخذت حيزاً كبيراً من حياتهم ، بالتالي بدلاً ان يكون الكتاب خير جليس في الزمان تحول السمارتفون خير جليس ومضيع الزمان. من هنا يبدأ الادمان لهذه الشبكة العنكبوتية وهناك الكثير الذين وهبوا أنفسهم دون تردد، لشهوة البقاء على الإنترنت لفترات طويلة، دون استفادة من مزاياه، وقضاء جل الوقت في الألعاب والمراسلات التي لا فائدة فيها او بلغة اخرى ل "طق الحكي".

من وجهة نظري نحن امام الكثير من التطور التكنلوجي والقليل بل الضئيل من افتقارنا للاستخدام الذي يعيل لمنفعة ينعكس هذا في شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" الكم من الحسابات المزورة والأسماء المستعاره وحدث وعلى حرج على مستوى اللغة الذي يتم استخدامها ان كانت الشتائم والكلام النابي وان كان في مستوى اللغة نفسها.

ففي ظل إزدياد التفكك الأسرى نعلم جيداً ان التكنلوجيا أدت الى توسيع هذه الفجوة والصراع بين الآباء والأبناء. حيث اصبح الابناء اكثر انخراطاً مع وسائل الاتصال المختلفة من اول ظهور الانترنت ووسائل التصفح الي ظهور وسائل الاتصال كالفيس بوك، تويتر، انستجرام وبرامج التواصل والشات عبر التليفون كالواتس اب، فيبر وغيرها.

هذه التحولات التكنولوجية افرزت تفاعلات جديدة للعلاقات الاسرية وادت الى تعزيز العزلة والتنافر بين افرادها وتلاشى قيم التواصل الاسرى واستبدل الأبناء الانترنت بآبائهم كمصدر للمعلومات وفقدوا الترابط الأسرى والتصقوا بالحوار مع الغرباء لدرجة الشعور بالغربة.

مقالات متعلقة