الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 09:02

ازدياد بيع روسيا للأسلحة بسبب التدخل في الحرب السورية/ بقلم: أحمد حازم

كل العرب
نُشر: 07/03/18 13:57,  حُتلن: 17:49

أحمد حازم في مقاله:

إيران (الشيعية) التي يهمها إبقاء السيطرة (الأسدية العلوية) على سوريا لأن حكم الطائفة العلوية في سوريا والتي تعتبر جزءاً من الشيعية، يسهل عملية الهيمنة على سوريا، أي امتداد الأخطبوط الإيراني في الأراضي السورية

روسيا التي تستهدف جعل سوريا قاعدة عسكرية روسية دائمة لها لمواجهة الولايات المتحدة واستراتيجيتها في المنطقة

شعوب في المنطقة العربية مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، تعيش حالات حرب مدمرة، حيث تتعرض لقتل وتهجير وتجويع. سوريا على سبيل المثال تشهد منذ سيع سنوات حرباً كانت في البداية أهلية، وتطورت ليصبح فيها وكلاء يشاركون في الحرب بالنيابة لأهداف إستراتيجية ودينية. وإضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي، هناك أكثر من خمسين تنظيماً سياسيا وعسكريا شارك ولا يزال في الحرب الدائرة في سوريا، وكل تنظيم له أجندته السياسية. لكن هناك ثلاثة لاعبين أساسيين كبار يتدخلون في سوريا لحماية النظام: اللاعب الأول على سبيل المثال، حزب الله اللبناني (الشيعي) الذي يشارك في الحرب السورية لدعم بقاء نظام بشار الأسد، لأن انهيار النظام السوري، له عواقب سلبية وسيئة جداً على حزب الله من جميع النواحي، لأن النظام السوري هو القناة الرئيسية للإمدادات التي تصل عبرها إلى حزب الله من إيران الحليف الإستراتيجي لسوريا.

واللاعب الثاني إيران (الشيعية) التي يهمها إبقاء السيطرة (الأسدية العلوية) على سوريا لأن حكم الطائفة العلوية في سوريا والتي تعتبر جزءاً من الشيعية، يسهل عملية الهيمنة على سوريا، أي امتداد الأخطبوط الإيراني في الأراضي السورية، وهذا ما حصل لغاية الآن، حيث تقول مصادر إعلامية أن أكثر من نصف مليون إيراني قد حصلوا على الجنسية السورية. الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات شمس الدين الكيلاني أشار إلى قول الأسد في خطاب له:ان "جميع من معي بغض النظر عن جنسياتهم هم سوريون، سواء كانوا إيرانيين أو لبنانيين أو أفغانيين" وهذا مؤشر إلى النية في توطينهم بسبب الولاء له. واللاعب الثالث روسيا التي تستهدف جعل سوريا قاعدة عسكرية روسية دائمة لها لمواجهة الولايات المتحدة واستراتيجيتها في المنطقة.

أعجبني تحليل عن الوضع السوري يقول كاتبه: ان الشعب السوري اليوم يمثل نموذجا صارخا للشعوب التي تعيش تحت وطأة الحروب. هناك في الغوطة الشرقية تجري ذات العمليات العسكرية التي جرت في الحرب العالمية الثانية، بل إنها أكثر فظاعة وبآلة أكثر دمارا وفتكا، مَنْ منَّا لم يتقطع قلبه، وهو يرى صورة تلك الطفلة ذات السنوات العشر، وقد أسلمت الروح وهي تحتضن أختها الرضيعة، وهي كانت تحاول وضع كمامات الأكسجين لها، وكلتاهما كانتا متأثرتين بغاز الكلور السام الذي أطلقته قوات بشار الأسد المدعومة من قبل روسيا. برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ذكر في تقرير له أن سكان الغوطة يعانون من نقص شديد في الغذاء، لدرجة أنهم يأكلون القمامة ويفقدون الوعي بسبب الجوع ويجبرون أطفالهم على التناوب على تناول الطعام.
في شهر أيار/مايو الماضي جرت مفاوضات في أستانا برعاية روسيا وتركيا وإيران تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض التصعيد شمل أيضاً الغوطة الشرقية، لكن النظام السوري وبضوء أخضر من روسيا لم يحترم الإتفاق وقامت قوات النظام بمشاركة روسية بشن مئات الغارات على الغوطة الشرقية باستخدام أسلحة روسية إبادية حديثة.

يقول تقرير لـ "معهد دراسات الحرب الأمريكي" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لخلق تحالف يتضمن روسيا وإيران ونظام الأسد، في تحدٍ مباشر للتحالف الذي تقوده أمريكا. وكان بوتين قد أعلن عن هذه الفكرة في خطاب ألقاه في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة دوشنبة، بطاجكستان، أثناء قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التحالف العسكري ما بعد السوفييتي، الذي تقوده روسيا.

ويضيف التقرير، أن نشر الجنود الروس في سوريا يحقق أهدافاً عدة، إذ يسمح لروسيا بتأمين مصالحها العسكرية على طول الساحل السوري، حيث توجد قاعدة طرطوس، القاعدة الأخيرة لروسيا في الشرق الأوسط. والهدف الأكثر أهمية هو تقديم الدعم المباشر للنظام السوري المتأرجح الذي يمثل الحليف العربي الوحيد لروسيا.

نقطة مهمة أخرى لا بد من الإشارة إليها. فقد ذكر خبراء ومراقبون روس"أن الارتفاع الملحوظ في أرقام مبيعات الأسلحة الروسية، ما كان سيحدث لولا الأزمة السورية وتدخل روسيا طرفا في الحرب السورية" حتى أن بوتين نفسه أكد ذلك في تصريحات سابقة، باعترافه "أن الأسلحة التي تنتجها بلاده أثبتت إمكاناتها ودقتها وفعاليتها في محاربة الإرهاب في سوريا.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة