الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 22:02

أكثر من جهة وخيوط متشعبة قد تكون وراء الإستهداف/ سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 13/03/18 13:48,  حُتلن: 14:30

سميح خلف: 

بعد التوصل لاتفاق المصالحة في شهر اكتوبر الماضي ، و برعاية مصرية مارست حماس دورها الامني ايضا ولم تتخلى عن مسؤولياته

 قلنا اكثر من مرة انه يجب تشكيل حكومة انقاذ وطنيو عقد مؤتمر وطني عاجل خارج الوطن لانتخاب قيادة تمثل الكل الفلسطيني سعيا لوحدة الشعب الفلسطيني

قيل في السابق و احدى المبررات لعدم قدوم الرئيس عباس الى قطاع غزة عدم ضمان الحالة الأمنية أثناء وجوده في غزة،  قد ذكر سابقا بأنه تم استهدافه بما يسمى تفجير او زرع عبوات في النفق ، ولكن يمكن الإشارة بأن حماس أتقنت مسؤولياتها في حفظ الأمن في قطاع غزة خلال غالسنوات الماضية ، ووضعت حدا لعملية فلتان العائلات الكبيرة ومحاصرة أي عمليات فلتان أمني سواءا سياسية او جنائية و الوصول الى مرتكبيها بشكل سريع و ملفت للنظر .

بعد التوصل لاتفاق المصالحة في شهر اكتوبر الماضي ، و برعاية مصرية مارست حماس دورها الامني ايضا ولم تتخلى عن مسؤولياتها في حفظ الامن انتظارا للوصول الى قواسم مشتركة و حلول لملف الأمن و موظفيها برعاية مصرية ، وهو من أعقد الملفات الموجودة على طاولة الحوار ، و خاصة أن المذهب الامني لكل منهما يختلف عن الأخر .
فالوظيفة الأمنية لأجهزة السلطة تختلف كليا عن الوظيفة الأمنية لحماس ، و حماس تقف متشددة جدا امام الحركات الاسلامية المتطرفة التي تظهر بين فينة و أخرى بالإضافة الى الرقابة المشددة على كثير من الفصائل الفلسطينية ، منذ عدة أشهر تعرض اللواء ابو نعيم الى محاولة اغتيال في المنطقة الوسطى أثناء صلاة الجمعة بزرع عبوة ناسفة في سيارته و هي عبوة وصفت بالخفيفة جدا ، و حاولة حماس الوصول لمرتكبي هذه المحاولة و التي صنفت وتأرجحت الأقاويل فيها بين محاولات من الموساد ، و تارة اسندت لجماعات سلفية .
المهم المجتمع الغزي و ك|أي مجتمع أخر يتعرض لخروقات أمنية احياننا و نظرية الأمن المطلق لا يمكن ان تتحقق في اي مجتمع من المجتمعات .
في صبيحة هذا اليوم و أثناء انعقاد مؤتمر مزمع عقده من قبل أمريكا وروسيا و اسرائيل ورفض مشاركة فلسطينية للبحث في سبل انقاذ غزة من الحالة الانسانية المتردية من فقر وبطالة وبنى تحتية تكاد تكون مدمرة نتيجة الحصار واجراءات السلطة العقابية لها ووجود الوفد الامني في غزة بعد مغادرته ثم رجوعه للبحث في سبل فك الازمات بين السلطة و حماس و زيارة مفاجئة لرئيس وزراء حكومة التوافق رامي الحمدالله و بصحبة رئيس المخابرات ماجد فرج ، يتم استهداف هذا الموكب في منطقة بيت حانون بعبوة ناسفة و من ثمة اطلاق رصاص من دراجة نارية .
هنا نضع الاستقاراءات لهذا العمل المرفوض و أبعاده لماذا تم الإستهداف في هذا التوقيت بالذات ؟
بالتأكيد ان له اهداف ومبررات قد تطرح و تؤكد منطق السلطة بأنه لا حماية أمنية لوزراء السلطة و عملهم في غزة بدون تسلم الملف الامني والسيطرة على السلاح بكامله في قطاع غزة .
اذا تلك العملية قد تخدم منطق السلطة و توجهاتها و لكن ايضا لا نستطيع ان نقول ان تلك العملية ليس وراءها جهاز استخباراتي و من اهم مؤشراتها احراج حماس و قوتها الأمنية في القطاعو التشكيك في توجهاتها و قدراتها .
أكثر من جهة ذات مصلحة في توجيه تلك العملية و في هذا التوقيت بالذات لا نستثني منها مخابرات محلية و اسرائيلية و دولية ايضا .
ماذا يعني تنفيذ مثل تلك العملية بوجود الوفد الأمني المصري يعني ذلك ايضا احراج مصر و دورها في المصالحة الفلسطينية و الملف الفلسطيني وخاصة أن غزة الأن قد تدخل نسبيا تحت غطاء الامن القومي المصري ، و هل هناك جهات تريد ان تخرج مصر من هذا الملف او تقليل نفوذها في ادارته ، مما يعطي مؤشرا للصفقة السياسية التي يتم بحثها تحت غطاء الحالة الانسانية في قطاع غزة و الذي يعقد بين امريكا و روسيا و اسرائيل اي بمعنى تدويل ازمة غزة و بدون وجود اي طرف اقليمي كمصر و هي معنية تاريخيا ووجودا وامنيا بهذا الملف.

لا نستطيع ان نقول ايضا ان حكومة التوافق و موازنتها المطروحة قد اخذت في الحسبان متطلبات قطاع غزة ولا نستطيع ان نعفي حكومة التوافق و السلطة الفلسطينية و الرئيس عباس من كل ما يعاني منه قطاع غزة من اجراءات عقابية تحت ذريعة التمكين و التثبيت فبضرورة ان تستنفذ الحالة العاطفية لاهالي غزة تحت و طأة الفقر والبطالة والحصار والمعابر ودمار البنى التحتية و مستقبل مجهول لابناءها لتنفيذ مثل تلك العملية التي قد توصف ايضا بأنها عملية للتهويش و ليس للتنفيذ، وعملية تستهدف قطف ثمار محددة ، فيبدو ان العبوة الناسفة التي تم استخدامها هي عبوة بسيطة ليس لها مؤثر تدميري كبير و تذكرنا بالعبوة التي تم استخدامها لتنفيذ عملية محاولة اغتيال ابو نعيم .

اجمالا تلك العملية قد يتم استثمارها في عملية تصاعد مطالب السلطة و اصرارها على تسليم الملف الأمني و السلاح في قطاع غزة تحت مبرر فرض القانون و سلاح واحد شرعي كما هو دارج في الضفة الغربية و لكن قد تصل الامور ايضا الى قطيعة بين السلطة و حماس تحت ذريعة هذه العملية التي لن تتخلى السلطة عن مطالبها و لن تتخلى حماس عن مواقفها بخصوص الملف الامني و السلاح .
ومن هنا قد يفتح المجال لاختراقات سياسية دولية لقطاع غزة مما يسهل برامج و مخططات اسرائيلية للاستيلاء على الضفة كضم الضفة الغربية و غيرها من الاجراءات التي تعطي صلاحيات لروابط مدن ورجال اعمال وغيرهم مما يهدد وجود السلطة في حد ذاته تمهيدا لبعض خطوات صفقة القرن بمشاركة امريكية روسية .
 لذلك قلنا اكثر من مرة انه يجب تشكيل حكومة انقاذ وطنيو عقد مؤتمر وطني عاجل خارج الوطن لانتخاب قيادة تمثل الكل الفلسطيني سعيا لوحدة الشعب الفلسطيني وانهاء الحاةل الخلافية الحادة في داخل حركة فتح بين محمود عباس وتياره والتيار الاصلاحي بقيادة محمد دحلان والوصول الى تصور مشترك في صياغة الحالة الامنية وسلاح المقاومة فقي ظل برنامج وطني شامل يتوحد فيه السلاح مكاننا وزماننا في مواجهة الاحتلال.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة