الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 13:02

أم الفحم تحتضن مؤتمر التربية الدينية: ضعف وتقصير بموضوع الدين في المدارس العربية

إبراهيم أبو عطا-
نُشر: 30/04/18 16:27,  حُتلن: 17:58


خلال المؤتمر

تحليل المعطيات والاجوبة تولاها الدكتور أيمن كامل، عضو اللجنة الاكاديمية لصندوق التعليم العالي، وركز على ضرورة التمييز بين الدين والتديّن

الاستاذ ضرغام صالح، استاذ مادة الدين في المدرسة الثانوية الشاملة:

هناك وجود حالة انفصامية بين التدين والسلوك العملي – التنفيذي

الكثيرون من معلمي الدين درسوا موضوع الشريعة ( الدين ) لانهم لم يقبلوا في دراسة مواضيع اخرى

المظهر الخارجي لبعض معلمات الدين لا يساعد في ارسال رسالة الدين ( اللباس على سبيل المثال)

هناك تقصير واضح من قبل الاهالي بموضوع الدين والمناسبات الدينية لا تعطى الاهتمام الكافي

عقدت اللجنة الأكاديمية التابعة لصندوق التعليم العالي في أم الفحم (على اسم الرحومين احمد مصطفى شريم ومريم سليمان) ندوة ثقافية ناقشت من خلالها موضوع التربية الاسلامية في المدارس العربية "واقع، تحديات وآفاق". وقد عجّت صالة المحاضرات في المدرسة الأهلية بالحضور اللافت والمهتم بالموضوع.

استهلت الندوة بكلمة ترحيبية من عريف الندوة الدكتور فارس قبلاوي، الذي شكر الحضور ورئيس مجلس أمناء الصندوق الحاج مصطفى شريم على دعمه المتواصل لمسيرة التعليم والأبحاث في أم الفحم والمنطقة، وشكر الدكتور فارس اللجنة الاكاديمية على الاستطلاع الذي قامت به حول موضوع الندوة.

بدأت الندوة بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الطالب محمد حكمت. ثم تحدث الدكتور مهند مصطفى، عضو اللجنة الأكاديمية لصندوق التعليم العالي، مسلطًا الضوء على موضوع الاستطلاع الذي قامت به اللجنة الأكاديمية التابعة لصندوق التعليم العالي حيث هدف الاستطلاع إلى إغناء المعلومات المتعلقة بظاهرة التدين لدى طلاب المدارس الثانوية. ولفت الدكتور مهند إلى موضوع الأبحاث التي تناولت الظاهرة الدينية في المجتمع الفلسطيني في الداخل. وقال إنّ "جل الأبحاث التي سبقت العام 90 من القرن الماضي ربطت ارتباطًا عضويًا بين التدين والحركة الإسلامية، وإن الفصل بينهما حدث بالدراسات التي تلت منتصف العام 90 من القرن الماضي". وأرجع مصطفى سبب ذلك إلى ما أسماه هيمنة الحركة الإسلامية على العديد من مناحي الحياة في المجتمع الفلسطيني في الداخل.

وأضاف مصطفى أن تلك الدراسات تعاملت بنفس الأدوات وانتهجت نفس المنهج وكان من الطبيعي أن تخلص إلى نفس الخلاصات والنتائج. أما اليوم فإن تلك الدراسات أدخلت المفهوم السسيولوجي في تناول ظاهرة التدين ليتم الفصل بشكل واضح بين ظاهرة التديّن والحركة الإسلامية. وأرجع مصطفى السبب في ذلك إلى نمو طبقة وسطى متدينة في المجتمع الفلسطيني بالداخل. وقال إن التركيز بدأ على أنماط التدين وربط ذلك بالجوانب التعليمية والتربوية والسياسية.

 
جانب من الحضور

من جانبه عرض الدكتور سامي جمال، عضو اللجنة الاكاديمية لصندوق التعليم العالي، أسئلة الاستطلاع عبر شرائح البور بوينت متناولا جميع الاسئلة مع الرسومات البيانية التي وضحت ميول الاجوبة. وقال الدكتور سامي انه اهم ما ميز الاستطلاع هو انه كمي وانه تناول ثلاثة مدارس ثانوية في أم الفحم: "الاهلية، الشاملة وخديجة "(الأسئلة والاجوبة كما مبيّن بالصور).

تحليل المعطيات والاجوبة تولاها الدكتور أيمن كامل، عضو اللجنة الاكاديمية لصندوق التعليم العالي، وركز على ضرورة التمييز بين الدين والتديّن، وقال إنّ "الاستطلاع ركز على طرح المعطيات دون ايجاد علاقات سببية بين الاسئلة والفرضيات وقال ايضا انه بناء على هذه المعطيات يمكن بناء خطط وبرامج مناسبة للنتائج". 

ولفت كامل الى ان موضوع الاستطلاع يسلط الضوء على النخب العتيدة للمجتمع الفحماوي لكون الاستطلاع تناول طلاب التخصصات العلمية في المدراس المذكورة . ونصح الدكتور ايمن الى وجوب تدعيم العلوم الانسانية والاجتماعية في مدارسنا وقال ان التربية الدينية وحدها لا تكفي في التأثير على نمط التدين . ومن التحليلات التي ذهب اليها الدكتور ايمن كامل في موضوع الاستطلاع هو ان الشخص يعرف بنفسه كمتدين في الحيّز الخاص، وقال اننا بحاجة الى اعادة النظر في التربية الدينية لتغدو مأثرة في السلوك، وساق كامل مثل المصلين الذين يقبلون على انفسهم الدخول الى المسجد لأداء الصلاة حتى لو على حساب اغلاق الشارع ! او المصلي الذي يقبل على نفسه القاء القمامة في أي مكان بالحيّز العام ! ... وهذا دليل على ان التدين يقع ضمن الحيز الخاص وليس العام". 

ومن التحليلات التي تحدث عنها الدكتور ايمن كامل:"اعتبار الطلاب المنهاج التعليمي لموضوع الدين كممثل للدين، علما ان المنهاج في البلاد وفي كل الاقطار العربية يعتبر " المعرفة الرسمية " للدولة". وانهى كامل مداخلته بالقول اننا مطالبون بتحويل التدين من المجال الشخصي الى المجال العام، فكل ارادة لا تؤثر لا يعوّل عليها واضاف ان انواع التدين ثلاثة: " المصلحي، المعرفي والتجريبي " ولفت الى اننا موجودون في مرحلة التديّن المصلحي.

نهاية المداخلات كانت مع الاستاذ ضرغام صالح، استاذ مادة الدين في المدرسة الثانوية الشاملة، والذي علق بشكل مفصل على نتائج الاستطلاع وخلص الى عدة امور اهمها:
- وجود حالة انفصامية بين التدين والسلوك العملي – التنفيذي
- لا يوجد مفتش لموضوع الدين في المدارس
- الكثيرون من معلمي الدين درسوا موضوع الشريعة ( الدين ) لانهم لم يقبلوا في دراسة مواضيع اخرى
- المظهر الخارجي لبعض معلمات الدين لا يساعد في ارسال رسالة الدين ( اللباس على سبيل المثال)
- الكثير من مدراء المدارس لا يهتمون بموضوع الدين قياسا بمواضيع اخرى كالعلمية مثلا
- واضعو المنهاج لا يتشاورون مع مدرسي مادة الدين في المدارس
- الانتساب لدورات الاستكمال في موضوع الدين ضعيف للغاية
- هناك تقصير واضح من قبل الاهالي بموضوع الدين
- المناسبات الدينية لا تعطى الاهتمام الكافي
واختتمت الندوة بفتح باب المناقشة والاسئلة على اعضاء اللجنة الاكاديمية وذوي الاختصاص. 

مقالات متعلقة