الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 13:02

الدبلوماسية الفلسطينية والتحديات في ظل نظام متشعب الاقطاب/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 25/04/18 14:27,  حُتلن: 16:21

خالد خليفة في مقاله:

سجل اللوبي الصهيوني وحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو نصرا ساحقا على العمل العربي السياسي المشترك

الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل وقطع المساعدات عن "ألاونروا" هي بمثابة تشكيل ضربة في الصميم على العمل الدبلوماسي العربي

يعتبر الإجماع الفلسطيني المتمثل بإبعاد الولايات المتحدة كوسيط مستقبلي ضربة قاسية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط

بات من المؤكد أنّ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ترتكز نهائيا بأفكارها واملائاتها اتجاه القضية الفلسطينية مع مطامع واهواء اسرائيل بالسيطرة المطلقة على الضفة الغربية وقطاع غزة.

لقد سجل اللوبي الصهيوني وحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو نصرا ساحقا على العمل العربي السياسي المشترك بحيث استطاعت إقناع هذه الإدارة الهوجاء بتبني مواقف متطرفة وفي نفس الوقت، وافقت دول عربية إقليمة على هذا الطرح وعرضته على الفلسطينيين كأنه طرح امريكي ولكنه في الحقيقة طرح إسرائيلي بحيث إن تلك الدول العربية الاقليميه لم تعارض تلك الطروحات الامريكيه الاسرائيليه ولم تنبس ببنت شفاه، بل كافئت الولات المتحده اقتصاديا واستراتيجيا واعتبرتها لاعبا أساسيا في المنطقة.

وتعتبر تلك المقترحات وخاصة الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل وقطع المساعدات عن "ألاونروا" بمثابة تشكيل ضربة في الصميم على العمل الدبلوماسي العربي، اما الجانب الفلسطيني فيحاول النهوض من تلك الضربة و تشكيل طاقات جديدة للعمل السياسي لمواجهة تلك اللكمات الاسرائيليه و المدعومة أمريكيا .
ويعتبر الإجماع الفلسطيني المتمثل بإبعاد الولايات المتحدة كوسيط مستقبلي ضربة قاسية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط، و على الرغم من ان الولايات المتحدة بدأت ترد و بشكل خفي و بعنف على هذا الاستبعاد ، الا ان محللون و إستراتيجيون امريكين ينظرون بخطورة بالغة الاهميه لهذا الاستثناء.
و إذا كانت السياسة الامريكيه في الماضي و خاصة في أوائل التسعينات تتمثل في اتباع سياسة "الاحتواء المزدوج " لإيران و العراق و في نفس الوقت في إيجاد سبل ووسائل مبتكره لاستمرار الحوار الفلسطيني الإسرائيلي لإعطاء شرعية لهذه السياسة ( مارتن أنديك Dual containment Policy )، فأن ادارة ترامب الحاليه تلقي بكل أوراقها على ألسله الاسرائيليه لتقود حلف عربي لمواجه إيران ولتكون القضية الفلسطينية قضية ثانوية و مهمشه، تقرر اسرائيل في حيثياتها المطلقة.
و هنالك خلافات و ارباكات في ايجاد مثل هذا الحلف ، حيث ان لكل طرف اهدافه و مطامعه المختلفه عن الطرف الأخر ، فإسرائيل مثلا تقبل بالكامل ما منحتها الولايات المتحده في الشأن الفلسطيني و لكنها معنيه بأن تقوم الولايات المتحده بضرب إيران منفرده تماما كما فعلت بالنسبة للعراق عام 2003 ، اما السعوديه فهي أيضا وافقت على مضض ما اقترحته الولايات المتحدة بالنسبة للقدس و هي معنية بالأساس بأن تقوم الولايات المتحدة و إسرائيل بضرب إيران من اجل "هايمنتن" سعوديه إقليميه في المنطقة .
اما الولايات المتحده فهي معنيه بأن يقوم الطرفين السعودي و الاسرائيلي بضرب ايران ، بهدف استمرار عدم الاستقرار الإقليمي بمنطقة الشرق الاوسط ، الامر الذي يساعد على تأمين مصالحها ألاقتصاديه وهيمنتها ألاستراتيجيه في المنطقة .
و يمكن القول بأن إدارة ترامب سوف تحاول في هذا الايطار بإلغاء الاتفاق مع إيران قريبا 5+1 في مطلع شهر ايار المقبل، او إلغاء بنوده المهمة و في نفس الوقت تفعيل و تحريك الصراع الإقليمي بين السعودية و إيران ، السعودية و اليمن ، و السعودية وقطر مجددا .
كما انها ستحاول دعم عدم الاستقرار في سوريا بواسطة تفعيل و دعم الأكراد في شرق سوريا و محاولات في تجديد العدوان الثلاثي ضد سوريا .
ان كل تلك التحركات الاميريكيه تتم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي فهنالك اتفاق امني و مذكرة تفاهم وقعت في مطلع ديسيمبر 2017 مع " هيربارت ميك ماستر " رئيس مجلس الامن القومي المستقيل بدلا من جون بولطون بين الجانبين بكل ما يتعلق بالتحرك الامريكي و الاسرائيلي ألمتشرك في سوريا .
ويمكن ان تكون قد وقعت اتفاقيات تفاهم سريه بين الجانب الامريكي و السعودي بكل ما يتعلق بمواجهة إيران في جبهات اخرى من العالم العربي.

من الجدير ذكره أنّ التحرك الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات الجديدة في تلك الظروف الصعبة، يعتبر قاسيا وشبه مستحيل، حيث انه في ظل النظام الدولي الجديد الذي يستثني الفلسطينيين فيه الولايات المتحدة، فإنّ عليهم أن يخططوا بشكل دقيق تحركاتهم مع الأخذ بالحسبان ان النظام العالمي الجديد المتكون دوليا أصبح نظاما ليس ذات القطب الواحد بل متشعب الأقطاب يكون لروسيا و الصين و أسيا و المنظومة الاوروبيه دورا مهما في تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية بحيث يهدف النظام الجديد الى إخراج الفلسطينيين من بؤرة عدم الاستقرار الذي تريده الولايات المتحدة ان توقع الفلسطينيين به وأن يكون لقمة سائغة بفم إسرائيل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة