الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 15:01

منسوب العنف في مدارسنا يعكس العنف المستشري في مجتمعنا/ صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 28/03/18 08:16,  حُتلن: 09:33

صالح نجيدات:

لم يتجرأ أي طالب أو أحد الاباء بالاعتداء على المعلم الذي كان له هيبة ومكانة واحترام

ظاهرة العنف في مدارسنا تعبر عن فشل تربوي للأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة التي فشلت في علاجها والتعامل معها، مما زاد منسوب هذا العنف في مدارسنا

عندما كنا في المدرسة الابتدائية والثانوية قبل عدة عقود، لم نعهد هذا العنف المدرسي كما نراه اليوم في مدارسنا، ولم تكن شجارات جماعية بين طلاب المدارس، بل شجارات فردية بين تلميذ وتلميذ هنا وهناك وكان العنف في مدارسنا محدودا، وان حصل الاهل ورجال الخير يتدخلون ويحلونه بسرعة، ولم يتجرأ أي طالب أو أحد الاباء بالاعتداء على المعلم الذي كان له هيبة ومكانة واحترام.

لكن الاحوال والظروف تغيرت، وأصبحت بعض من... مدارسنا وبالذات المدارس الثانوية مسرحا للطوشات بين الطلاب بدوافع وأسباب مختلفة تستدعي تدخل الشرطة في بعض الاحيان ، ومنسوب العنف في مدارسنا على ما يبدو يعكس العنف المستشري في مجتمعنا، وهذا يعني أن العنف الذي يحدث في مجتمعنا لأتفه الاسباب تأثيره مباشر على أبنائنا الطلبة.

وللأسف قد يتطور هذا العنف المدرسي الى عنف دموي ، واستخدام للعيارات النارية كما حصل في احدى المدارس في منطقة المثلث قبل شهر ، وكذلك استعمال السلاح الأبيض في هذه الشجارات، وأصبحت هذه الشجارات في ازدياد وتشكل خطورة على مجرى العملية التعليمية وتنخر في اساس بناء مجتمعنا.

ظاهرة العنف في مدارسنا تعبر عن فشل تربوي للأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة التي فشلت في علاجها والتعامل معها، مما زاد منسوب هذا العنف في مدارسنا.

ناقوس الخطر يدق بصوت عال، إن استمرار هذا العنف المدرسي يشكل خطرا على مستقبل مجتمعنا في هذه البلاد، ويجب تضافر كل الجهود بين الاسرة والمدرسة والسلطات المحلية والمساجد والكنائس والخلوات في علاج هذا العنف الذي يتغلغل عميقا بين طلابنا الذين هم العمود الفقري لمجتمعنا مستقبلا، وكلي أمل أن تلقى هذه الظاهرة الخطيرة الاهتمام وتوضع في اول سلم الافضليات من قبل قيادات مجتمعنا قبل استفحالها وعندها يصعب علاجها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة