الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

أشتاق إلى بدر - بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 25/05/18 18:37

أشتاقُ إلى بدرٍ
يغسلُ بالنورِ شوارعَ يافا
وأحنُّ إلى قمرٍ
يتألقُ فوقَ البيارةْ
تتقاذفُني أمواجُ البحر الهائجِ
وهي على الشطِّ منارةْ..
أتأملُها مع فجر اليومِ
وروداً ساحرةً
وأراها في الليلِ نجوماً سيَّارةْ..
هي نهرٌ يتدفقُ
وسط تضاريس حياتي
وهي منابعُ طاقاتٍ جبارةْ..
بأناملها ترسمُ لي حُلماً
أنظرُ في عينيها
كي أقرأ أسراره..
إن سألوا أرضي عني
ستقولُ بأني المختارُ
وإن سألوني عنها
سأقولُ هي المختارةْ..
لو سألوني عن بلدي
سأقول هم الناسُ البسطاءُ
من البيت الأولِ
حتى آخر حارةْ.
***
أشتاقُ إلى قمرٍ
يتأملُ سوراً في عكا
وإلى شيخٍ في السوقِ
يوزعُ حلوى للأطفالْ
أشتاقُ إلى الرامةِ
تُحيي عرساً مبتهجاً
بين الدبكةِ والموالْ
أشتاق إلى دالية الكرملِ
تستقبل ضيفاً لا تعرفهُ
وتُكرِّمه كالعمِّ أو الخالْ..
أشتاقُ إلى ناصرةِ البُشرى
تحتضنُ الأديانَ
وتفرحُ في كل الأعيادْ..
تحملُ نورَ الأجدادِ
وتحفظهُ لعيون الأحفادْ..
تحت ضباب الغربةِ
تحمل لي تيناً عسلانياً
وتهرِّب لي قمحاً
بين حصادٍ وحصادْ.
***
أشتاقُ إلى قمرٍ
يتألق في عينيها
ويعبئُ روحي
بشموسٍ وظلالْ
يرسمُ لي وجهاً
يلفحُ وجهي
بأريجِ النسرين الجَبليِّ
ويحملُ لي أغنيةً
تبقى أبداً في البالْ
تأسرُني
وتظلُ ترافقُ أغلالي
في الحِلِّ وفي التِرحالْ.

يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة