الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

صفقة القرن الأمريكية محاولة لتصفية القضية الفلسطينية/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 12/07/18 12:46,  حُتلن: 15:06

أحمد حازم في مقاله:

واشنطن تستغل دعمها المادي للأمم المتحدة، لمنع تنفيذ أي قرار دولي لصالح الفلسطينيين

يبدو واضحاً أن الرئيس الأمريكي ترامب تفوق على كل الرؤساء الأمريكيين السابقين في العداء السافر للفلسطينيين وفي دعم إسرائيل

التحرك الأمريكي المتواصل للبحث عن مؤيدين لصفقة القرن من داخل السلطة الفلسطينية لم يسفر عن نتائج على صعيد القيادة الفلسطينية، التي أعلنت رسمياً عن رفضها لها

منذ وقوع النكبة الفلسطينية عام 1948 وحنى اليوم، لم تتقدم الولايات المتحدة الأمريكية بأي مبادرة لصالح الشعب الفلسطيني، بل ضده إن كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والتاريخ يشهد على ذلك.
وبالرغم من أن بريطانيا هي أساس البلاء لنكبات ومآسي الفلسطينيين منذ انتهاء الحكم العثماني، إلا أن الولايات المتحدة ولظروف سياسية معينة باعتبارها القطب الأقوى عالمياً، تبنت الحركة الصهيونية فيما بعد وكان لها دور كبير في تأسيس إسرائيل. وقد مارست الإدارة الأمريكية علناً سياسة الولاء والدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، بمعنى مساندتها في كل الأمور المتعلقة بالصراع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني ـــ العربي، ولها نفوذ وبسط سيطرة على مؤسستي مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة الموجودتان منذ تأسيسهما في واشنطن، التي تتحمل الجزء الأكبر من تكاليف هاتين المؤسستين بناءً على طلبها.

لكن واشنطن تستغل دعمها المادي للأمم المتحدة، لمنع تنفيذ أي قرار دولي لصالح الفلسطينيين، فإن لم تستطع، فإنها تلجأ إلى أساليب أخرى مثل استخدام حق النقض "الفيتو" الذي يخولها رفض أي قرار في مجلس الأمن الدولي. ففي الثامن عشر من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو" رقم 43 لصالح إسرائيل، حيث صوتت واشنطن ضد مشروع قرار برفض إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها من تل أبيب، علماً بأن كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي صوتت على مشروع القرار خلال جلسة خاصة للمجلس، والذي رفضته واشنطن وحدها. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المنحدة أقدمت منذ حرب أكتوبر عام 1973 وحتى اليوم على استخدام حق الفيتو حوالي خمسين مرة في مجلس الأمن الدولي ضد القضية الفلسطينية:

ويبدو واضحاً أن الرئيس الأمريكي ترامب تفوق على كل الرؤساء الأمريكيين السابقين في العداء السافر للفلسطينيين وفي دعم إسرائيل، وأصبح له تاريخاً في أسلوبه ضد القضية الفلسطينية، التي تشهد حالياً محاولة جديدة لتصفيتها من خلال مبادرة أطلق عليها "صفقة القرن" التي حاكها ترامب مع مبعوثه الخاص للمنطقة جيسون غرينبلات ومع صهره ومساعده جاريد كوشنير، الذي يسميه الصحفي المعروف روبرت فيسك "ولي العهد".
هذه الصفقة يريد اللاعبون بها ان تلاقي الموافقة عليها، ولذلك فإن الادارة الاميركية، وحسب بعض المحللبن، "تعكف حاليا على وضع اللمسات الاخيرة لهذه الخطة من خلال مشاورات يجريها الثنائي جاريد كوشنير و جيسون غرينبلات مع بعض الحكام العرب. ويرى بعض المراقبين السياسيين أن الثلاثي (ترامب ــــ كوشنير ــــ غرينبلات) لم يتقدموا بعد رسمياً بصفقة القرن كمشروع سياسي لهم بشأن إسرائيل والفلسطينيين، بل أن ما يجري لغاية الآن هو مجرد " تسريبات غير كاملة ومحاولات متعددة على مختلف المستويات السياسية والإعلامية لغسل الأدمغة وتشويه الوعي بها".

صحيفة الوطن الخليجية وصفت صفقة القرن بأنها " خطة صهيو ـــ أميركية تستهدف المنطقة العربية وخارجها أيضا وتعمل ضمنها بشكل رئيسي على توطين الفلسطينيين في وطن بديل، وإنهاء حق العودة لللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين.، اي تصفية القضية الفلسطينية وتمرير تغيير المنطقة جغراسياسيا."
التحرك الأمريكي المتواصل للبحث عن مؤيدين لصفقة القرن من داخل السلطة الفلسطينية لم يسفر عن نتائج على صعيد القيادة الفلسطينية، التي أعلنت رسمياً عن رفضها لها، كما شهدت الساحة الفلسطينية تحركات شعبية ضد الصفقة. فقد نظمت "الحملة الوطنية الفلسطينية لإسقاط صفقة القرن" وقفة احتجاجية وسط رام الله في مطلع الشهر الحالي رفضا للمخططات الأمريكية ومحاولات تمريرها. ولذلك فإن الإدارة الأمريكية منزعجة لعدم وجود تجاوب فلسطيني مع فكرة الصفقة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة