الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 05:02

هزائم وخيبات أمل للمنتخبات العربية في كأس العالم/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 23/06/18 12:32,  حُتلن: 15:20

الإعلامي أحمد حازم في مقاله:

العرب يشاركون بأربعة منتخبات لأول مرة في تاريخ المونديال

غالبية المنتخبات العربية التي لعبت في الأسبوع الأول من مونديال هذا العام تم تسجيل هدف خسارتها في الدقائق الخمسة الأخيرة أو في الدقيقة تسعين من المباراة

القضية كما يراها بعض المحللين في كرة القدم هي نفسية بالدرجة الأولى، لأن لاعبي كرة القدم العربية لديهم على ما يبدو عقدة من المنتخبات العالمية المعروفة في كرة القدم

المنتخبات العربية تشعر بالغبطة والفرح عند التأهل للمشاركة في بطولة كأس العالم، لكنها تصاب بهزيمة وخيبة أمل خلال مشاركتها في منافسات كأس العالم

كثيرون هم الذين كانوا يعولون على المنتخبات العربية المشاركة في بطولة كأس العالم المعروفة باسم "مونديال" الذي يقام هذه المرة في روسيا من 14 يونيو/حزيران إلى 15 يوليو/ تموز 2018. وربما يكون الدافع القومي وليس الرياضي الذي يشجع المشاهد العربي على الولاء لأبناء جلدته الذين لم يتأهلوا حتى للدور الثاني في جميع منافسات هذا الحدث الرياضي العالمي منذ مشاركتهم فيه.

المنتخبات العربية المشاركة وهي المغرب، تونس، مصر والسعودية والتي هي محط أنظار العرب، علماً بأن العرب يشاركون بأربعة منتخبات لأول مرة في تاريخ المونديال. وبالرغم من أن المنتخب المصري كان أو منتخب عربي يظهر في كأس العالم عام 1934 في إيطاليا، ويسجل أول هدف عربي عن طريق اللاعب عبد الرحمن فوزي أمام منتخب المجر، إلا أن المنتخب المصري غاب 56 عاما بين أول وثاني مشاركة له في المونديال، أي بين عام 1934 و1990 وانتظر 28 عاما بين المشاركة الثانية والثالثة أي بين عام 1990 و2018. لكن العرب بشكل عام غابوا كلياً عن المشاركة حتى عام 1970 عن طريق المنتخب المغربي. ومنذ مونديال العام 1978 في الأرجنتين لم تنقطع المشاركة العربية في كأس العالم على الأقل مشاركة منتخب عربي واحد.
صحيح أن الغرب يتهم العرب بحبهم للمؤامرات والخداع، لكن هذا الغرب تآمر على العرب رياضياً بكل وضوح وذلك ضد المنتخب الجزائري في مونديال 1982، حيث كاد منتخب الجزائر أن يتأهل إلى الدور الثاني من المنافسة لولا المؤامرة ضده التي حاكها منتخب ألمانيا مع منتخب النمسا. وقد اعترف حارس المرمى الألماني السابق شوماخر وزميليه الألماني بريغل والنمساوي كرانكل علانية بأنهم تلاعبوا بالنتيجة.

المنتخب السعودي يملك في رصيده أكبر رقم هزائم بين المنتخبات العربية التي شاركت في بطولات كأس العالم حيث هُزم في 9 مشاركات، بعكس منتخب الجزائر الذي سجل 13 هدفا في أربع مشاركات. ويشكل عام فإن منتخبات المغرب العربي كانت الأكثر مشاركة في البطولة العالمية لكرة القدم حيث يصل مجموع مشاركات تونس والجزائر والمغرب إلى 14 مشاركة من مجموع 20 مشاركة عربية في تاريخ كأس العالم.

ويتساءل أخصائيون في كرة القدم عن إخفاق كرة القدم العربية على الصعيد الدولي، رغم وجود المال اللازم لدعم هذه المنتخبات ووجود سخاء كبير في صرف الأموال على كرة القدم، ولا سيما في السعودية التي تصرف مئات الملايبن من الدولارات على المدربين الأجانب وعلى اللاعبين. ولذلك من المستحيل إدراج الواقع الإقتصادي كأحد أسباب فشل الكرة العربية في إحراز الانتصار بالبطولات العالمية لأن الواقع يؤكد كما يرى بعض المحللين " أن كافة المنتخبات العربية المشاركة في بطولة كاس العالم مصروف عليها بسخاء، سواء في التدريب او في جلب المدربين أو في إعداد الملاعب والميادين او غير ذلك". لكن السخاء في الانفاق على رياضة كرة القدم ليس دائما هو الطريق المؤدي إلى الفوز.

الأمر اللافت للنظر، ان غالبية المنتخبات العربية التي لعبت في الأسبوع الأول من مونديال هذا العام تم تسجيل هدف خسارتها في الدقائق الخمسة الأخيرة أو في الدقيقة تسعين من المباراة. فما إن يقترب زمن المباراة من الدقائق الأخيرة حتى يطلق الحكم صافرة دخول هدف انتصار الخصم على المنتخب العربي.

أن تنتهي المباريات التي تشارك فيها المنتخبات العربية بهذا النتيجة هو أمر محزن. وكما يرى محللون في رياضة كرة القدم، فإن الأمر ليس فنياً أو تكتيكياً، لأن المشاهد رأى "ان أبطال المنتخبات العربية أبلوا بلاء حسنا في الأداء وأبدوا عزيمة وشجاعة وظلوا أقوياء قادرين على حماية مراميهم حتى اللحظات الأخيرة".
والقضية كما يراها بعض المحللين في كرة القدم هي نفسية بالدرجة الأولى، لأن لاعبي كرة القدم العربية لديهم على ما يبدو عقدة من المنتخبات العالمية المعروفة في كرة القدم، وعليهم التخلص من رهبة الأسماء الأجنبية، "إذ ليس بالضرورة ان يكون اللاعب الأجنبي هو الذي تصعب هزيمته، لأن انتصار اللاعب العربي على اللاعب الاجنبي ذائع الصيت امر سهل الوصول اليه وليس مستحيلا" والمطلوب إذاً توفر المعنويات والإرادة لذلك والإصرار على الفوز.
المنتخبات العربية تشعر بالغبطة والفرح عند التأهل للمشاركة في بطولة كأس العالم، لكنها تصاب بهزيمة وخيبة أمل خلال مشاركتها في منافسات كأس العالم. وكل مونديال وأنتم بأفضل حال يا منتخبات العرب.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة