الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 19:01

في الذكرى الـ70 للنكبة: إدارة لجنة المهجرين..افتحوا الباب للشباب!/وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 04/04/18 12:37,  حُتلن: 16:21

وديع عواودة في مقاله:

عشية الذكرى السبعين للنكبة وبعد 21 عاما على انطلاقها هل ستكون مسيرة العودة يوما قاطرة لنضال فعلي من أجل عودة اللاجئين، الشعار الذي يشدد عليه بكل مسيرة، السكرتير الخالد لجنة المهجرين والأعضاء الخالدون في إدارتها؟

طيلة عقدين بقيت مسيرة العودة بحقيقتها فعالية لتعزيز الهوية وتوريث الرواية التاريخية، وهذه مهمة هامة جدا

نضجت الظروف وحان الوقت لأن تؤسس لمشروع سياسي لعودة المهجرين بات بمقدورنا أن نحمله ونمضي به للمستقبل بعد عقود من تجذير بقاء من بقوا وبعدما كبرنا كما وكيفا

على خلفية تجاهل اتفاق أوسلو للفلسطينيين في إسرائيل، بادرت "لجنة الدفاع عن المهجرين في إسرائيل" لمسيرة عودة، أولاها عام 1997 ومن وقتها صارت تقليدا متكررا. منذ المسيرة الأولى، في الغابسية المهجرة، تغيرت الدنيا والمسيرة الحالمة ما زالت محافظة على شكلها ومضمونها. في المسيرة التي تعرف الأجيال على مواقع في الوطن ترفع الرايات وأسماء البلدات المهجرة وتتوج بمهرجان خطابي نؤكد فيه على حق العودة المقدس وعلى أن "يوم استقلالهم يوم نكبتنا". المسيرة مهمة لحماية الهوية الوطنية للناشئة والشباب في وجه الأسرلة، بل تساهم في تعزيز مناعتنا الاجتماعية في وجه العنف وبقية أشكال التشويه،من خلال تعزيز هوية وطنية راسخة.

هي صرخة غضب ولدت متأخرة أطلقها السكان الأصليون بعدما "العيال كبرت"، ضد من سلبهم وطنهم ومواصلة منحهم مواطنة تشبه الفتات، تهميشهم وتجاهلهم. بالمقابل، وبعد عقدين على إطلاق مسيرة العودة، نحتاج لوسائل تثقيف جديدة خلاقة وإلى الانتقال من دائرة الهوية إلى رعاية مشروع عودة المهجرين في وطنهم بطرق سلمية بدلا من الاكتفاء بتكرار الحديث والخطابات العالية عن حق العودة.

عشية الذكرى السبعين للنكبة وبعد 21 عاما على انطلاقها هل ستكون مسيرة العودة يوما قاطرة لنضال فعلي من أجل عودة اللاجئين، الشعار الذي يشدد عليه بكل مسيرة، السكرتير الخالد لجنة المهجرين والأعضاء الخالدون في إدارتها؟ أو على الأقل عودة المهجرين (30% من المواطنين العرب)، ولو من باب نضال مدني لتوفير الحق بالمأوى وحل أزمة السكن؟ وضمن ذلك يندرج أيضا النضال من أجل استعادة الأوقاف الإسلامية بنضال مدني يكفل لنا حلفاء وشركاء يهود وفي العالم وربما في نطاق "حكم ذاتي" أوسع من حكم ذاتي ثقافي هو حق شرعي ويكفله القانون الدولي لأقليات وطن قومية.

طيلة عقدين بقيت مسيرة العودة بحقيقتها فعالية لتعزيز الهوية وتوريث الرواية التاريخية، وهذه مهمة هامة جدا، ولكن نضجت الظروف وحان الوقت لأن تؤسس لمشروع سياسي لعودة المهجرين بات بمقدورنا أن نحمله ونمضي به للمستقبل بعد عقود من تجذير بقاء من بقوا وبعدما كبرنا كما وكيفا. غني عن القول إن هذا مشروع إستراتيجي بعيد المدى ولا يتطلع للعودة لصفورية بعد عامين ونصف إنما نبذر فيه ونعد حتى تنضج ثماره بعد سنوات طويلة والفلسطينيون في إسرائيل بحوزتهم " أوراق لعب " وإمكانيات تأثير وقوة أخلاقية وغيره. وثمة عبرة للجنة المهجرين في نشاط جمعية " زوخروت "، رغم الاختلافات الموضوعية بالحاليتين، بعدما نجحت بإحداث اختراقات أولية بوعي الإسرائيليين حول الرواية التاريخية المضادة.

طبعا لن يكتب لمثل هذا المشروع النجاح دون خطة تحدد أهدافه ووسائله ورسائله للعالم ويقوده شباب من كل المشارب الفكرية والسياسية عبر نضال يجمع الوطني والمدني، يعتمد خطابا حقوقيا للاستفادة من تجارب عالمية مماثلة. بدون خطة يبقى المشروع المراد فقط مقولة وشعارا ووسيلة لمقارعة إسرائيل وقض مضاجعها والاحتجاج على سياساتها وهذه أيضا أهداف مهمة، لكننا نحتاج لتوضيح لنا ولهم ماذا نريد. حتى اليوم ما زالت مسيرة العودة في الداخل بلا رؤية سياسية مثلما أن مسيرة العودة في غزة أيضا تقتضي بوصلة سياسية من أجل أن تكون خريطة طريق نرى بها إلى أين نحن ذاهبون ونقنع العالم بها.

بدون تحديد أهدافها المذكورة والعمل على التعبئة الحقيقية من أجل خوض نضال حقوقي مدني لتحقيقها ربما تنتج مسيرة العودة المزدانة بآلاف الأعلام الفلسطينية (وربما السورية أيضا هذه المرة!) صورة مزيفة عنا تستخدمها حكومات اليمين فزاعة كرتونية للترهيب من "الطابور الخامس" الوهمي. صحيح، اليمين المستشرس سيهّوش ضد المواطنين العرب بكل الأحوال، ولذلك فلتكن المسيرة مشروعا طموحا لإحراز مكاسب عملية على الأرض. وهذا يقتضي أولا أن يفتح " العسكر القديم " في إدارة لجنة المهجرين الباب أمام جيل شاب وقادر على حمل الفكرة المذكورة خارج صناديق المفاهيم والأدوات السياسية المتقادمة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة