الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

بسبب ترامب- تتحطم دول عربية كبيرة وتتقدم دول أخرى لتقود الأمة/ بقلم: د.ناصر اللحام

كل العرب
نُشر: 04/02/18 07:30,  حُتلن: 07:50

د. ناصر اللحام في مقاله:

وعد ترامب أفقد بعض الدول العربية الغنية والكبيرة هيبتها 

تسبب وعد ترامب في إجهاض المخطط الأمريكي الصهيوني بتطبيع العلاقات الاسرائيلية العربية

بسبب وعد ترامب حسمت قيادة منظمة التحرير نفسها مرة واحدة ، وندمت على تجربة المفاوضات برعاية أمريكية

لم ينفك أهل تل أبيب يحتفلون بوعد ترامب في 6 ديسمبر الماضي ، ولكن بعد ثمانية أسابيع بدأ بعضهم يتلمس المخاطر التي لحقت بهم جراء هذا الوعد . وأن إقتراب اليهود لهذه الدرجة من رئيس متهور مثل ترامب سيؤدي لا محالة الى نقض وجود اسرائيل وكيانها كله .

- وعد ترامب أعاد الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع وجود . وإنتهت محاولة التعامل معه كصراع حدود يمكن حلّه بالمفاوضات وترسيم الحدود . فإسرائيل تريد كل الأرض وكل المدن وكل السيطرة وكل الموارد وكل المياه وكل المعابر .
- إن القدس برميل المتفجرات الذي لا يجرؤ أي زعيم عربي إو عالمي على العبث فيه ، وإن إستهانة اليهود وحاخاماتهم بهذا الإمر ، والافراط في الإعتداء على الأقصى والحفر تحته وتهويده ، قد لا تكفي لتعلن الجيوش العربية الحرب على إسرائيل لازالتها ، ولكنها ستكفي لاقناع أجيال من العرب والمسلمين لإعتبار الإمر كافيا لذلك . وأن الصراع الراهن سيمتد لمئة عام أخرى على أقل تقدير قبل أن يجرؤ أي يهودي على دخول أية عاصمة عربية أو إسلامية ويتجول في أسواقها بأمان . وأقول يهوديا وليس صهيونيا لأن حاخاماتهم جعلوا الصراع دينيا ولم يعد بالإمكان إخفاء هذه الحقيقة بعد اليهوم .

- تسبب وعد ترامب في إجهاض المخطط الأمريكي الصهيوني بتطبيع العلاقات الاسرائيلية العربية ، ولن يجرؤ أي زعيم عربي ( حتى لو كان يرغب في ذلك ) على التطبيع والاستسلام ، إلا اذا كان يريد إستعداء شعبه وأن يعيش باقي حياته خائنا يطلب الغفران .

- صحيح أن بعض الزعماء العرب يخافون أمريكا أكثر مما يخافون الله عز وجل ، ولكن التجربة أثبت أنهم يخافون من الثورات ومن غضب شعوبهم أكثر مما يخافون من أمريكا . وإن وعد ترامب قد اختصر المسافات وأوصل النتيجة في زمن قياسي سريع .
- لقد أثبت وعد ترامب أن " إسرائيل " لا يمكن أن تكون دولة . فهذا مستحيل من ناحية علم الاجتماع . وأن شلالات المال والسلاح التي تأتيها من أمريكا قد تجعل منها مستعمرة أو حصنا منيعا . لكن لا يمكن أن تجعل منها دولة . فالدولة لها دستور وحدود جغرافيا وعلاقات وثروات وقوانين وأرض وديموغرافيا سكان . و" إسرائيل " لم تملك ذلك ولن تملك من ذلك . هي مستعمرة ولن تكون أكثر من معسكر للجيش الامريكي .

- بسبب وعد ترامب حسمت قيادة منظمة التحرير نفسها مرة واحدة ، وندمت على تجربة المفاوضات برعاية أمريكية . وتثبت جميع الدلائل أنها لن تعود ( ولن تجرؤ ان تعود ) الى هذه التجربة ، مهما فعلت اسرائيل .

- وعد ترامب جعل أمريكا مرة أخرى هي العدو ، ورغم ان فلسطين بلد صغير وفقير وتحت الاحتلال ، الا ان فلسطين ستكون هي الشرارة التي تنهي سيطرة امريكا على العالم . وجميع التجارب التاريخية تؤكد أن الامبراطوريات العظمى تنتهي بهذا الشكل .

- وعد ترامب أفقد بعض الدول العربية الغنية والكبيرة هيبتها ، ولم تعد لها الاّن أية كلمة أمام ترامب . وبالتالي تتقدم دول اخرى كبيرة بمواقفها لتقود العالم العربي . وأن دولا عربية هيمنت على عناوين الصحافة وطمست القرار السياسي خمسين سنة ماضية قد سقطت الاّن وطار غرابها ، لم يعد لها أي هيبة ولا سطوة سلاح أو مال لتقرر نيابة عن العرب وقد ورطت نفسها بحروب وعداوات مع الأشقاء والجيران ولا تعرف كيف تخرج منها . وهي الان تئن تحت وطء ترامب وجواسيسه ، وتعيش الخوف والفقدان والجوع وتستحق الشفقة.

*رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية الفلسطينية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة