الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

العمل الجماعي لا زال ممكنًا- والا فماذا تعني ارادة شعب؟/ بقلم: ب. أسعد غانم

ب. أسعد غانم
نُشر: 02/06/18 11:17,  حُتلن: 20:17

ب. أسعد غانم في مقاله:

من اين اتي بالادعاء بالأمل والمأمول؟ من الناس وحاجاتهم، من حلم غالبيتهم الذي تحقق جزئيا بإقامة المشتركة، من الحاجة الماسة لذلك، والاهم من ذلك كله، من قرارات المشتركة نفسها التي عبرت عن "ارادة شعب"

من المؤسف أن بعض اعضاء "ارادة شعب" واكثر المتحمسين لها، يقلبون مواقفهم بصورة متواترة، حسب مصالحهم الانية ومستجدات لها علاقة بالحفاظ على مواقعهم وكراسيهم –ولا اقصد اعضاء القائمة فقط

القائمة المشتركة انجاز، ورئاسة القائمة انجاز ويجب الحفاظ عليهما، بشرط واحد: السعي الى وضع برنامج عمل وممارسة جماعية وطنية تليق بشعبنا

أثار مقالي المنشور في موقع "كل العرب" وهآرتس الاحد الماضي (27 أيار/مايو) نقاشا سعدت به، وخصوصا في نقده- ولا اقصد هنا من كان نقدهم معبرا عن عقدهم النفسية وشعورهم بالنقص هو دافعهم، كما يعرف كل من يعرفهم- بل من افادتنا كلماته بان ما اوردته ليس دقيقا، بل يحتمل التأويل ، وهذا صحيح لأنني اكتب حسب عقلي وقلبي وضميري وليس تفكير الاخرين.، ورغم ان غالبية المناقشين اقروا بصحة الفكرة الاساسية التي تعني بعدم وجود مشروع عمل جماعي للمشتركة، وكما كان مأمولا منها، بعد اقامتها وتركيز كراسي المنتخبين، ان تفعل.

من اين اتي بالادعاء بالأمل والمأمول؟ من الناس وحاجاتهم، من حلم غالبيتهم الذي تحقق جزئيا بإقامة المشتركة، من الحاجة الماسة لذلك، والاهم من ذلك كله، من قرارات المشتركة نفسها التي عبرت عن "ارادة شعب" وامنت، ولا زالت، بضرورة وضع برنامج عمل جماعي، وكانت قد تداولت الامر في اجتماع الكتلة الدوري في الكنيست اواخر مايوايار 2015 (اي في احدى جلساتها في الدورة الاولى للكنيست بعد الانتخابات)، واقرت ضرورة بناء طواقم مهنية لذلك، واقترح في اعقاب الجلسة احد ابرز اعضائها قائمة بالمهنيين المعنيين لدعوتهم للمساهمة في ذلك –ولدي القائمة المقترحة- لكنها لم تفعل ذلك بعد هذا التاريخ، لتبقى النية في واد، والقرار في واد، اما التنفيذ فلم يصل اي واد، بل بقي تحت الارض.

من المؤسف أن بعض اعضاء "ارادة شعب" واكثر المتحمسين لها، يقلبون مواقفهم بصورة متواترة، حسب مصالحهم الانية ومستجدات لها علاقة بالحفاظ على مواقعهم وكراسيهم –ولا اقصد اعضاء القائمة فقط. فجأة يصبح المشروع الجماعي غير مهم، ويصبح الانجاز الجماعي مستحيل، وتنتهي بهم السبل الى تعظيم مجرد "الحفاظ على القائمة"، لتصبح المشتركة "مصلحة الناس" بدل ان تكون اداة لتحقيق مصالح الناس. ... في هذا السياق فاجأني المحامي ايمن عودة بالتواصل معي واعلامي – بكل ليونة وسلاسة مقابل غلاظتي في نقده- بانه يرفض جزءا كبيرا مما اوردته لكنه يدرك بانه على المشتركة تحسين اداءها الجماعي ودعاني للمساهمة بذلك... وطبعا اعلمته، كما في حياتي كلها، عن استعدادي المساهمة بذلك بكل ما استطيع.

هنا اود التطرق الى جانبين في النقد. الاول يقول بانني لست معنيا بالمشتركة، وان مقالي هو جزء من نزع شرعية وجودها اصلا. طبعا هذا كلام سخيف، لانني اتخذت موقفي الداعم لرفع نسبة الحسم –واتهمني بعض المتحمسين الان للمشتركة بانني ادعم بذلك موقف ليبرمان- وناقشت على مدى سنوات قبل ذلك اهمية اقامة قائمة وطنية موحدة قبل ان يفطن بالأمر بعض ممن يدعون ذلك الان –راجع مقالاتي في "كل العرب" خلال السنوات 1996-2004. واعلنت موقفي الداعم للمشتركة بعد اقامتها– رغم اعتراضي على تركيبتها، حتى الان- ولأنني لن اتردد ولا لحظة في قول موقفي عندما اقتنع نهائيا بان القائمة، في مستوى العمل الجماعي، لا تخدم مصالح الناس وليس بها امل للقيام بذلك. فانا لا اعتبر الادوات اهم من الغايات- منظمة التحرير ليست اهم من فلسطين، ولجنة المتابعة ليست اهم من الفلسطينيين في الداخل... وهذا يسري على المشتركة وغيرها...

الثاني، يقول بانني اسقط على رئيس القائمة نقدا ودورا هو من نصيب كل اعضاء المشتركة، وخصوصا رؤساء الاحزاب، وانني بهذا اتجنى كثيرا على السيد عودة، وللتنويه هنا اذكر القارئ بان الليكود وحزب العمل وميرتس والبيت اليهودي – كلها "احزاب مشتركة"، ولا يعفي رؤسائها انفسهم -ولا جماهيرهم تعفيهم- من المسؤولية الرئيسية عما يحدث في عموم القائمة. طبعا المسؤولية في "القائمة المشتركة" هي جماعية، وكتبت في مقالي عن مسؤولية اعضاء المشتركة واكثر من ذلك: نشطاء مجتمعنا وشعبنا ومجتمعنا كله عليه مسؤولية... ورغم هذا تبقى المسؤولية الاعم والاكبر على رئيس القائمة... وذلك لكون رئيس القائمة ومؤسسة رئاسة القائمة (اذا صح التعبير) اكبر وزنا واهمية من باقي الاعضاء، هو يتصرف كذلك ويعامل محليا واسرائيليا وفلسطينيا ودوليا بأهمية خاصة، وهذا من اهم انجازات المشتركة – هو الذي يقف على راس تمثيلنا السياسي في البرلمان ويتحدث باسمنا ويرفع مطالبنا الى العالم، مع الاحترام لباقي الاعضاء ودورهم في ذلك. وهذا يقوله عودة نفسة ويفسر جزء من التوتر القائم بين بعض اعضاء المشتركة ورئيسها. وعندما يأتي هذا النقد من اعضاء بارزين في الجبهة الديمقراطية، ويقزمون مكانة رئيس المشتركة من اجل اثبات وجهة نظرهم، فردّي بسيط: تفضلوا وتنازلوا عن رئاسة القائمة لممثل الاسلامية او التجمع او العربية....اما ان تحاربوا من اجل رئاسة القائمة وبعد ذلك –وبهدف التهرب من المسؤولية- القول بان مسؤولية رئيس القائمة هي مثل الاخرين فهذا مردود عليكم...

القائمة المشتركة انجاز، ورئاسة القائمة انجاز ويجب الحفاظ عليهما، بشرط واحد: السعي الى وضع برنامج عمل وممارسة جماعية وطنية تليق بشعبنا... وعدا ذلك فاننا نسيء لشعبنا ولمستقبله. الحاجة الموضوعية "وارادة الشعب" تتطلب برنامج عمل جماعي، وذلك ممكن، ويمكن ان يساهم جديا في تعضيد نضالنا ووجودنا ومستقبلنا في ظل تحديات داخلية وخارجية... المسؤولية في ذلك على المشتركة بقيادة السيد عودة.... وهنالك المئات، بل الالاف من ابناء شعبنا المهنيين والنشطاء المستعدون للمساهمة في ذلك... فإلى العمل... ومن لا يريد الانضمام للعمل الجماعي – من المشتركة او خارجها- ليبقى خارج السرب.... شعبنا يعاقب، ولو بعد حين... وتاريخه يشهد بذلك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة