الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 16:02

إعلاميون عرب في خدمة إسرائيل..صهاينة أكثر من هرتسل/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 08/05/18 11:18,  حُتلن: 13:56

أحمد حازم في مقاله:

هناك متصهينون عرب لا يقل خطرهم عن خطر الصهيونية نفسها

مجتمعنا العربي في إسرائيل فيه عدد ليس بقليل من المتصهينين المنافقين الذين هم أكثر خساسة من الإعلاميين المتصهينين في دول عربية

زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي، معروف بعدائه للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية، وهذا يظهر جلياً في تصريحاته ومواقفه. لكني ولأول مرة أعترف بان ليبرمان كان على حق في تصريح أدلى به خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "كوميرسانت" الروسية ونقله موقع "روسيا اليوم" قال: فيه "أعتقد بشكل عام أن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه موسى منذ سنوات بعيدة، (والمقصود النبي موسى عليه السلام) هو أنه جاء بنا إلى الشرق الأوسط، وليس إلى حدود إيطاليا وسويسرا".
وأنا بدوري أقول: يا ريت لو حصل ذلك يا أفيغدور، فلو كنتم على حدود إيطاليا وسويسرا لكان الشرق الأوسط بألف خير ولكانت المنطقة تعيش بسلام. لكن "لا تزعل" يا أفيغدور فهناك أصوات خليجية في الشرق الأوسط من إعلاميين وكتاب وجنرالات، وبالإذن من الراحل توفيق زياد، "تشد على أياديكم وتبوس الأرض تحت نعالكم" لأنكم تقتلون الفلسطينيين شيبًا وشبابًا وأطفالًا ونساءً في غزة، وتلاحقون علماء عرب أينما كانوا وتقتلوهم.

هناك متصهينون عرب لا يقل خطرهم عن خطر الصهيونية نفسها. فمنهم من "يهنيء" إسرائيل بعيدها السبعين مثل الباحث والأكاديمي السعودي عبد الحميد الحكيم، المدير السابق لمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، الذي قال في تغريدةٍ عبر حسابه على موقع تويتر: " دولة إسرائيل حق تاريخي لليهود تؤكده الكتب السماوية وتاريخ المنطقة وفي خلال 70 عامًا أصبحت إسرائيل دولة من العالم الأول وأنتم لم تجنوا من إنكاركم لحقهم سوى الضعف وحروب مذهبية".
أما الجنرال السابق في الجيش السعودي أنور العشقي، فهو يعشق إسرائيل أكثر من عشق عنتر بن شداد لعبلة، لكن الفارق بينهما أن عنتر كان عربيًا أصيلًا يحب شعبه وقبيلته، والعشقي أنور خان شعبه وألحق الذل والهوان لعشيرته.

هذا العشقي الجنرال، زار إسرائيل في النصف الثاني من شهر حزيران /يونيو عام 2016 على رأس وفد من الأكاديميين السعوديين ورجال الأعمال، وكان من بينهم أيضًا "حبيب إسرائيل" الباحث عبد الحميد الحكيم، والتقى الوفد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد، ومنسق أعمال الحكومة الجنرال يواف مردخاي. وقابل أيضًا مجموعة من أعضاء الكنيست بحجة ما أسماه "التحاور من أجل دفع الحوارات في مبادرة السلام العربية".
صحيفة "هآرتس" اعترفت بأن الجنرال عشقي وصديقه جولد "التقيا في حزيران من عام 2015 في معهد أبحاث واشنطن، وذلك بعد إجرائهما معًا لقاءاتٍ سرِّية عديدة تحت غطاءٍ أكاديميّ على مدار العام 2014." وبالرغم من أن "هآرتس" ذكرت أن زيارة الجنرال القادم من أرض الأنبياء والرسل لـ"إسرائيل" لم تكن رسمية، إلاّ أنها وصفتها بأنها "زيارة غير عادية"، لأنه من غير المعقول أن يسافر عشقي إلى إسرائيل بدون موافقة الحكومة السعودية.

ما قالته "هآرتس" أصاب الحقيقة، لأن قيام شخصية عسكرية وسياسية رفيعة المستوى مثل العشقي لها أبعاد كثيرة وحساسة خصوصاً في ظل الأنباء التي تتوارد باستمرار من الرياض وحتى من وسائل إعلامية إسرائيلية عن انفتاح سعودي على إسرائيل قد يؤدي قريبًا إلى تطبيع معلن.

ولو حدث بالفعل تطبيع سعودي إسرائيلي فإن إعلامي عربي معروف، اقترح ترشيح الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد سفيراً للسعودية في إسرائيل، نظراً للخدمات الكثيرة التي يقدمها ولا يزال يقدمها الراشد لإسرائيل. فقد شنَّ الإعلامي الفلسطيني والمذيع بقناة "الجزيرة" جمال ريان، هجومًا عنيفًا على الصحفي السعودي ومدير قناة "العربية" السابق عبد الرحمن الراشد، في الثالث من شهر أكتوبر العام الماضي، وذلك في تغريدة له على تويتر قال فيها: ” معظم مقالات عبد الرحمن الراشد تصب في صالح السياسة الإسرائيلية المعادية للعرب، ارشح عبد الرحمن الراشد اول سفير للسعودية في اسرائيل". الريان على حق لأنه في هذه الحالة يضع الراشد في المكان المناسب.

وإضافة إلى الراشد والحكيم، نشر موقع "ساسة بوست" في السابع من ديسمبر/كانون الأول العام الماضي بعض أسماء الحاقدين على الفلسطينيين والداعمين لإسرائيل، مثل الأكاديمي السعودي سعد ناصر الحسين، الذي قال إن «القدس ليست قضيتنا، وإن الفلسطينيون هم الذين باعوا القضية"، وهناك الكاتب السعودي تركي الحمد الذي يقول: إن "الرياض أهم من القدس، ولم تعد القضية الفلسطينية تهمني لأنها أصبحت قضية من لا قضية له". أما الكاتب السعودي أحمد بن سعيد القرني، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك في صهينته وطالب بـ "فتح سفارة إسرائيلية بالمملكة مع تمثيل دبلوماسي عال". وبرر تلك المطالبة بالقول: "اليهود يكنون لنا الاحترام ولم يعتدوا علينا، أو يفجروا في بلدنا".
وهناك العشرات من الكتاب العرب من لبنان والسعودية والكويت والأردن ومصر والإمارات قالت عنهم ليفني "انهم سفراء إسرائيل" لدى الدول العربية" وقال عنهم أولمرت وبكل صراحة "انهم صهاينة أكثر من هرتزل نفسه". بقي علي القول ان مجتمعنا العربي في إسرائيل فيه عدد ليس بقليل من المتصهينين المنافقين، الذين هم أكثر خساسة من الإعلاميين المتصهينين في دول عربية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة