الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 19:01

اتركوا لله أمر موتي/ بقلم: رغدة بسيوني

رغدة بسيوني
نُشر: 12/05/18 11:56,  حُتلن: 20:20

لا أريد أن أكون رقمًا..

اسمي رغدة نعمان والهام بسيوني، انا من الناصرة.

السؤال الذي كان يُطرح في السابق "على من الدور القادم؟ من هي الضحية القادمة؟" اصبح مجرّد سؤال "كليشّيه، فحلّ مكانه وبجدارة السؤال: "وينتا دوري؟"

قد أموت برصاصة طائشة، أو لا طائشة، هل سيسأل عني أحد؟ هل سيعنيه هذا الموضوع اصلا؟ هل سيبحثون عن اسمي في الاخبار بين ضحايا جرائم القتل يضربون كفا بكف ويقولون "خسارة"؟ ام ان بعضهم سيبحث عن صورتي منتقدين "اين الحجاب"، "ابصر شو عاملة؟".
هل سيطرق باب منزلنا مجرم وبخمسة شواقل استبدلها برصاصة سيقتلني؟ كم بيان استنكار سيصدر حول جريمة قتلي؟ كم طلب اعتذار سأتلقى بعد ان اموت؟
اعلموا جيّدا وتأكّدوا بأني لن اسامحكم. أما عن بيانات الاستنكار سأعفيكم من كتابتها، اتركوا اوراقها فارغة واعطوها للاطفال ليرسموا عليها وردة او ربما بيتا جميلا مع حديقة وسلم طويل طويل يخترق السحاب.

انا رغدة، عمري 26 عامًا، اعيش في مجتمع يهددني بكل لحظة، أخاف ان امشي في مدينتي او بلدة صديقتي خوفا من دموع امي اذا قتلني احدهم عن طريق الخطأ. اريد أن أحقّق أحلامي الكثيرة كلّها، وان اتعلّم من أخطائي كلّها، وأن أعيش افراحي كلّها، وأن استهلك جميع ضحكاتي بين الذين احبّهم، أريد أن أعيش بين أشخاص يوفّرون لي ابتسامة وأمان، اريد ان ارفع اسم اللذين ربياني صغيرة بنجاحاتي لا بـ "هاشتاغ" يشفق عليهما على صفحات التواصل الاجتماعي. أريد أن يصافحوا يد امي وابي واخي يوم زفافي، لا في بيت عزاء بارد مليء بكل الاحاديث إلّاي. من المبكر جدًّا ان تطفأ الموسيقى، ويخرج اهل مدينتي على شرفاتهم صامتين ينتظرون ان يعتلي المؤذّن منبره ممسكًا ورقة نعي، ويعلن لهم موتي! من المبكر حقًّا ان يحدث كل هذا.

ارجوكم اتركوا لله امر موتي، ودعوني اعيش مع من احب، بسلام.
سلام طيب ووردة. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة