الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

على العظماء لا يبكي الرّجال / بقلم: أسامة عيد عدوي

أسامة عيد عدوي
نُشر: 13/05/18 10:18,  حُتلن: 08:45


المرحوم إبراهيم حسن عدوي

أسامة عيد عدوي في مقاله:

في أيّار2018 يعُود العمّ إبراهيم حسن عدوي الى أغلى بُقعةٍ عندِه، الى أعـزِّ تُرابٍ خطا فوقَه، مُكمّلًا دائِرة حياتِه ليَرقُدَ قريرًا بِجِوارِ والِديه، مُعظم اِخوَتِه واُختِه وأهلِهِ ومُحِبّيه.

العم إبراهيم حسن عدوي كان اخر من وُلد لجدّي حسن سليمان عدوي وجدّتي ذابلة خالد ميعاري عدوي- رَحِم الله الجميع.
حبا اللهُ تعالى العمَّ إبراهيم بقسطٍ وافرٍ من الذّكاء. بدا ذكاؤهُ واضحًا وجليًّا اثناءَ تعليمهِ الابتدائيّ والثانويّ وفي دراستهِ العُليا في الكلّية العربيّة في القُدس.معلّموه وزُملاؤُه في الدّراسة ،في كافّةِ المراحل، عرفوهُ وميّزوه تبعًا لذلك. أضاف الى ذكائهِ بُعدًا ثانيًا اثناءَ مراحلِ التّعليم وهوَ الكدُّ والاجتهادُ والمُثابرة.

عرفَ انَّ هذه النّعمة يجب أن تُستغلّ وتُستثمر بالاستزادة مِنَ العلمِ والمعرفة الى أقصى الحُدود. أمّا ايمانُه فكان أنّ الاُممَ لا ترقى الّا بالعلم وأنّ الشّرقَ ،حينها، محدودةٌ امكاناتُهُ العلميّة.
من هذا الواقع، وُلِدَ القرار! وأنّ أمريكا هيَ من تُلبّي رغباتِه العلميّة وطُموحاته المُستقبليّة ،فكانت البداية!
بعد أبريل 1948 بدأت تتضح أمامهُ صورة ما ستؤول اليهِ الأمور في البلاد، وقرأ صورة الواقِع العربيّ في الشّرق، ما جعلهُ على قناعة أكثر بصدقِ قراءتِهِ للواقع، وصِدقِ قرارِهِ بالسّفرِ الى أمريكا. فغادَرَ الى بيروت!

استراحةُ المُحارِب 
عمِلَ في التّعليم 1951-1949 ،في هذهِ المُدّة رتّبَ اُموره بعدَ أن استراحَ قليلًا، وفي آب 1951 انطلقَ في رحلتِه، ذات العُقودِ السّبعة، مُؤمِنًا بصدقِ قرارِه ساعِيًا الى العِلمِ والمعرِفة مُقتنِعًا انّهُ بالعِلمِ فقط ترقى الاُمم وأنَّ ميلادَ عالمٍ هُوَ ميلادُ اُمَّةٍ وموتُ عالمٍ هُوَ موتُ اُمّة. انطلقَ مُنتصبَ القامة شابًّا، طموحًا، خلوقًا، مُحبًّا لأهلِهِ ووطنِه، فأضحى قامةً عالميّة، تارِكًا موروثًا عِلميًّا جعلَهُ مِنَ الخالدين ولشعبِهِ العزّة والكرامَة والفَخار.
وفي أيّار2018 يعُود العمّ إبراهيم حسن عدوي الى أغلى بُقعةٍ عندِه، الى أعـزِّ تُرابٍ خطا فوقَه، مُكمّلًا دائِرة حياتِه ليَرقُدَ قريرًا بِجِوارِ والِديه، مُعظم اِخوَتِه واُختِه وأهلِهِ ومُحِبّيه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة