الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 14:02

اللاهثون وراء رئاسة بلدية الناصرة/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 27/06/18 11:27,  حُتلن: 16:02

أحمد حازم في مقاله:

الشاب مصعب دخان ومع احترامي له ولشيوعيته وجبهته، لا يحمل تاريخه أي رصيد سياسي يؤهله لترشيح نفسه كرجل أول لمدينة الناصرة، باستثناء أنه عضو في الجبهة

أنا لا أنكر أن رامي بزيع معروف كمقاول، والسياسة يا أبو نواف ليس من شروطها أن تكون مقاولاً بل أن تكون متمرسًا في عالمها، وأن تكون على علاقة تامة مع الجمهور، وأنت في حقيقة الأمر مع احترامي لك تفتقد إلى ذلك

أبو ماهر هو الذي يمتلك ورقة "الجوكر" في لعبة المنافسة الديمقراطية على رئاسة بلدية الناصرة، بمعنى أنه سيبقى حتمًا في رئاسة البلدية

كنا نسمع ونحن صغارًا عن شيء إسمه "صندوق الفرجة" حيث كان صاحب الصندوق يزور حارات وساحات المدينة أو القرية متنقلاً بين الأزقة، ويتجمع حوله الصغار ليروا ما يحمله لهم هذا الصندوق. ويقول التاريخ ان هذه المهنة كانت سائدة في النصف الأول من القرن الماضي إلى حدود سنوات الستينات. وكان "صندوق الفرجة" الخشبي يتميز بألوان جميلة تلفت أنظار الأطفال، ولها علاقة بالرسومات الشعبية، تثير انتباه الأطفال ويجلبهم له، وكان صاحب الصندوق يقول دائمًا قبل العرض: "شوف تفرج يا سلام.. شوف أحوالك بالتمام.. شوف قدامك عجايب.. شوف قدامك غرايب.. تعا تفرج يا سلام".

صحيح أن تفليد صندوق الفرجة قد انتهى منذ سنوات طويلة جدًا وانتهت الفرجة، إلا أننا نعيش الآن في مواسم الإنتخابات صندوق فرجة من نوع آخر ليس للصغار إنما للكبار، والصور التي تعرض فيه حقيقية وليست خيالية، وما يجري اليوم في الناصرة على صعيد انتخابات رئاسة البلدية يشبه حكاية صندوق الفرجة. قرأنا في الفترة الأخيرة عن أسماء مرشحة لرئاسة بلدية الناصرة لم نسمع عنها في السابق على المستوى السياسي، وقد سمعنا أيضًا  بحكاية هذه الأسماء، تمامًا كما سمعنا عن "صنوق الفرجة". صحيح أن هناك أحاديث عن أسماء مرشحة للرئاسة، لكن هذه الأحاديث هي مجرد "خرّافيات" للكبار مثل " الخرّافيات" للصغار في صندوق الفرجة. فمن هذه الأسماء من اختفى من ساحة الترشيح لأنه تأكد ولو متأخرًا من فشل قوي فانسحب تاركًا "البهدلة والعزارة" لغيره من الذين يعتقدون بأن الحظ "يمكن" أن يحالفهم.

صاحب صندوق الفرجة القديم كان ينادي دائمًا بصوت عال: "تعا تفرج يا سلام شوف قدامك عجايب". والآن لو وجد صاحب الصندوق لقال: "تعا تفرج يا علي سلام شوف قدامك غرايب". صحيح أنه لا يوجد صندوق فرجة جديد متل القديم، لكن توجد وسائل حديث شبيهة. فهناك اللوحات الإعلانية التي تحمل صور المرشحين المتنافسين، لكن الفرق كبير بين صور الماضي وصور الحاضر، لأن صندوق الفرجة القديم كان يعرض صورًا لأبطال خدموا الشعب والوطن أما المرشحين الجدد فلم يفعلوا أي شيء للمواطن، وإنما هم بشكل عام صور دعائية لـ "صندوق فرجة" حديث. وعلى سبيل المثال المرشح لرئاسة بلدية الناصرة مصعب دخان، الذي تم الإعلان عنه كمرشح لـ"الجبهة". لكن لغاية الآن لا توجد له صورة كدعاية انتخابية تقول أنه مرشح الجبهة، وهنا تكمن علامة استفهام حول هذا الأمر. الشاب مصعب دخان ومع احترامي له ولشيوعيته وجبهته، لا يحمل تاريخه أي رصيد سياسي يؤهله لترشيح نفسه كرجل أول لمدينة الناصرة، باستثناء أنه عضوًا في "الجبهة" كان (نشيطًا) في الشبيبة الشيوعية كما يقولون، فهل هذا التاريخ كاف لترشيحه رئيسًا لبلدية الناصرة؟

"الجبهة" تعاني من عقدة قوية إسمها "علي سلام" ولا تعرف كيف تتخلص من عقدتها لأن جميع المؤشرات تدل على أنها ستظل تعاني من عقدتها سنوات أخرى. المشكلة لدى الجبهة، واستنادًا إلى ممارساتها، أنها من الناحية العملية لم تضع استراتيجية انتخابية من أجل الناصرة بل هدفها فقط إبعاد علي سلام عن بلدية الناصرة وهذا أمر مستحيل، لأن علي سلام له حصانة شعبية واسعة وله رصيد كبير ومنوع من الإنجازات، ولن يؤثر عليه أي دخان أو أي هبات هنا وهناك، بمعنى "يا جبل ما يهزك لا ريح ولا دخان".  أما المرشح رامي بزيع (أبو نواف) الذي دخل فجأة على خط الترشيح لرئاسة بلدية الناصرة، فلا توجد لديه مقومات تخوله للترشيح سوى "انو معو مصاري". عندما تحدثت مع بزيع حول ترشيحه، قال لي بالحرف الواحد: "أنا عندي بين 5000 و 7000 صوت. فاستغربت من هذا الأمر بمعنى كيف عرف بزيع أنه يملك هذا الرصيد الإنتخابي؟ والله يا رامي أنت ذكرتني بحديث دار بين إثنين إذ قال أحدهما للآخر: "مبيني كذبي من المبالغة". ويا ريت يعطينا رامي بزيع سببًا واحدًا يقنع الناخب النصراوي بانتخابه، أنا لا أنكر أن رامي بزيع معروف كمقاول، والسياسة يا (أبو نواف) ليس من شروطها أن تكون مقاولاً بل أن تكون متمرسًا في عالمها، وأن تكون على علاقة تامة مع الجمهور، وأنت في حقيقة الأمر مع احترامي لك تفتقد إلى ذلك.

لقد عرفت بوجود محاولات لتشكيل ما يسمى "تحالف وطني نصراوي" ضد علي سلام تشارك فيه أحزاب معارضة لعلي سلام، ويعمل رامي بزيع على أن يكون مرشحًا توافقيًا، وإذا لم يتم ذلك فإن بزيع لن يرشح نفسه كما أكد لي مساعده. ولو كنت أنا مكان الرئيس الحالي لبلدية الناصرة علي سلام (أبو ماهر) لما قمت بنشاط كبير للمنافسة على رئاسة البلدية لأن علي سلام سيفوز بها حتمًا، وبذلك يستطيع (أبو ماهر) أن لا يشغل نفسه كثيرًا في هذه الموضوع لأن المواطن النصراوي ليس بحاجة إلى صندوق "فرجة" بل إلى صندوق مليء بمشاريع عمل للناصرة وأهلها، وعلي سلام يستطيع أن يتحدث عن الكثير من هذه المشاريع التي تم تنفيذها وعن المشاريع التي سيتم تنفيذها. وبذلك فإن أبو ماهر هو الذي يمتلك ورقة "الجوكر" في لعبة المنافسة الديمقراطية على رئاسة بلدية الناصرة، بمعنى أنه سيبقى حتمًا في رئاسة البلدية، وعلى اللاهثين وراء رئاسة بلدية الناصرة أن يفهموا ويستوعبوا ذلك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة