الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

صفقة القرن بدأت قبل ترامب/ بقلم: جميل السلحوت

جميل السلحوت
نُشر: 17/05/18 17:58,  حُتلن: 21:24

جميل السلحوت في مقاله:

الرئيس الأمريكي الحالي ترامب أكثر وضوحا من سابقيه، فمنذ حملته الانتخابية وحتى يومنا وهو يردّد "لو رفعنا حمايتنا عن دول الخليج لسقطت أنظمتها خلال اسبوع، وعليهم أن يدفعوا لنا مقابل ذلك"

منذ أن استلم ترامب الرئاسة الامريكية بدأ بتنفيذ صفقة القرن

الدّول العربيّة تخلّت حتّى عن سلاحها الشّهير"الشجب والاستنكار" الذي جعل منها أضحوكة بين الأمم

مما جاء في حكاية شعبيّة عربية عندما كان العرب عربا أنّ رجلا اشتهر بالنّصب والاحتيال، فذاع صيته حتّى أن أحد "الشطار" تحدى ذلك المحتال بأن ينصب عليه اذا استطاع، فقال له المحتال: نعم أستطيع أن أحتال عليك لكنّ سكّة النّصب ثلمة وتحتاج إلى حسم، ولا فلوس معي لأحسمها، فقال "الشاطر": كم يكلف حسمها؟ فأخبره المحتال بأنّه يكلف عشرة دنانير، فنقده إيّاها وهو يقول: "خذها ودعني أرى حذاقتك." فردّ عليه المحتال: ألم ترها بعد؟

وهذا حال العربان مع الأمريكان، فبعضهم لا يزال ينتظر أن تعلن الادارة الأمريكية عن صفقة القرن، التي هي جزء من المشروع الأمريكي"الشرق الأوسط الجديد" الذي أعلنت عنه عام 2006 من بيروت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية يومذاك، والذي يسعى الى إعادة تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية متناحرة، ومهّدت له أمريكا عام 2003 باحتلال العراق وتدميرة وقتل وتشريد شعبه، وبعده بدأت الفوضى الخلاقة فيما كان يعرف بالوطن العربي، واشتعلت حروب داخلية بالوكالة مموّلة عربيّا.

والملاحظ أنّ الرئيس الأمريكي الحالي ترامب أكثر وضوحا من سابقيه، فمنذ حملته الانتخابية وحتى يومنا وهو يردّد "لو رفعنا حمايتنا عن دول الخليج لسقطت أنظمتها خلال اسبوع، وعليهم أن يدفعوا لنا مقابل ذلك".

وليته وليتهم توقّفوا عند الدفع المالي، فالمطلوب منهم ومن غيرهم أن يقدّموا الولاء السياسي لأمريكا، ومن هنا جاءت تحالفاتهم مع اسرائيل من أجل محاربة ايران، لتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني التوسعي.

ومنذ أن استلم ترامب الرئاسة الامريكية بدأ بتنفيذ صفقة القرن، فمندوبة امريكا في مجلس الأمن الدولي تخطت كل الأصول الدبلوماسية عندما رفعت حذاءها في وجه مندوبي الدول مهددة بصفع من يتطاول على اسرائيل بكلمة، وبعدها أعلن ترامب عن تجميد المساعدات الامريكية للسلطة الفلسطينية، وتبع ذلك بتقليص مساهمة أمريكا بوكالة غوث اللاجئين في محاولة منه لاغلاق ملف اللاجئين وحقهم في العودة الى ديارهم التي شرّدوا منها في النكبة الأولى. وتوالت الأحداث باعلان ترامب في 6 ديسمبر الماضي عن اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، ووصل هذا القرار ذروته في 14 مايو الحالي عند افتتاح السفارة، في نفس اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى نكبتهم، فسقط عشرات الضحايا وآلاف الجرحى الفلسطينيون فيما اعتبرته اسرائيل وأمريكا"حق اسرائيل في الدفاع عن النفس!"

أمّا الدّول العربيّة فقد تخلّت حتّى عن سلاحها الشّهير"الشجب والاستنكار" الذي جعل منها أضحوكة بين الأمم. وليتها التزمت الصّمت كتعبير عن عجزها، لكنها بشكل وآخر أعطت الضوء الأخضر لترامب بخصوص القدس، وتعهدت له بأن تضغط على الفلسطينيين لقبول ما يريده ترامب، وبعضهم تبرّع دون أن يطلب منه أحد ذلك بالتّصريح بأنّ من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها، علما أن لا أحد يهدد أمن اسرائيل، بل هي من تحتل أراضي الدولة الفلسطينية وتقتل وتشرد الشعب الفلسطينيّ.

18-5-2018

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة