الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 04:02

أيها القاتل.. أَيُّ دِينٍ أَيُّ رَبٍّ؟/ شعر: محمود مرعي

كل العرب
نُشر: 05/02/18 09:50,  حُتلن: 10:57

أَيُّها القاتِلُ مَهْلًا.. قَبْلَ تُرْديهِ تَمَهَّلْ

وَتَفَكَّرْ وَتَدَبَّرْ.. وَتَوَقَّفْ وَتَعَقَّلْ

ما الَّذي تَجْنيهِ قُلْ لي.. حِينَما تَقْتُلُ أَعْزَلْ

حينَما تُثْكِلُ بَيْتًا.. كانَ حَتَّى الأَمْسِ مَنْزَلْ

حينَ تُرْدي دونَ حِسٍّ.. عابِرًا لِلـمَوْتِ يَجْهَلْ

أَوْ ضَعيفًا دونَ ذَنْبٍ.. يَكْدَحُ الأَيَّامَ يَعْمَلْ

لِيُرَبِّـي لِصِغارٍ.. ما لَهُمْ إِلَّاهُ مَحْمَلْ

ما لَهُمْ إِلَّاهُ حِضْنًا.. أَمْنُهُمْ فيهِ تَمَثَّلْ

وَيُعيلُ الأَهْلَ حَتَّى.. لا يَذوقوا العَيْشَ حَنْظَلْ

حينَ تُرْدي بِرَصاصٍ.. أَوْ بِطَعْنٍ لَسْتَ تَسْأَلْ

حينَما تُطْلِقُ مَوْتًا.. صَوْبَ وَرْدٍ يَتَشَكَّلْ

وَفَتاةٍ في طَريقٍ .. نَحْوَ بَيْتٍ أَوْ بِمَحْفَلْ

وَعَجوزٍ دونَ حَوْلٍ.. جِسْمُهُ بِالوَهْنِ مُثْقَلْ

أَيُّ دِينٍ أَيُّ رَبٍّ.. زَيَّنَ القَتْلَ وَجَمَّلْ

أَيُّ فِكْرٍ أَيُّ شَرْعٍ.. إِثْمَ قَتْلِ النَّفْسِ حَلَّلْ

إِنْ يَكُنْ قالَ بِهذا .. وَادَّعى شَخْصٌ وَعَلَّلْ

فَهْوَ وَحْشٌ دونَ قَلْبٍ.. وَمِنَ الوَحْشِ مُبَجَّلْ

وَمِنَ الوَحْشِ أَليفٌ.. وَمِنَ الوَحْشِ مُدَلَّلْ

وَمِنَ الوَحْشِ بِزِيِّ الإِنْسِ وَالجِينُ مُعَدَّلْ

لَيْسَ مِثْلَ الوَحْشِ شَكْلًا.. أَوْ مَعَ الإِنْسانِ يُشْمَلْ

جِسْمُ إِنْسٍ، عَقْلُ وَحْشٍ.. وَسِوى ذا لَيْسَ يُعْقَلْ

لَيْسَ يَحْيا دونَ قَتْلٍ.. غَيْرَ دَمٍّ لَيْسَ يَقْبَلْ

أَيُّها القاتِلُ فَاعْقِلْ.. إِنَّما أَنْتَ مُضَلَّلْ

عَقْلُكَ الباطِنُ خاوٍ.. عَقْلُكَ الواعي مُعَطَّلْ

تَقْصِفُ الوَرْدَ بِحِقْدٍ.. إِنَّما بِالـماءِ تَبْخَلْ

كُلَّما أَزْهَقْتَ روحًا.. زَغْرَدَ الشَّيْطانُ، عَنْدَلْ

ما عَلِمْنا غَيْرَ إِبْليسَ بِشَرْعِ القَتْلِ يَحْفَلْ

إِنْ قَتَلْتَ اليَوْمَ نَفْسًا.. فَغَدًا يَثْأَرُ أَثْكَلْ

فَهْوَ دَيْنٌ وَسَدادٌ.. وَكَما تَقْتُلُ تُقْتَلْ

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة