الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 17:02

أدباء اليوم في غالبيتهم غيمات بدون مطر/ زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 18/05/18 11:53,  حُتلن: 13:30

حريّ بالمواقع الالكترونيّة والصحف المطبوعة أن تختارَ أديبًا لصفحتها الأدبية ، يفصل بين القمح والزؤان والحِملان والجِداء والشّعر والترّهات

 لا بأس أن نكتب وأن نُدوّن ونرسم بالكلمات لأنفسنا، لدُرجنا الخاصّ، لا للصُّحف والمواقع الالكترونيّة وخاصّة وأنّها بعد فجّة لم تزرها ربّة الشِّعر بعد

"وتموت العيون في سوسنات العمر
حين يمتطي اورفليس الظّلامَ الأبيض ويُعرِّجُ
على غيمةٍ ليْلكةٍ حُبلى
تقطرُ نبيذًا وعِشقًا" .

هذه ليست قصيدة ،وليست جزءًا من قصيدة وأنما كلمات شاعرية ربطتها برفِقٍ ودون تفكيرٍ عميقٍ لأدلّلَ على أنّ الشِّعر الذي يملأ في هذه الأيام معظم مواقعنا الالكترونية وصحفنا هو من هذا القماش وهذا القبيل إن لم يكن أقلّ بكثير منه في جودة وشفافيّة الصّور الشعريّة.
فالكلُّ يكتب ...العاشق والعاشقة وخائب الحظِّ والمُحبّ للمظاهر ؛ الكلّ أضحى شاعرًا وأديبًا يُدوّن خَلَجاتِ حُبّه على الورق.
لا بأس أن نكتب وأن نُدوّن ونرسم بالكلمات لأنفسنا، لدُرجنا الخاصّ، لا للصُّحف والمواقع الالكترونيّة وخاصّة وأنّها بعد فجّة لم تزرها ربّة الشِّعر بعد.
لقد آنَ الأوان لبعض المواقع والصحف ومحرّريها أن تُداوي هذا الجرح فلا تعطي لكلّ همسة وصرخة وخربشة أن ترى النُّور عبرها .
ولا يتأتّى ذلك الّا إذا وقفَ على رأس تحرير الموقع او الصحيفة أديب يفقه بالأمور ، ويغوص في أعماق محيط الشِّعر واللغة "ويموت" وَلَهًا بالكلمة الأجمل والمعنى ألأكثر شموليّة والحسّ المرهف والصّورة الأروع!.
لقد اختلط الحابلُ بالنّابلِ وأضحت مهنة الشِّعْر مهنة من لا مهنة له. فلا تُصدّق يا صاحبي " شاعرًا" لا يعرف الإملاء الصّحيح ، ولا يجيد رسم الصّور الشاعرية ورسمها بالحروف وزركشتها بالومضات .
ولا تصدّق شاعرًا لم يقرأ مئات دواوين فحول الشعراء على مرِّ العصور شرقًا وغربًا .
ولا تصّدق موقعًا او صحيفة يقف على رأس تحرير صفحتها الأدبيّة مَن لا يمتّ للأدب بصلة ، فقد قالت المرحومة جدتي يومًا:
" أعطِ الخبزَ لخبّازه ولو أكل نصفه"
فحريّ بالمواقع الالكترونيّة والصحف المطبوعة أن تختارَ أديبًا لصفحتها الأدبية ، يفصل بين القمح والزؤان والحِملان والجِداء والشّعر والترّهات، والمبتذَل والمُميَّز، وإلّا مات الشِّعر وانتحر في الأحداق والأرحام وأضحى سقطًا كما غناء معظم " مطربينا اليوم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة