الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 01:02

على أيمن عودة أن يغير نهجه والا سيتحمل مسؤولية فشل القائمة المشتركة/ بقلم:ب.أسعد غانم

ب. أسعد غانم
نُشر: 28/05/18 12:35,  حُتلن: 17:45

أسعد غانم في مقاله:

مطلوب على وجه السرعة من السيّد عودة وقيادة القائمة وجمهور مؤيديها وعموم نشطاء المجتمع الفلسطيني في الداخل القيام بعمل جماعي منظم

 القائمة المشتركة هي إنجاز مهم يجب الحفاظ عليه وتعزيزه. ويمكن أن ينظم المجتمع الفلسطيني في الداخل بشكل كبير ضد سياسات الحكومة اليمينية، ويمكنه بالتأكيد تنظيم احتجاجات كبيرة في إسرائيل وعلى المستوى الدولي

بعد ثلاث سنوات من انتخابات الكنيست الأخيرة وتحقيق انجاز غير مسبوق بإقامة القائمة المشتركة، يتضح حاليًا بأن القائمة المشتركة، من حيث العمل الوحدوي الجماعي هي أكبر "فرصة ضائعة" وفشل في تاريخ الفلسطينيين في اسرائيل منذ عام 1948، باستثناء بقاء مكونات المشتركة تحت مظلة واحدة، فإنه لا يمكن أن تفيدنا القائمة بإنجاز واحد نتج عن عملها الجماعي. لا على المستوى الخارجي للدولة، ولا على المستوى الداخلي في المجتمع العربي. هذا الفشل لا يتعلق بالناس التي أيدت الفكرة وصوتت لها، بل انه بالأساس فشل قيادي يقع على كل أعضاء المشتركة، وأولهم رئيس القائمة النائب أيمن عودة.

وأنا شخصيًا اعتقدت قبل الانتخابات، ولفترة طويلة بعدها، أن القائمة المشتركة هي إنجاز كبير وان اقامتها هي خطوة أولى على سلم من عشرة درجات، سوف يأتي بعد ذلك جهد مكثف لتنظيم الناس والنشطاء حولها، وسوف تضع برامج جماعية لمصلحة جمهورها على كافة المستويات: الدولية، الاسرائيلية، الفلسطينية والمستوى الداخلي الذي يعاني من تحديات كبيرة تحتاج جهدًا جماعيًا جديًا. لم يتحقق شيء من هذه الأمور حتى اليوم، وتعاني القائمة من تجاذبات وخلافات سياسية وشخصية بين أعضائها. لفترة طويلة وثقت جدًا برئيس القائمة، واعتقدت بأنه سوف يحوّل انجاز اقامة القائمة الى أداة جديّة لرفع مكانتنا وعملنا الجماعي، وكنت قد نشرت مقالًا في هآرتس بتاريخ 5 أكتوبر 2016، به أشدت بالسيد عودة وبامتناعه عن المشاركة في جنازة شمعون بيرس. اعتقدت أن هذا الموقف هو بداية التحرر من التبعية لليسار الصهيوني من جهة، ومن السلطة الوطنية ورئيسها، من الجهة الاخرى... وشق طريق مستقل ينظر الى مصالح الفلسطينيين في اسرائيل كمفتاح في التعامل مع جهات سياسية قريبة، ومع العالم بشكل عام. وهو ما سوف يشكل منعطفًا يضعهم على الطاولة كلاعبين مركزيين – لا كتابعين لقوى اخرى.

الظروف السياسية المستجدة، تتطلب تعزيز النشاط الجماعي للفلسطينيين في اسرائيل على ضوء الهجوم المتزايد من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة ضدهم وضد تطلعات التحرر الوطني الفلسطيني من نير الاحتلال، كما الهجوم على بقية القوى الديمقراطية من منظمات المجتمع المدني ونشطائها في الشارع الاسرائيلي. هنالك حالة استنفار وعمل جماعي قوي تقوده لجنة المتابعة ومجموعات شبابية، ورؤساء سلطات محلية ونشطاء المجتمع المدني وحتى نشطاء سياسيين مستقلين أو حزبيين - كلها ملتزمة بالعمل الجماعي وتقوم به يوميًا.... لكن القائمة المشتركة كقوة سياسية جماعية تغيب عن الساحة، ويتم هدر هذه القوة والخبرات السياسية المتراكمة لأعضائها، بشكل غير مفهوم وغير مقبول ابدًا.

عدا عن خطة الحكومة لتخصيص حوالي اثنين ونصف مليار شاقل لسد الفجوات والنواقص في المجتمع العربي – مقابل الحاجة لحوالي 60 مليارشاقل - والتي أصبحت أهم انجاز يلوح به رئيس القائمة السيد عودة، ويؤيده في ذلك جملة من رؤساء السلطات المحلية، الذين يطيرون فرحًا بوصول بعض الملايين الى مجالسهم، وهذا حقهم، وربما أهم ما يمكن أن ينجزوه، الا أن هذا الانجاز يترافق مع سلة مخيفة من السياسات والاجراءات والقوانين التي تستهدف المس بنا وبوجودنا، وبحقوقنا الاساسية.. ولا تتم عملية مجابهة جماعية جدية من قبل القائمة المشتركة لهذه الخطوات، رغم القدرات الفردية لغالبية أعضائها ونشاطهم الفردي في الكنيست والميدان، والتي تتفوق كثيرًا على زملائهم اليهود.

القائمة المشتركة هي إنجاز مهم يجب الحفاظ عليه وتعزيزه. ويمكن أن ينظم المجتمع الفلسطيني في الداخل بشكل كبير ضد سياسات الحكومة اليمينية، ويمكنه بالتأكيد تنظيم احتجاجات كبيرة في إسرائيل وعلى المستوى الدولي. ويمكن أن تبادر المشتركة الى خطوات مهمة لتنظيم المجتمع العربي وقدراته الداخلية. إن عدم اهتمام المشتركة بالعمل كقوة منظمة وقيادية جماعية يقوض بعمق قدرة المجتمع العربي على مواجهة التحديات، وبالطبع ، فإن الفشل هو للمجتمع العربي بأكمله، لكن هو أولاً وقبل كل شيء يقع على رؤساء المشتركة، وأولهم السيد عودة رئيس القائمة، ببساطة لن يستطيع الاستمرار بالإشارة الى أن القائمة المشتركة في مهدها، بينما تتقدم بخطى حثيثة الى نهايتها. ولا يمكنه الاعتماد على حسن نية الجمهور العربي، الذي يعاني في ظل التحديات الداخلية والخارجية.

مطلوب على وجه السرعة من السيّد عودة وقيادة القائمة وجمهور مؤيديها وعموم نشطاء المجتمع الفلسطيني في الداخل القيام بعمل جماعي منظم، فيما يتعدى مواقف وتصرفات زملائه – بمعنى حتى لو لم يرد بعض هؤلاء مشاركته في هذا الجهد، فان عليه أن يقوم بتنظيم النشاط الجماعي، كجزء من الأنشطة الاخرى التي تنفذ حاليًا في المجتمع العربي، وإلا فانه سوف يكون مضطرًا الى استخلاص النتائج والاعتراف بفشله في قيادة المشتركة، لأن استمرار الوضع الحالي سوف يؤدي الى واحد من اثنين – أو كلاهما: اقامة قائمة عربية بديلة أو نداء لمقاطعة الانتخابات وعدم التصويت للمشتركة من قبل العشرات والمئات من النشطاء الوطنيين، مما سوف يؤدي الى عزوف نسبي عن تأييد المشتركة وتحطمها، مع مركباتها الحزبية، مما سوف يشكل انتحارًا جماعيًا لهم.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة