بعد أن بدأت التظاهرة نزلت شرطية من سيارة شرطة ودون أن تتوجه لأي شخص تواجد هناك بأي كلمة، بدأت الاعتداء فورًا على الشابة الضريرة من أجل أخذ العلم منها

خلال التحقيقات تمّ توجيه تهمة التعرض لشرطيين والتهجم عليهما، ولكن الفيديو يوثّق العكس

تعرّض عدد من الطلاب لاعتقالات خلال التظاهرة التي أحياها الطلاب على مدخل مساكن الطلبة في القدس، التظاهرة جاءت احتجاجا على المجزرة وتضامنا مع أهل غزة بالذات بعد استشهاد 65 شخصًا يوم الاثنين الماضي بالتزامن مع نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس. 

 
الطالبة هبة عودة بعد الافراج عنها

من بين الطلاب المعتقلين كانت الطالبة هبة عودة (24 عامًا) من الناصرة، التي تدرس في كلية الموسيقى والفنون في القدس، وفي حديث لها مع موقع العرب وصحيفة كل العرب قالت: "بعد الأحداث في غزّة قررنا نحن الطلاب أن نتظاهر تظاهرة رفع شعارات سلمية تضامنا مع غزة، فكان الموعد عند الساعة الثامنة والنصف مساء الثلاثاء، عندما خرجت أنا وبعض الزميلات والزملاء إلى مكان التظاهرة وقبيل أن تبدأ كنا نوزع اللافتات على كل من يحضر من أجل رفعها عند اكتمال العدد، وكانت طالبة ضريرة تحمل علم فلسطين وكان العلم الوحيد المرفوع في هذه التظاهرة، وبعد دقائق معدودة وكنا لا زلنا 20 طالبا فقط تقريبا، بدأت الشابة التي حملت العلم بالهتاف تضامنا مع غزة".

وأكملت الطالبة عودة قائلة: "بعد أن بدأت التظاهرة نزلت شرطية من سيارة شرطة ودون أن تتوجه لأي شخص تواجد هناك بأي كلمة، بدأت الاعتداء فورًا على الشابة الضريرة من أجل أخذ العلم منها، بعد ذلك الجميع أراد الامساك بالشابة وحاولنا الكلام مع الشرطية والشرح لها بأن هذه التظاهرة سلمية فقط، عندها تمّ اعتقالي واعتقال زميل آخر لي من سكان القدس" كما قالت.

وتابعت: "خلال التحقيقات تمّ توجيه تهمة التعرض لشرطيين والتهجم عليهما، ولكن الفيديو يوثّق العكس، بأنّهم من اعتدى علي وكيف لي أن أعتدي على شرطيين بينما 4 آخرين يمسكوني بقوة، تعرّضت للعنف من قبلهم وهم حاولوا قلب الأمر وكأني انا من اعتديت وهذا أمر بعيد عن الواقع لأنّ تظاهرتنا كانت سلمية وبعيدا عن أي مظهر من مظاهر العنف، بعد التحقيقات معي بساعات، تمّ إطلاق سراحي بكفالة وبشروط مقيّدة، ومن المرجح أن يهتم مركز عدالة يقضايا المعتقلين" كما قالت. 

وانهت كلامها قائلة: "اعتقالنا هو مجرّد رسالة من الشرطة من اجل إخافة الطلاب والشباب والشابات الذين يتظاهرون بتظاهرات سلمية معبّرين عن رأيهم في قضية ما، وقضيّة غزة هي قضيّتنا جميعا، سنستمر في نضالنا لأنّ الحق معنا وبيدنا، ولكن يجب الحذر والانتباه من أنّه خلال التحقيقات بعد الاعتقال سيتم استجواب المعتقلين وجعلهم يعترفون بأشياء لم يقوموا بها بالفعل، فقط من أجل إلصاق تهم لهم، لذلك الوعي ضروري ومهم في هذه النقطة بالتحديد والافضل الحذر بالأجوبة وفي النهاية الاعتقال لن يرهبنا وسنبقى مقاومين فنح شعب فلسطيني واحد" كما قالت.