الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

في الصوت أرى/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 01/07/18 13:22,  حُتلن: 15:01

يحدُثُ أحياناً أن تُشعلَ رؤيا
ناراً هادئةً في الوجدانِ
أستذكِرُ أحياناً عمَلاً ما
قد أحدَثَ في شُغُفِ القلبِ
مشاعرَ صاعدةً كالفيضانِ
لكن لم يحدثْ في سالفِ أيامي
أن أتَلَمَسَ صوتَ كلامٍ عاديٍ
يسري كالخَدَر المُتَمَوجِ
في قنوات عِظامي..
لا يذهبُ صوتُك إن أنتِ سَكَتِّ
فيبقى يصدحُ في اليقظةِ والأحلامِ
في صوتِكِ شيئٌ كالسحرِ الغامضِ
أُدمِنُه، لكنّي لا أنشدُ فكَّ الإبهامِ.
***
في الصوتِ كلامٌ ومعانٍ وصُوَرْ
وأرى فيه جداولَ ينسابُ بها الماءُ
على مهلٍ،
وتظلِلُها أزهارٌ عائِمةٌ وفروعُ شَجرْ
فيه كرومٌ وحقولٌ تحكي تاريخاً
وعلى أشجارِ البيارات يُطِلُّ قمرْ
في ذاك الصوتِ مشاهدُ أهلٍ
حولَ موائِدِهم في أفنيَة الدورِ
وفي حلقات رخاءٍ وسمرْ
أسمعُ فيه بلابلَ تشدو
وهديلَ حمامٍ ونسيمَ سَحَر
أشتَمُّ بذاك الصوتِ عطوراً فاتنةً
وبه أفتَنُّ برائحةِ التُربةِ بعد مَطرْ
يسحرُني ذاك الصوتُ
أذوقُ به طعمَ العسلِ الجَبَليِ
ويُبهرني الوردُ النابتُ في جرحِ حجرْ
يصحبُني أبداً ذاك الصوتُ
فهل قد جاءَ مصادفةً
أم جاء قضاءً وقدرْ.
***
في صوتِكِ شيءٌ كالسِحرِ الغامضِ
أُدمِنُه، لكني لا أنشُدُ فكَّ الإبهامِ
يصحبُني إن كنتُ مقيماً
في أيكةِ عصفورٍ
أو في وسط زحامِ
صوتُكِ أجملُ لحنٍ
تنفحُهُ روحُ وتَرْ
أسمعهُ صبحاً ومساءً
إن كنتُ مقيما، وإذا سافرتُ
يجيءُ إليَّ بدونِ جوازِ سفرْ.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة