الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 20:01

مؤتمر الطاقات البشرية الاول، الثاني والثالث الى أين؟/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 09/05/18 19:02,  حُتلن: 23:32

جاء في مقال خالد خليفة:

شوقي خطيب، الرئيس السابق للجنة المتابعة العليا ما بين 1996-2000 أقام مؤتمرا مشابها ولكنه فشل فشلا ذريعا 

ما نراه في أداء القائمة المشتركة ولجنة المتابعة أنها ما زالت تنهج وببطء في عالم السياسة، فلا عمل ميداني مشترك ولا نتائج سياسية ولا معالجة جدية لقضايا المجتمع العربي

مؤتمر الطيبة الثاني عقد في هذا الأسبوع والذي استطاع بحسب اقوال منظمية تجميع كافة الكنوز والقدرات البشرية لمجتمعنا

تسود ما بين العديد من الباحثين والمختصين الذين شاركوا في مباحثات المؤتمر الأول نظرة نقدية لمسار هذا المؤتمر، حيث ان العديد من الأبحاث والتوصيات لم تظهر للجماهير على الملأ

مؤتمر كهذا هو بالأساس غير مفهوم وواضح للعيان من حيث أهدافه واستراتيجياته، فاذا كانت لجنة المتابعة تريد اقامة المؤتمرات والابحاث فما عليها الا ان تتمحور في مواضيع عينية تواجه الجماهير العربية في الصميم 

عقد في الطيبة يوم الخميس 10.5.18 المؤتمر الثاني السنوي للطاقات البشرية العربية، وقد جاء هذا المؤتمر بمبادرة من لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب وهي المرة الأولى التي تعقد لجنة المتابعة مثل هذه المؤتمرات، و كان شوقي خطيب، الرئيس السابق للجنة المتابعة العليا ما بين 1996-2000 قد أقام مؤتمرا مشابها سمي اناذاك الرؤية المستقبلية للمواطنين العرب، وحاول انذاك إيجاد رؤية جماهيرية، مستقبلية للمواطنين العرب ولكنه فشل فشلا ذريعا على الرغم من انه قام بتجميع العديد من القدرات والطاقات العربية التي شاركت في وضع هذه الرؤية المستقبلية ليتبين بعد ذلك ان هذا المؤتمر كان مدعوما من صناديق أجنبية ولم يقوم القائمين على هذا المؤتمر ببث واستيعاب هذه التوصيات للجماهير العربية.

وكان قد عقد في الطيبة العام الماضي وفي مثل هذه الأيام مؤتمر القدرات والطاقات الأول للمواطنين العرب. حيث شاركت مجموعات عمل ثمانية في شتى المجالات التخصصية، الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية بحيث وعد القائمين على المؤتمر في تلك الفترة على ان يضعوا كافة خبراتهم للقائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا وأجزاء واسعة من المجتمع المدني، أمّا ما نراه اليوم وبعد عام، فأنه لا تأثيرا يذكر لتلك التخصصات البحثية، لا على القائمة المشتركة ولا على قضايا المجتمع المدني.

فما نراه في أداء القائمة المشتركة ولجنة المتابعة أنها ما زالت تنهج وببطء في عالم السياسة، فلا عمل ميداني مشترك ولا نتائج سياسية ولا معالجة جدية لقضايا المجتمع العربي ولا رؤية إستراتيجية وكذلك الأمر في لجنة المتابعة العليا والتي لم تستطع مأسسة عملها وهذا مطلب يراوحنا منذ منتصف التسعينات.

أما مؤتمر الطيبة الثاني والذي عقد في هذا الأسبوع والذي استطاع بحسب اقوال منظمية تجميع كافة الكنوز والقدرات البشرية لمجتمعنا، حيث يهدف إلى الكشف عن هذه القدرات بهدف التشابك ما بينها والتعاون لاحقا لكي تظهر على الساحة السياسية وتؤثر على مسار القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وتسود ما بين العديد من الباحثين والمختصين الذين شاركوا في مباحثات المؤتمر الأول نظرة نقدية لمسار هذا المؤتمر، حيث ان العديد من الأبحاث والتوصيات لم تظهر للجماهير على الملأ كما أنهم لم يقوموا بأعلام متخذي القرار بحتمية التعاون معهم او تثقيفهم سياسيا .
ولو كان منظمي المؤتمر جديين ، لنشروا على الأقل كتابا للجمهور بهذه التوصيات التي تشرح المواضيع و الأمور المصيرية التي تواجه الجماهير العربية .
كما يُسأل في تلك الأوساط سؤالا جوهريا و مركزيا و هو ، ماذا يهدف القائمون على هذا المؤتمر من حيث تجميع تلك القدرات و الطاقات ؟، و ماذا يعني ذلك في دولة تفرض نظام تمييز و تفرقة قاسية؟ ، حيث ان تشخيص تلك القدرات و الطاقات يعطي للجهاز السياسي في هذه الدولة إمكانيات واسعة في التحكم في تلك القدرات و ترويضها لصالحها.

إن مؤتمرا كهذا هو بالأساس غير مفهوم وواضح للعيان من حيث أهدافه واستراتيجياته، فاذا كانت لجنة المتابعة تريد اقامة المؤتمرات والابحاث فما عليها الا ان تتمحور في مواضيع عينية تواجه الجماهير العربية في الصميم كمسألة العنف مثلا، وما أسهل مثلا ان تقوم لجنة المتابعه باحضار عشرة باحثين عرب من درجة الدكتوراه والبروفيسور لبحث مسألة العنف، فالسلطات المحلية مثلا وعدم استثمارها في العمل الثقافي للشباب هو عامل مهم في انتشار العنف، كما ان الوضع الاقتصادي المتردي ما بين المواطنين العرب والفقر هو سبب أخر في انتشار العنف، إضافة الى الفجوة الاقتصادية الهائلة بين العرب واليهود هي سبب أخر، كما أن تقاعس الشرطة وسياستها الغير آبها هي سبب أخر.

إن إحضار الباحثين من قبل لجنة المتابعة بهذا الشأن، يمكن ان يعطي حلولا جذرية لقضية العنف في البلاد ، وعلى لجنة المتابعة ان تفعل مؤتمرات كهذه، حيث تشغل الطاقات المحلية وتمأسس عملها بهذا الشأن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة